اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
رحمك الله يا ريناد
شهد الشارع المصري مؤخرا مأساة مؤلمة هزت القلوب، وذلك في أعقاب إعلان واقعة وفاة الطالبة المصرية (ريناد عادل) بالصف السادس الابتدائي بعد انتشار عدة روايات عن انتحارها بسبب تعرضها للتنمر من زملاء المدرسة، الأمر الذي طرح على الساحة من جديد الآثار الخطيرة لظاهرة التنمر على حياة البعض وخاصة صغار السن.
بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تشير الإحصاءات إلى أن هناك 130 مليون طالب في جميع أنحاء العالم يتعرضون للتنمر الذي تفاقم مع التقنيات الرقمية بشكل خطير يستدعي اليوم وقفة جادة تجاه هذه الظاهرة وإيجاد الحلول للتصدي لها.
على سبيل المثال لا الحصر تؤكد الإحصاءات أن 70% من الأطفال المصريين يتعرضون للتنمر بأشكاله المتنوعة سواء كان لفظيا أو جسديا أو اجتماعيا أو نفسيا وغيرها، وفي المملكة العربية السعودية بلغت نسبة بلاغات التنمر اللفظي النسبة العليا، إذ وصلت لدى الذكور إلى 20% والإناث 26%، تلاها حالات التنمر الجسدي (9% لدى الذكور و4% للإناث) بينما حل التنمر الإلكتروني المرتبة الأخيرة، وذلك بحسب برنامج الأمان الأسري الوطني، ليبقى السؤال المطروح وبقوة:
ما هذا التصاعد المخيف لهذه الظاهرة التي أصبحت تشكل أمرا مرعبا سواء للكبار أو للأطفال؟
وكيف يمكن التعامل معها خاصة بعد تكرار محاولات الانتحار في الفترة الأخيرة على الصعيد العالمي بشكل عام؟
لا شك أن التنمر اليوم يمثل أحد أشكال العنف القاسي والمرير والخطير الذي يمارسه البعض ضد البعض الآخر، وللأسف لم تولِه الجهات المعنية الاهتمام الكافي سواء على صعيد الأسرة أو المدرسة أو المجتمع بما يتماشى مع حجم الظاهرة وما تخلفه من آثار نفسية وصحية على المتنمر عليه، والتي قد تقوده إلى التخلص من حياته في كثير من الأحيان، وهو ما حدث مع الطفلة البريئة ريناد.
لا أحد من البشر يستحق التعرض للتنمر، فمن حق الجميع أن يعيشوا في أمن وسلام، وهذا ما دعا إليه الله سبحانه وتعالى حين قال:
«يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم»!
لذلك وجب تنفيذ شرع الخالق على المعتدي الآثم وإيقاع اقصى العقوبة به، فتلك هي الوسيلة الوحيدة للحد من هذه الظاهرة التي فاقت حد التوحش والحيوانية.
رحمك الله يا ريناد!!
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك