اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
وقفات
{ استوقفني ما طرحه الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم مؤخرا أمام مجلس النواب فيما يتعلق بفضح تجاوزات إحدى المدارس الخاصة التي أحيلت إلى التحقيق بسبب توظيفها حوالي 45 موظفا وفرضها رسوما على أولياء الأمور دون الحصول على موافقة الوزارة.
ونحن بدورنا إذ نثني على موقف الوزير تجاه هذه المدرسة وأمثالها للتصدي لأي تجاوزات بمختلف أنواعها وتشديده على التأكد من الالتزام بتطبيق اللوائح المعمول بها ليس فقط فيما يتعلق بالتوظيف والرسوم بل في كل الشؤون انطلاقا من مبدأ أن التعليم رسالة وليس تجارة، بل أمانة يجب أن يراعى من خلالها مصلحة الوطن والمواطن.
فشكرا الوزير على هذا التوجه، وعلى فضح ومعاقبة بعض المدارس الخاصة التي تحولت إلى بؤرة ربح وتكسب على حساب جودة التعليم، والتصدي للجوئها إلى العمالة الرخيصة حتى تصبح عِبرة لمن لا يعتبر.
{ وافق مجلس النواب في جلسته الأخيرة على اقتراح برغبة بصفة الاستعجال بشأن زيادة علاوة غلاء المعيشة ودعم اللحوم للمساهمة في تخفيف أعباء المواطنين في شهر رمضان والذي أحيل إلى الحكومة.
هذا الاقتراح بالفعل يصب في مصلحة المواطن الذي يعاني من تضخم مسؤولياته وارتفاع الأسعار وخاصة في ظل محدودية الدخل، حتى أصبح يتجرع ويلات تصاعد كلفة كل شيء من حوله، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى العيش في دوامة البحث عن أي مصدر مادي آخر لتأمين قوته اليومي، ومن ثم الوقوع في مصيدة الديون والفوائد البنكية.
لذلك وبالرغم من تقديرنا لتلك المبادرة النيابية الإنسانية، إلا أن هذا الوضع المتأزم الذي يعيشه المواطن اليوم يستلزم مبادرات مماثلة على مدار العام وليس فقط خلال شهر رمضان، فالمشكلة ليست فقط في تأمين هذا النهم الاستهلاكي الملازم لهذه المناسبة الكريمة وإنما القضية أكبر من ذلك بكثير.
{ يشكو البعض من العاملين في القطاع الخاص من العمل ساعات إضافية (مجانية) برغم ما يعانون منه من إرهاق نفسي وجسدي، الأمر الذي قد يعرض حياتهم للخطر جراء إصابتهم بمشاكل صحية، وهو ما أكده تقرير جديد عالمي للمسح الاقتصادي.
بالطبع لسنا ضد التفاني في العمل، وأدائه بمنتهى الدقة والأمانة، ولكن في المقابل لا بد من مراعاة الصحة النفسية للعامل ومن ثم صحته الجسدية، وأضعف الإيمان هنا هو حصوله على المقابل لأي جهد إضافي، فهذا هو الحق والعدل.
تلك رسالة لأصحاب الأعمال الخاصة الذين يستنزفون طاقة الموظف حتى درجة الوصول إلى ما يسمى بالإنهاك الوظيفي ودون أي مقابل للأسف الشديد، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج كارثية نفسية وصحية.
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك