العدد : ١٧١٤٦ - الاثنين ٠٣ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٤٦ - الاثنين ٠٣ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رمضان ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

رحمك الله يا ريناد

شهد‭ ‬الشارع‭ ‬المصري‭ ‬مؤخرا‭ ‬مأساة‭ ‬مؤلمة‭ ‬هزت‭ ‬القلوب،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬إعلان‭ ‬واقعة‭ ‬وفاة‭ ‬الطالبة‭ ‬المصرية‭ (‬ريناد‭ ‬عادل‭) ‬بالصف‭ ‬السادس‭ ‬الابتدائي‭ ‬بعد‭ ‬انتشار‭ ‬عدة‭ ‬روايات‭ ‬عن‭ ‬انتحارها‭ ‬بسبب‭ ‬تعرضها‭ ‬للتنمر‭ ‬من‭ ‬زملاء‭ ‬المدرسة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬طرح‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬الآثار‭ ‬الخطيرة‭ ‬لظاهرة‭ ‬التنمر‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬البعض‭ ‬وخاصة‭ ‬صغار‭ ‬السن‭.‬

بحسب‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة‭ (‬اليونيسف‭) ‬تشير‭ ‬الإحصاءات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬130‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬يتعرضون‭ ‬للتنمر‭ ‬الذي‭ ‬تفاقم‭ ‬مع‭ ‬التقنيات‭ ‬الرقمية‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬يستدعي‭ ‬اليوم‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬للتصدي‭ ‬لها‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬تؤكد‭ ‬الإحصاءات‭ ‬أن‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬المصريين‭ ‬يتعرضون‭ ‬للتنمر‭ ‬بأشكاله‭ ‬المتنوعة‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬لفظيا‭ ‬أو‭ ‬جسديا‭ ‬أو‭ ‬اجتماعيا‭ ‬أو‭ ‬نفسيا‭ ‬وغيرها،‭ ‬وفي‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬بلاغات‭ ‬التنمر‭ ‬اللفظي‭ ‬النسبة‭ ‬العليا،‭ ‬إذ‭ ‬وصلت‭ ‬لدى‭ ‬الذكور‭ ‬إلى‭ ‬20%‭ ‬والإناث‭ ‬26%،‭ ‬تلاها‭ ‬حالات‭ ‬التنمر‭ ‬الجسدي‭ (‬9%‭ ‬لدى‭ ‬الذكور‭ ‬و4%‭ ‬للإناث‭) ‬بينما‭ ‬حل‭ ‬التنمر‭ ‬الإلكتروني‭ ‬المرتبة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬برنامج‭ ‬الأمان‭ ‬الأسري‭ ‬الوطني،‭ ‬ليبقى‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬وبقوة‭:‬

ما‭ ‬هذا‭ ‬التصاعد‭ ‬المخيف‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تشكل‭ ‬أمرا‭ ‬مرعبا‭ ‬سواء‭ ‬للكبار‭ ‬أو‭ ‬للأطفال؟

وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تكرار‭ ‬محاولات‭ ‬الانتحار‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬بشكل‭ ‬عام؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التنمر‭ ‬اليوم‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬القاسي‭ ‬والمرير‭ ‬والخطير‭ ‬الذي‭ ‬يمارسه‭ ‬البعض‭ ‬ضد‭ ‬البعض‭ ‬الآخر،‭ ‬وللأسف‭ ‬لم‭ ‬تولِه‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكافي‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الأسرة‭ ‬أو‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬المجتمع‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الظاهرة‭ ‬وما‭ ‬تخلفه‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬نفسية‭ ‬وصحية‭ ‬على‭ ‬المتنمر‭ ‬عليه،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تقوده‭ ‬إلى‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬الطفلة‭ ‬البريئة‭ ‬ريناد‭.‬

لا‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬يستحق‭ ‬التعرض‭ ‬للتنمر،‭ ‬فمن‭ ‬حق‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وسلام،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬دعا‭ ‬إليه‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬حين‭ ‬قال‭: ‬

‮«‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الذين‭ ‬آمنوا‭ ‬لا‭ ‬يسخر‭ ‬قوم‭ ‬من‭ ‬قوم‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬خيرا‭ ‬منهم‮»‬‭!‬

لذلك‭ ‬وجب‭ ‬تنفيذ‭ ‬شرع‭ ‬الخالق‭ ‬على‭ ‬المعتدي‭ ‬الآثم‭ ‬وإيقاع‭ ‬اقصى‭ ‬العقوبة‭ ‬به،‭ ‬فتلك‭ ‬هي‭ ‬الوسيلة‭ ‬الوحيدة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬فاقت‭ ‬حد‭ ‬التوحش‭ ‬والحيوانية‭. ‬

رحمك‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬ريناد‭!!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا