اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
الإرهاب الجسدي والمعنوي
فوجئنا مؤخرا باستغاثة والد طالب بمدرسة دولية بإحدى الدول العربية بعد اعتداء مدرس على ابنه وكسره لذراعه وإجباره على توقيع ورقة تفيد بأنه أخطأ في حق هذا المعلم.
هذا الحادث المؤسف تزامن مع واقعة شغلت الرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعي بمملكتنا حول نشوب خلاف بين مدير إحدى المدارس الخاصة وبين ولية أمر طالب وأخته أسفر عن اعتداء المدير عليهما لفظيا ورميهما بالألفاظ النابية والمهينة، بل ضرب الأم بهدف منعها من تصوير الحادثة بحسب روايتها والتي قالت إن ابنها ذا الخمسة عشر عاما يعاني من اضطراب نفسي واكتئاب وصل إلى حد كره المدرسة والتغيب عنها مدة شهر كامل، مما دفعها إلى اصطحابه لمركز حماية الطفل بمدينة حمد وإصدار تقرير بوضعه الصحي ليتمكن من مواصلة الدراسة.
وكان الطفل قد شكا سلفا من معاملة سيئة يتعرض لها الطلاب من قِبل مدير المدرسة، معللا أن هذا هو سبب رفضه الانتظام بالدوام المدرسي مدة شهر، فيما ذكرت الأم أنها حين تلقت خبر وفاة والدها أرسلت ابنها للمدرسة برفقة السائق لتتمكن من حضور مراسم دفن والدها، إلا أن المدرسة بعد تسديد الرسوم الشهرية رفضت تسلم الطفل أو إعادته مع السائق واحتجزته في غرفة حتى العاشرة صباحا لترغم الأم على أخذه من دون مراعاة لظروف وفاة والدها، وأنه حين حضرت برفقة أختها التي كانت تمضغ العلكة تعدى المدير عليها لفظيا ورمى المنديل الورقي على وجهها لتبصق العلكة، الأمر الذي استفزهما حتى تصاعد الشجار بين الأطراف وانتهى بشكوى قدمها المدير ضد ولية الأمر في مركز الشرطة بدعوى تهجمها وأختها عليه.
وبناء عليه أصدرت وزارة التربية والتعليم بيانا أكدت فيه أنها أعدت تقريرا لإحالة مالك المدرسة إلى النيابة العامة لما تبين من قيامه بممارسة أدوارا ليست من اختصاصاته، واستمراره في تهديد الطلبة وأولياء الأمور بالفصل دون الرجوع إلى الجهة التنظيمية المختصة.
ما هذا الإرهاب الذي تمارسه بعض الكوادر في المدارس الخاصة على الطلاب وأولياء أمورهم؟!
وهل هذه هي التربية المنوطة بتلك المدارس؟!
إن تجاوزات المدارس الخاصة تتنوع ما بين الاتجار بالتعليم والمغالاة في الرسوم وزيادتها من دون موافقات رسمية وعدم الالتزام بالطاقة الاستيعابية والامتناع عن دفع رواتب المعلمين ومخالفات أنظمة وشروط الترخيص وغيرها وغيرها، ولكن حين يتعلق الأمر بالأدب وبالأخلاق ويصل إلى حد الإرهاب المعنوي والجسدي، هنا يجب التدخل السريع والحاسم والحازم، وهذا ما تؤكده لنا دائما وزارة التربية والتعليم مشكورة قولا وفعلا.
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك