العدد : ١٧٣٣٧ - الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٧ - الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

ثلاث حكايات وثلاث عظات

جاء‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭ ‬‮«‬استعينوا‭ ‬على‭ ‬قضاء‭ ‬حوائجكم‭ ‬بالكتمان،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬نعمة‭ ‬محسود‮»‬‭. ‬ومعناه‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬نعمة‭ ‬أو‭ ‬يحقق‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬هدفًا‭ ‬للحسد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الآخرين،‭ ‬ولهذا‭ ‬يكون‭ ‬شاغلو‭ ‬المناصب‭ ‬الرفيعة‭ ‬موضع‭ ‬حسد،‭ ‬ويتعرضون‭ ‬للتهكم‭ ‬والاتهام‭ ‬بأنهم‭ ‬نالوا‭ ‬ما‭ ‬نالوا‭ ‬من‭ ‬رِفْعة‭ ‬وظيفية‭ ‬عن‭ ‬غير‭ ‬استحقاق،‭ ‬وهذه‭ ‬المقدمة‭ ‬اعتذار‭ ‬لأي‭ ‬مدير‭ ‬أو‭ ‬صاحب‭ ‬وجاهة‭ ‬مالية‭ ‬او‭ ‬وظيفية،‭ ‬قد‭ ‬يستاء‭ ‬من‭ ‬الحكايات‭ ‬التالية‭:‬

دخل‭ ‬رجل‭ ‬مبهدل‭ ‬الهيئة‭ ‬والمظهر‭ ‬والملامح‭ ‬الى‭ ‬أحد‭ ‬البنوك،‭ ‬وصاح‭ ‬في‭ ‬الموظف‭  ‬بغلظة‭: ‬يا‭ ‬حمار‭.. ‬أريد‭ ‬فتح‭ ‬حساب‭ ‬زفت‭ ‬جاري‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬زفت‭ ‬هذا‭!! ‬رد‭ ‬الموظف‭ ‬عليه‭ ‬بتهذيب‭: ‬عفوا،‭ ‬ماذا‭ ‬قلت؟‭ ‬فارتفع‭  ‬صوت‭ ‬الرجل‭ ‬أكثر‭: ‬قلت‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬ثور‭ ‬يا‭ ‬طرطور‭ ‬انني‭ ‬أريد‭ ‬فتح‭ ‬زفت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزفت‭!! ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الموظف‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬احتج‭ ‬لأن‭ ‬تلك‭ ‬اللغة‭ ‬غير‭ ‬لائقة‭  ‬في‭ ‬البنك،‭ ‬ثم‭ ‬توجه‭ ‬الى‭ ‬المدير‭ ‬ليبلغه‭ ‬بما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬العميل‭ ‬الجلف‭ ‬الصفيق،‭ ‬فجاء‭ ‬مدير‭ ‬البنك‭ ‬الى‭ ‬العميل‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المشكلة‭ ‬بالضبط‭ ‬يا‭ ‬سيد‭ ‬ولماذا‭ ‬تتكلم‭ ‬مع‭ ‬موظفنا‭ ‬بلغة‭ ‬غير‭ ‬مهذبة؟،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بنكنا‭ ‬يعجبك‭ ‬فالباب‭ ‬يفوت‭ ‬جمل‭!!  ‬فرد‭ ‬الرجل‭ ‬على‭ ‬المدير‭ ‬بعصبية‭: ‬اسمعني‭ ‬يا‭ ‬كبير‭ ‬الحمير‭. ‬أنا‭ ‬فزت‭ ‬بعشرة‭ ‬ملايين‭ ‬زفت‭ ‬في‭ ‬اللوتري‭ ‬واريد‭ ‬فتح‭ ‬حساب‭ ‬زفت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البنك‭ ‬المزفت،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬مدير‭ ‬البنك‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬التفت‭ ‬الى‭ ‬موظفه‭: ‬هذا‭ ‬الحمار‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬تلبية‭ ‬طلبك‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬مفصول‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬الآن‭.. ‬وخاطب‭ ‬الموظف‭: ‬قوم‭ ‬فز‭.. ‬روح‭ ‬تعلم‭ ‬أصول‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬العملاء‭ ‬ثم‭ ‬شوف‭ ‬بنك‭ ‬زفت‭ ‬زيك‭ ‬يوظفك‭. ‬وما‭ ‬ينبغي‭ ‬عليك‭ ‬تعلمه‭ ‬ايها‭ ‬القارئ‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحكاية‭ ‬هو‭ ‬انه‭ ‬يجوز‭ ‬للغني‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لك‭ ‬انت‭ ‬يا‭ ‬كحيان‭!!!‬

والآن‭ ‬نتابع‭ ‬حكاية‭ ‬مدير‭ ‬آخر‭ ‬استدعى‭ ‬موظفا‭ ‬صغيرا،‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬وهو‭ ‬يقف‭ ‬امام‭ ‬ماكينة‭ ‬تقطيع‭ ‬الأوراق‭ (‬شريدر‭): ‬لقد‭ ‬غادرت‭ ‬سكرتيرتي‭ ‬المكتب،‭ ‬وأريد‭ ‬تصوير‭ ‬هذا‭ ‬المستند‭ ‬المهم،‭ ‬ولكنني‭ ‬لا‭ ‬اعرف‭ ‬كيفية‭ ‬تشغيل‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الموظف‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬ادخل‭ ‬الورقة‭ ‬في‭ ‬حافة‭ ‬الجهاز‭ ‬وبحث‭ ‬عن‭ ‬زر‭ ‬التشغيل‭ ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬بالضغط‭ ‬عليه،‭ ‬وعندما‭ ‬سحب‭ ‬الجهاز‭ ‬الورقة‭ ‬الى‭ ‬الداخل‭ ‬صاح‭ ‬المدير‭: ‬ممتاز‭. ‬عظيم‭!! ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬مخك‭ ‬ايها‭ ‬القارئ،‭ ‬مثل‭ ‬مخ‭ ‬ذلك‭ ‬المدير،‭ ‬فلابد‭ ‬ان‭ ‬اوضح‭ ‬لك‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬الورقة‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬الطرف‭ ‬الثاني‭ ‬للجهاز‭ ‬في‭ ‬شرائح‭ ‬طويلة‭ ‬تشبه‭ ‬الشعيرية،‭ ‬وما‭ ‬ينبغي‭ ‬عليك‭ ‬تعلمه‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحكاية‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬المنصب‭ ‬الكبير‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬شاغله‭ ‬بالضرورة‭ ‬صاحب‭ ‬مخ‭ ‬كبير‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يفهم‭ ‬أبجديات‭ ‬العمل‭ ‬وطرق‭ ‬استخدام‭ ‬أدوات‭ ‬العمل‭ ‬المكتبي‭.‬

والحكاية‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬ألف‭ ‬ليلة‭ ‬وليلة‭ (‬طبعة‭ ‬العولمة‭) ‬وهي‭ ‬عن‭ ‬امريكي‭ ‬وفرنسي‭ ‬وروسي‭ ‬والماني،‭ ‬عثروا‭ ‬على‭ ‬مصباح‭ ‬علاء‭ ‬الدين‭ ‬السحري‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬ضيعه‭ ‬العرب‭ ‬كما‭ ‬ضيعوا‭ ‬تاريخهم‭ ‬كله،‭ ‬ومستقبلهم‭ ‬القريب،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬متوقع‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬الجني‭ ‬وأبلغهم‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬امنية‭ ‬ولكن‭ ‬تتعلق‭ ‬بحوض‭ ‬سباحة‭ ‬كانوا‭ ‬يقفون‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬منه،‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬يحدد‭ ‬طلبه‭ ‬بكلمة‭ ‬واحدة،‭ ‬ولم‭ ‬يتردد‭ ‬الفرنسي‭ ‬وصاح‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬‮«‬نبيذ‮»‬،‭  ‬ولأن‭ ‬الروسي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬بوريس‭ ‬يلتسين‭ ‬الذي‭ ‬نسي‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬السكر‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬بلد‭ ‬كان‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬قوة‭ ‬عظمى،‭ ‬وتحول‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬لالمانيا‭ ‬الى‭ ‬قائد‭ ‬فرقة‭ ‬موسيقية‭ ‬عسكرية‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬استقباله‭ ‬في‭ ‬المطار،‭  ‬فقد‭ ‬صاح‭ ‬‮«‬فودكا‮»‬،‭ ‬اما‭ ‬الألماني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬المسخرة،‭ ‬ويدرك‭ ‬ان‭ ‬بلاده‭ ‬ارتكبت‭ ‬خطأ‭ ‬كبيرا‭ ‬بإلغاء‭ ‬المارك‭ ‬واختارت‭ ‬العملة‭ ‬الأوربية‭ ‬الموحدة‭ (‬اليورو‭) ‬الذي‭ ‬كاد‭ ‬ان‭ ‬يلحق‭ ‬بالدولار‭ ‬الصومالي،‭ ‬فقد‭ ‬صاح‭ ‬‮«‬ذهب‮»‬‭ ‬فكان‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬ما‭ ‬أراد،‭ ‬وجاء‭ ‬الدور‭ ‬على‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬فإن‭ ‬الأمريكان‭ ‬ألسنتهم‭ ‬متبرئة‭ ‬منهم،‭ ‬والامريكي‭ ‬اذا‭ ‬اراد‭ ‬اظهار‭ ‬المودة‭ ‬لجاره‭ ‬ناداه‭ ‬‮«‬ابن‭ ‬السفاح‮»‬،‭ ‬وهكذا‭ ‬توجه‭ ‬الامريكي‭ ‬نحو‭ ‬حوض‭ ‬السباحة‭ ‬وهو‭ ‬يفكر‭ ‬ماذا‭ ‬يطلب‭ ‬ولكن‭ ‬قدمه‭ ‬زلت‭ ‬وهوى‭ ‬الى‭ ‬الحوض‭ ‬وهو‭ ‬يصيح‭ ‬شِت،‭ (‬دعنا‭ ‬نترجمها‭ ‬‮«‬زفت‮»‬‭!!!!!!!!)‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا