زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عدالة مقلوبة ومحبوبة
من أسخف العبارات التي تتكرر في المقالات السياسية حول موقف الولايات المتحدة من قضية الاحتلال الصهيوني لفلسطين، أنها -أي الولايات المتحدة- تكيل بمكيالين. بينما تؤكد الوقائع أنها تكيل بمكيال واحد، تضع فيه كل الطيبات، ولا تعطي فتفوتة منها لطرف آخر. ومن ثم يزعم بعض العرب الحاقدين ان أمريكا غير معنية بالعدالة والإنصاف، وهذا كلام فيه بحق الأمريكان إجحاف. ولهذا سأسرد عليكم اليوم حكايات تؤكد ان الأمريكان عادلون ولا يطففون الميزان، فهناك السيدة ستيلا ليبيك التي كانت في مطعم ماكدونالدز، وطلبت كوب شاي، واثناء شربه اندلق الشاي على جسمها فأصابها بحروق، فقررت المحكمة انها تستحق تعويضا من المطعم بقيمة 3 ملايين دولار، لأن الشاي كان ساخنا «زيادة عن اللزوم»، فهلموا يا قراء الى ذلك المطعم واستحموا فيه بالشاي، واقبضوا الملايين ولا تنسوا عمولتي!! اما كاثلين روبرتسون من مدينة اوستن فقد نالت تعويضا قدره 780 ألف دولار لأنها اصطدمت بطفل في محل للمفروشات، وسقطت وكسرت عظم الحوض، وكان ذلك الطفل ولدها «الدلوع»، الذي كان يجري بين قطع الأثاث، وهناك الشاب كارل ترومان الذي ترك الدراسة بعد أن نال تعويضا قدره 76 ألف دولار من جاره بعد أن داس الجار يده بسيارته سهوا، بينما كان ترومان الذي نال التعويض يحاول سرقة غطاء إطار سيارة الجار. وفي أواخر سبتمبر من العام الماضي، برأت محكمة أمريكيا أسود من تهمة القتل التي أدانته بها محكمة ابتدائية، فظل في السجن لثلاث سنوات حتى جاءت البراءة، ونال تعويضا قدره ثلاثة ملايين دولار.
دخلت الحياة العملية وأديت واجباتي الوظيفية بشرف، وعملت لدى مختلف الجهات بإخلاص، ولم أحصل منها مجتمعة على مليون دولار على مدى سنوات حياتي العملية، واليوم أريد شريكا يسافر معي الى الولايات المتحدة، ثم يلبسني تهمة مفبركة، أدخل بها السجن لستة أشهر ثم أحصل على البراءة ومعها تعويض نصف مليون دولار!! 500 ألف دولار كفاية عليّ، ولو حصلت على مبلغ أكبر من ذلك دفعة واحدة فستشرعون في ذكر محاسني! المهم: هل عرفت لماذا يهاجر الناس إلى أمريكا بالملايين؟ لأن القانون الأمريكي ينصر «المظلوم» كما نصر ترينس ديكسون في مدينة بريستول عندما فرغ من سرقة بيتٍ كان أصحابه مسافرين، وأراد الخروج من باب كراج السيارة ولكن الباب الأوتوماتيكي كان معطلا، ثم اكتشف أنه أغلق الباب الذي تسلل منه إلى الكراج بإحكام، ووجد نفسه محاصرا في ذلك البيت لثمانية أيام يعيش على طعام للكلاب ويشرب من صندوق بيبسي كان في الكراج، حتى عاد أصحابه وأخرجوه، فتوجه فورا إلى الشرطة وفتح بلاغا ضد أصحاب البيت الذي دخله سارقا، وفي المحكمة قضى المحلفون بأنه عانى من آلام نفسية وجسدية مبرحة، ومنحوه تعويضا قدره نصف مليون دولار يدفعها أصحاب البيت لإهمالهم أمر إصلاح أبواب بيتهم!
ولنذهب إلى فلادلفيا حيث نالت أمبر كارسون تعويضا مجزيا من مطعم بعد أن انزلقت قدمها في مشروب كان على أرض المطعم، كانت قد سكبت بعضا منه على وجه بوي فريندها (صديقها)، في لحظة غضب، ومن هناك إلى كلامونت في ولاية ديلاوير لنتعرف على السيدة كارلا والتون التي نالت تعويضا من مطعم بعد إصابتها بجروح اثناء محاولتها الهرب من المطعم من دون دفع قيمة الطعام عبر نافذة ضيقة في الحمام.
ونصيحتي لك هي أن تهاجر إلى أمريكا لتتحرش بعدالتها المقلوبة وتكسب الآلاف والملايين، ولكن إياك ان تتحرش بها من الخارج، فيصيبك ما اصاب مصنع الشفاء السوداني للأدوية الذي دمره الأمريكان بصواريخ كروز، بزعم انه ينتج الأسلحة الجرثومية في حين انه كان في الواقع ينتج فياغرا شعبية تعين الجسم على مقاومة الملاريا! وقالوا لصاحب المصنع: سوري..بس ماكو تعويض (تعلّم الأمريكان اللهجة العراقية من طول التجسس على العراق، ثم البقاء فيه).
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك