زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
الزواج المؤقت أم المستدام
كاد الزواج أن يصبح موضة قديمة في الولايات المتحدة ومعظم الدول التي يزعم أهلها أنهم بيض. وها هم هؤلاء يسألونك: ما رأيك في أن تتزوج لسبع سنوات فقط؟ عقود زواج المسلمين تنص على استمرار الزواج «إلى أقرب الأجلين: الطلاق أو الموت»، وفي جميع الملل فإن الزواج ليس رهنا بمدة معلومة، وفي المسيحية يقسم الطرفان على الزواج «حتى يفرِّق بيننا الموت».
الاقتراح الثوري بجعل صلاحية الزواج لسبع سنوات فقط جاء من سيدة اسمها بولي (والصدفة وحدها جعلت كتابة اسمها مطابقا لمنتجات المثانة!!) عضو برلمان ولاية بافاريا الألمانية، عن حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي في الولاية، والمسيحية، خاصة الكاثوليكية، تنص على الزواج بطريقة سيك سيك مُعلَّق فيك. لا سبيل للطلاق، وإذا فشل الزواج، اعمل ايش ما بدك، بس لا تفكر في الطلاق. وبولي كاثوليكية، ومن ثم كان بديهيا أن تفتح الكنائس عليها النيران، ولكنها «تعجبك»، فهي ليست من النوع الذي يطأطئ خوفا من رجال يرتدون ملابس تصميمها مسروق من طائر البطريق (البنجوين)، وبالمناسبة فإنها تعاني من حساسية ضد الملابس، وظهرت في أغلفة عدد من المجلات وهي «لابسة من غير هدوم»، ولكونها تملك ثروات طبيعية تهبل، فقد وجدت فكرتها قبولا لدى رجال كثر.
قبل سنوات قام إيراني بتطليق زوجته فكتبت مقالا تأييدا له. كان عمره 90 عاما وظل متزوجا طوال 75 سنة، يعني تزوج وعمره 15 سنة. فعلا حاجة تجنن. تخيل ان زوجتك الجميلة الراقدة على جنبها الآن وهي تشاهد ذلك المسلسل السخيف، ببشرتها المشدودة وخدودها الملساء ستكون ممددة بنفس الطريقة على الكنبة، بعد 50 أو 60 سنة وإلى جوارها كوب فيه طقم أسنانها وتتابع مسلسلا تلفزيونيا ولكن بالاستعانة بك: نور الشريف وش قال؟ هل في الشيء الذي في يده جزرة أم سكين؟ ومصيبتك مصيبة إذا كانت بتلك المواصفات ولكن من النوع الذي يصيح فيك وأنت فوق الثمانين: اختشي على دمك.. تتفرج على ممثلات في سن أحفادك؟ خليك في هند رستم وسعاد حسني!
عندما قرأت زوجتي مقالي ذاك اتهمت كل الرجال بعدم الوفاء، وقالت: هي صبرت عليه 75 سنة، وعديم العشرة مش عايز يصبر عليها سنة، وبالكتير خمس سنوات؟ قلت لها: بصراحة لو عشنا حتى مرور خمسين سنة على زواجنا فكل حي يروح لحاله. أنا شخصيا سأتزوج بواحدة ثانية! أو نقلب البيت سكن عزاب! فجاء تعقيبها: وليه منتظر تمامة الخمسين سنة، لو لقيت واحدة هبلة تقبل بك هسع، أي الآن، على بركة الله.. وما زال هناك من يسمي الزوجة بالنصف الحلو.
الألمانية بولي قالت ان اقتراحها يستند الى إحصاءات بأن معظم الزيجات تصل مرحلة الانفجار بعد 7 سنوات، وما حدث لي هو انني رزقت ببنت في العام السابع للزواج، وبقدومها اختفت من بيتنا رائحة العزوبية، فقد كان مولودي البكر ولدا وكنا انا وهو نشكل ثنائيا لا يعرف النظام والترتيب. نتصارع فوق الأثاث، ورائحة قمصاننا مثل رائحة شراباتنا (جواربنا).. وأكملت البنت عامها الاول وصارت تتصرف بطريقة تحرجنا انا وشقيقها: إذا وجدت شيئا ملقى على الأرض رفعته على التربيزة / الطاولة، او القت به في سلة القمامة. تصرخ مطالبة بالاستحمام أكثر من مرتين يوميا. وكانت مطالبتها بالاستحمام بالذات تغيظني، لأنني لم أكن استحم حتى وعمري 10 سنوات، ما لم تشهر أمي اسلحة الدمار الشامل: الشبشب والمكنسة المصنوعة من سعف النخيل، وكنت إذا قامت أمي بغسل شعر رأسي أبكي بطريقة تحنن قلب الكافر. لأن ذلك كان يتم بصابون كافر لا ينتج رغوة إلا بعد ان ينسلخ جلدك.. وبقدوم البنت الثانية صارت النساء في عائلتي أغلبية ولكن الله نصرني عليهن بولد جعل ميزان القوى مستقيما، ومع هذا فأم المعارك وبنتاها هما الكل في الكل، لهن حق الفيتو في معظم الشؤون، ولهذا فإنني في انتظار مرور 50 سنة على زواجي كي آخذ بثأري!
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك