زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
وخاب فأل العرافين
إن كان هناك ما يدعوني الى الفخر فهو أنني منذ سن مبكرة لم أصدق حكايات الدجالين والمشعوذين عن قدراتهم الخارقة، وكنت وأنا صبي أستهجن جلوس أمي وجاراتها حول غجرية تزعم أنها تقرأ المستقبل من الأصداف البحرية الصغيرة، ويبذلن لها قليلا المال الذي عندهن لتأتيهن بالبشارات، ولم يخطر ببال إحداهن كيف تكون حياة مجموعتهن كلهن خالية من العثرات والأحزان في مستقبل الأيام.
المنظمة العربية للأقمار الصناعية (عربسات) من قصص النجاح النادرة في تاريخ العمل العربي المشترك، هي ناجحة فنيا وماليا، بس العيب فيها أن أقمارها موصولة بشبكات مجاري التلفزة الفضائية العربية، ولكن أعجبني ما سمعته من مسؤول فيها عن قرار حجب المنظمة قنوات التنجيم والشعوذة والخرافة التلفزيونية التي تبث عبر أقمارها، مما يفقدها موارد مالية لا يستهان بها نتيجة منع بث تلك القنوات، ولكنها أعطت الأولوية لمسؤوليتها الأخلاقية. فلنرفع لها قبعاتنا (خليها عمائمنا وعقالاتنا).
في مملكة نيبال الجبلية عاش مئات الآلاف في حالة من الهلع والجزع في أواخر العام الماضي، بعد أن أعلن «قداسة» بشواشور تشودري أن نيبال ستشهد زلزالا يؤدي إلى وفاة 130 ألف شخص.. ولأن الرجل -ما شاء الله عليه- دقيق في تكهناته، فقد أفاد مريدوه بأن الزلزال سيبدأ في السادسة والربع من صبيحة 23 ديسمبر 2024، ويستمر حتى الثلاثين منه، فيهلك بنو البشر، وفي اليوم الموعود المشهود ترك الناس أعمالهم وبيوتهم ولجأوا الى السهول البعيدة عن الجبال، وجاء صباح اليوم الموعود، ولا حتى نسمة تحرك غصن شجرة. وجاء الظهر والعصر والمساء والليل البهيم.. وكل شيء ساكن.. حتى الناس ظلوا مشلولي الحركة في انتظار لحظة الزلزلة المدمرة، وجاء صباح اليوم التالي، واهتزت العاصمة النيبالية كاتمندو، حتى زلزلت جنباتها. سبب الزلزلة صرخات الجماهير الغاضبة التي تدفقت على بيت «القديس» تشودري وأشبعته ضربا حتى أشرف على الموت.
حتى قبل ثلاث سنوات كان تشودري عامل بناء بسيطاً، ولكنه رأى انها «شغلانة مش جايبة همها»، يعمل طوال شهر كامل ولا يكسب أكثر من 3 دولارات في الشهر، فقرر أن يتحول الى رجل «صالح»، وعاد الى العاصمة كاتمندو وأطلق شعر رأسه المطوق بعقد من الزهور، وأقنع عوام وخواص الهندوس من حوله بأنه من أصحاب البركات والكرامات، وقادر على علاج كل الأمراض، وقرر خوض المياه الساخنة فكانت تكهناته الخائبة عن الزلزال. حدث شيء مماثل في مدينة بونا في الهند عام 1925 عندما أعلن الغورو (وهو عند الهندوس من يزعم ان فيه قبسا من الآلهة) مهير بابا حدوث حروب مدمرة وبراكين وزلازل تقضي على بني البشر. ومر العام بسلام.. وكان الناس وقتها مسالمين، واكتفوا بالتهكم على مهير بابا، فما كان منه إلا أن صام عن الكلام طوال 44 سنة لم يقل فيها «بِغِم»، وتوفي عام 1969. وفي مطلع كل عام تتسابق وسائل الإعلام عندنا لنقل تكهنات عتاة المستهبلين. وحسبما قالوه في السنوات الأخيرة يفترض أن الرئيس الأمريكي السابق، والذي جلب علينا الساحق والماحق، جورج دبليو بوش مات عام 2005 وجلست الليدي ديانا على عرش بريطانيا عام 2003، وتزوجت إلهام شاهين بصحفي شاب اسمه جعفر عباس وأعطته توكيلا لإدارة ممتلكاتها بعد أن اعتزلت التمثيل ولبست الحجاب، لأن من جماعة السلفيين من قال إنها بتبادل العناق والقبلات في الأفلام تصبح من أهل الكفر، وعليها ان تتوب على يد شخص مبروك مثل سي. دي. جعفر بن عباس الذي لا يبوس ولا ينباس، وتبتعد عن الوسواس الخناس.
أعرف بلطجيا هاربا من العدالة في السودان هاجر الى دولة خليجية وصار شيخا يفكّ العنوسة، ويجعل الحيزبون الدردبيس عروسة، ولديه لكل داء دواء، وما لا يعرفه من يلجأون إليه هو أنه يعاني من الضغط والسكري وخشونة الركبة وارتفاع الكولسترول وعلة أخرى أستحي أن أتطرق إليها!!!.
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك