عالم يتغير

فوزية رشيد
السعودية ملتقى السلام العالمي!
{ في ميزان البناء العالمي أو المتغير العالمي الذي يتجه نحو تعدد القطبية مهما حاولت الولايات المتحدة الاستفراد بالقيادة! فإن الواقع العالمي يدرك ما لتلك القيادات من كوارث وخيارات جيوستراتيجية أججت الحروب والصراعات والأزمات في العالم كله على مدى عقود طويلة! في ظل ذلك فإن السعودية كبلد ذي ثقل استراتيجي على مستويات مختلفة سواء كبلد التوحيد وقبلة المسلمين، أو في الجانب الاقتصادي والمالي والطاقي إلى جانب ثقلها العربي والإقليمي والدولي في كل القضايا فإنها وحدها اليوم بما تحظى به من ثقة دولية القادرة اليوم أكثر من غيرها لكي تكون ملتقى ومحطة للسلام العالمي بعد أن انجرف العالم نحو هاوية ما يراد فرضه عليه من خلخلة تراكمية لكل مؤسسات النظام الدولي حتى باب الطبق العالمي مكشوفا وعاريا أمام جملة قضايا عالمية ودولية وإقليمية كادت أن تورط العالم كله في حرب عالمية ثالثة لن تبقي ولن تذر!
{ حين جمعت الرياض على طاولتها طرفي التفاوض الأمريكي والروسي كمقدمة للقاء رئاسي بين ترامب وبوتين لاحقا فإن كلا الطرفين شهدا بما للسعودية من قدرة وقابلية لإنجاح تلك المفاوضات بما يخص أوكرانيا وبما يمهد لمناقشة قضايا السلم في المنطقة العربية على خلفية أحداث غزة والضفة! لتتحول الرياض إلى عاصمة للقرار والسلم والمباحثات بين واشنطن وموسكو، ولتشهد السعودية تحولا استراتيجيا في موقعها الدولي وفي تاريخها الحديث بعد أن تبوأت المراكز المتقدمة والتحولات الريادية بدءا من قطاع التكنولوجيا والتنمية الشاملة والتنويع في مصادر الدخل بعيدا عن الاعتماد على النفط وحده مثلما شهدت كوادرها السياسية أطروحات متوافقة مع كون السعودية بدبلوماسيتها العقلانية والثابتة صانعة للسلام والأمن في العالم وبما يتوافق أيضا مع كونها منبع أعظم الرسالات السماوية والقيم الإسلامية وتاريخها السياسي والدبلوماسي يشهد جهودها في دعم وترسيخ السلام الإقليمي والعالمي.
{ الحرب في أوكرانيا التي بدأت تحركاتها الأولى منذ 2014 لتتحول إلى حرب الناتو والغرب على روسيا كانت تهدد السلم في العالم قاطبة ولذلك أن تضع هذه الحرب رحالها في الرياض لإيجاد حلول للأزمة لهي مرآة تعكس ما للدبلوماسية السعودية من فاعلية وهذه المرة على مستوى الجمع التفاوضي بين القوى الدولية الكبيرة مما يجعلها تخرج من التأثير العربي والإقليمي إلى التأثير الدولي الفاعل جعلها في قلب الفاعلية الدولية لترسيخ الوساطة الموثوقة من كل الأطراف، بعد أن بدأت مساعيها الحيادية بين واشنطن وموسكو بمحاولات التقريب بين وجهات النظر وتقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا وإطلاق سراح وتبادل الأسرى بين أطراف الحرب والاجتماعات لإيجاد طرق وسبل إنهاء الحرب باعتبارها مهددة للسلم والأمن العالمي!
{ القمة الروسية الأمريكية تتزامن معها قمة عربية مصغرة بين دول الخليج ومصر والأردن لتدارس الموقف العربي قبل القمة العربية الطارئة التي تأجلت إلى 4 مارس، والقمة المصغرة كانت في الرياض أيضا يوم 21/2/2025 بخصوص غزة والقضية الفلسطينية لتأكيد الموقف العربي الرافض للتهجير واستمرار الحرب الذي تقوده كل من السعودية ومصر، مما يجعل من وساطتها التفاوضية بين واشنطن وموسكو، بطلب من أمريكا أو ترامب ذات تأثير في الخطة المصرية لإعمار غزة وإنهاء الحرب عليها وهو الحدث الآخر المهم والمتزامن مع قمة ترامب – بوتين، لتنزل الرؤى الخيالية واللامنطقية التي تم طرحها أمريكيا ومن جانب الكيان الصهيوني إلى أرض الواقع في ظل الموقف الثابت سعوديا من القضية الفلسطينية!
{ وما بين واقع التدمير والحروب والصراعات والرؤى التي تؤجج الأزمات في العالم تأتي السعودية لتؤكد دورها الريادي في طرح الرؤى المتوازنة لحل القضايا وتطرح الرؤى التي تقود العالم إلى أن يكون مكانا أكثر أمنا واستقرارا وسلما للبشرية، ولتجعل للعرب مكانا مختلفا في المتغيرات العالمية، بل ومكانا رياديا في حل النزاعات حتى بين الدول الكبرى مما يجعل من قرارات القمة العربية المصغرة وقرارات القمة العربية الطارئة ما بين الرياض والقاهرة أكثر أهمية وأخذا بالاعتبار على المستوى الأمريكي والدولي لنشهد منذ عقود ربما فاعلية عربية جديدة تقودها السعودية بثقلها المتعدد الزوايا ومعها مصر بتأثيرات قوة جيشها وليتم إحباط كل المحاولات الخبيثة السابقة لتهميش العرب حتى تجاه قضاياهم الأساسية والوجودية!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك