عالم يتغير

فوزية رشيد
القمة العربية: الموقف العربي واختبار تاريخي!
{ قبل أيام نقلت قناة الـ Fox News، حديثًا متلفزًا لوزير الدفاع الأمريكي أو وزير دفاع ترامب، وهو أحد الوجوه الصهيونية الشرسة التي لغَّم بها «ترامب» إدارته الجديدة، بعد أن عمل على التخلص من كل الموظفين السابقين في المؤسسات الأمريكية منها الـ FBI والسي آي أيه، مثلما ألغى كل القرارات التي وقعها ونفذها «بادين» في الإدارة الأمريكية السابقة! وزير دفاع ترامب يعلن بصراحة لا تقبل أي تأويل أن (الصهيونية والأمركة هما الخط الأمامي للحضارة الغربية)! ويضيف (أن لا ولاء مزدوج فالولاء الأمريكي هو للصهيونية التي تمثل الحضارة والحرّية في عالمنا اليوم)!
بل ويؤكد أن (القدس عاصمة للدولة اليهودية وهضبة الجولان هي لليهود)! وهذه هي (الحرية والوفاء بالتقاليد التاريخية والدينية والثقافية والمضادة للعلمانية والإسلاموية ومعاداة السامية)! بهذا الوضوح يحدد صفة أمريكا ودورها الجديد، المتماهي تمامًا مع (الصهيونية المسيحية الإنجيلية) وبرداء ديني بحت! وتبني كامل لكل أطروحات (الصهيونية الدينية المتطرفة) والقائمة على استبدال العلمانية الأمريكية بالخرافات التوراتية والوعد الإلهي المزعوم (للمملكة اليهودية التوراتية) التي تتوسع في كل البلدان العربية ولا تقف عن أي حدود!
{ بتلك الرؤية التي كثيرًا ما كتبنا عنها عبر العقود الماضية، واعتبرها البعض أنها من تجديفات «نظرية المؤامرة»! ها هي الحقائق والمرتكزات الصهيونية تتضح اليوم للجميع، خاصة باعتبار «ترامب» هو المنفذ لكل الخرافات والأساطير الصهيونية، بعد أن تماهى هو وإدارته الصهيونية مع اليمين المتطرف في أمريكا والكيان الصهيوني!
وإذا لم يتخذّ العرب اليوم في «القمة العربية الطارئة» المواقف العملية الحاسمة، فإن المخطط الصهيوني الاستعماري، الذي يهدد ليس فلسطين وحدها بل الكثير من الدول العربية، سيتلقى إشارة بالضعف العربية، وسينفذ مخططه الذي بدأه منذ 8 أكتوبر 2023 بشكل أكثر شراسة! ليضع الأمن القومي العربي في خطر «وجودي» حقيقي! وحيث معنى الموقف العربي هنا هو وحدة كافة دول المنطقة العربية بقرار واحد، لأن الجميع اليوم أمام (اختبار تاريخي)!
{ بدوره السفير الأمريكي لدى الكيان الصهيوني «مايك هاكابي» يؤكد ذات المعنى الذي تنساق خلفه أمريكا – ترامب، حيث يؤكد على تهديد دول المنطقة العربية وهو يقول (سيكون هناك تغيير كبير بأبعاد «توراتية» في الشرق الأوسط خلال ولاية ترامب)! أي تنفيذ مخطط إسرائيل الكبرى بالبلطجة الترامبية! وهي «الرؤية الصهيونية الإنجيلية» كما قلنا والتي يؤمن بها «ترامب» والصهاينة المتطرفون، من خلال الوهم والتزوير في التوراة! لتنفيذ أخطر مخطط يطول دول المنطقة العربية كلها، بعد سايكس – بيكو، ونكبة 48 في فلسطين! وحيث «مايك ماكابي» هو نفسه القسّ السابق والخاص والمقرب من ترامب قبل توليه المناصب السياسية!
وهو الذي وصف خطة «التهجير» بالخطة الجريئة من «ترامب»، وأنه (لا يوجد شيء اسمه فلسطين أو الدولة الفلسطينية، ولا شيء اسمه الضفة الغربية بل يهودا والسامرة)!
وهو موقف الصهاينة جميعًا، وجاء «ترامب» كحمال الحطب، ليحمل على ظهره حطب الرؤى الصهيونية الخرافية وينفذها!
{ «القمة العربية الطارئة» التي دعت إليها مصر، تواجه اليوم أكبر التحديات الوجودية، في ظل إدارة «ترامب» وحربه مع الكيان الصهيوني لإعادة ترتيب المشهد السياسي والأمني في منطقة الشرق الأوسط! ولا نفترض إطلاقًا أنها ستكون قمة كسابقاتها من حيث الاكتفاء بالبيانات، خاصة في ظل وحدة العرب الحالية التي تجلت في الأيام الأخيرة، والتصريحات المصرية الحاسمة التي كشرت بأنيابها للكيان الصهيوني و«ترامب»، ومثله الموقف السعودي الحاسم من «التصريحات الترامبية» التي فاقت في بجاحتها كل خيال ووصف! إلى جانب مواقف الدول العربية الأخرى والدول الإسلامية، وحيث الجميع بات يدرك مثلما قال الرئيس المصري (نعرف أن هناك مخططا أبعد من مخطط غزة)!
{ معركة العرب اليوم هي معركة سيادة وكرامة وطنية ومعركة وعي وإفشال لأوقح المخططات الصهيونية، التي تبدأ بتصفية القضية الفلسطينية، على خلفية «التهجير» والتطهير العِرقي، لتنتهي إلى ابتلاع أجزاء كبيرة من الجغرافيا العربية!
ويعتقد «اليمين المتطرف» بقيادة «نتنياهو» أن الفرصة سانحة للمضي قدمًا في جعل الخرافات التوراتية أمرًا واقعًا، من خلال الصديق الأعظم للصهيونية وهو «ترامب»!
بعد أن نطق وزير دفاعه وبشكل صريح لا لبس فيه، أن «الصهيونية والأمركة» هما شيء واحد! ولذلك يهدّد «ترامب» بفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط! ولذلك يقوم الكيان الصهيوني بمناورات الحرب في مناطق احتلها مثل (غور الأردن وبالقرب من البحر الميت والجولان السوري والجليل الأعلى على حدود لبنان وجنوبه)، بذريعة تلافي مواجهة العنف والإرهاب في 7 أكتوبر!
{ مصر بدورها لم تصمت وهي تعلم بحجم المخطط الصهيوني، فهي منذ سنوات تستعد عسكريا، وقبل أيام أجرت مناورة عسكرية ضخمة على حدود رفح أي على حدود الكيان الصهيوني!
وفي ظل هذه التوترات المتصاعدة التي أشعلتها أمريكا بدعم مخططات الكيان والصهيونية الدينية، فإن ما يحدث اليوم سيحدد مصير المنطقة لعقود طويلة قادمة! وحيث القمة العربية الطارئة وبعدها القمة الإسلامية الطارئة، بدعوة أيضًا من مصر، إما أن تتم من خلالهما مواجهة المخططات بإرادة عربية وإسلامية موحدة، يتم فيها استخدام كل أساليب الحرب الناعمة والاستعداد لحرب بدأت إشعالها الولايات المتحدة في المنطقة! وإما أن يخنع العرب ويستسلموا لمن يتلاعب بمصائرهم! وحيث المنطقة على صفيح ساخن، تؤكده مصر بتصريحها اللافت أيضًا: (إن تجاهل الشرعية الدولية في التعاطي مع أزمات المنطقة يهدد بنسف أسس السلام)! الأيام القادمة حبلى بالكثير والكثير، والموقف العربي وهو يمرّ بمسار الاختبار التاريخي، قد يحمل بدوره الكثير أيضًا خارج التوقعات الجاهزة!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك