العدد : ١٧٠٩٦ - الأحد ١٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٦ - الأحد ١٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ رجب ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

فرحة شعب ووطن!

{‭ ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬يوما‭ ‬جميلا‭ ‬وبداية‭ ‬خير‭ ‬لعام‭ ‬ميلادي‭ ‬وهجري‭ ‬جديد،‭ ‬وأجمل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الفرحة‭ ‬الشعبية‭ ‬العارمة‭ ‬ورفرفة‭ ‬علم‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬لكأن‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب‭ ‬قد‭ ‬دخلا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الفوز‭ ‬الكروي،‭ ‬في‭ ‬عناق‭ ‬حميم‭ ‬يجسد‭ ‬الوحدة‭ ‬والهوية‭ ‬الوطنية‭! ‬ولذلك‭ ‬بارك‭ ‬الجميع‭ ‬بعضهم‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬وأبطال‭ ‬الكرة‭ ‬الفوز‭ ‬بكأس‭ ‬الخليج‭ ‬26،‭ ‬لتتمازج‭ ‬الأهازيج‭ ‬والأغاني‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬تمتزج‭ ‬فيها‭ ‬الروح‭ ‬البحرينية‭ ‬بولائها‭ ‬الجميل‭ ‬والرائع‭ ‬للوطن‭.‬

{‭ ‬ليست‭ ‬الكرة‭ ‬هي‭ ‬وحدها‭ ‬التي‭ ‬وحدّت‭ ‬شعبنا‭ ‬وخليجنا‭ ‬في‭ ‬خليجي‭ ‬26،‭ ‬وإنما‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬المنافسة‭ ‬الأخوية‭ ‬والسباق‭ ‬المحموم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعلاء‭ ‬هوية‭ ‬واسم‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التفرد‭ ‬والإنجاز‭ ‬ضمن‭ ‬المجموع‭ ‬الخليجي،‭ ‬فكانت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬ألقها‭ ‬والقلوب‭ ‬تنشد‭ (‬بلد‭ ‬عيني،‭ ‬بلد‭ ‬قلبي،‭ ‬بلد‭ ‬روحي،‭ ‬بلد‭ ‬مثل‭ ‬العشق،‭ ‬العشق‭ ‬يسري‭ ‬في‭ ‬دمي‭) ‬هو‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬ولا‭ ‬يفرق،‭ ‬ولكأن‭ ‬الكرة‭ ‬التي‭ ‬ننتصر‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬أخيرة‭ ‬وكأس‭ ‬الفوز‭ ‬هما‭ ‬الوسيط‭ ‬المعجون‭ ‬بتلك‭ ‬الرابطة‭ ‬الأزلية‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬أعماق‭ ‬الماضي‭ ‬السحيق،‭ ‬منذ‭ ‬دلمون‭ ‬وأوال‭ ‬وتايلوس،‭ ‬ليتحرك‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬أنبل‭ ‬ما‭ ‬ربط‭ ‬إنسان‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬بوطنه‭ ‬بحضارته،‭ ‬بهويته،‭ ‬بتاريخه،‭ ‬بطيبة‭ ‬أهله‭ ‬وجمال‭ ‬بحره‭ ‬ونخيله،‭ ‬وبذلك‭ ‬الرابط‭ ‬العميق‭ ‬والأزلي‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬ما‭ ‬فخورا‭ ‬بوطنه‭ ‬الذي‭ ‬سجل‭ ‬التاريخ‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬أرض‭ ‬الخلود‭ ‬والأرض‭ ‬المباركة‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتأكد‭ ‬فيه‭ ‬تلك‭ ‬الروابط‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬النسيج‭ ‬الخليجي‭ ‬الملتحم،‭ ‬فإنه‭ ‬تتأكد‭ ‬الأبعاد‭ ‬الأخرى‭ ‬للهوية‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة‭ ‬والبعد‭ ‬العربي،‭ ‬والتي‭ ‬تصنعها‭ ‬معا‭ ‬رابطة‭ ‬اللعب‭ ‬والتنافس‭ ‬الجميل،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أفخاخ‭ ‬ومصائد‭ ‬وفتن‭ ‬الاختلافات‭ ‬الإثنية‭ ‬أو‭ ‬الإيديولوجية‭ ‬أو‭ ‬المذهبية،‭ ‬فهنا‭ ‬الكل‭ ‬متوحد‭ ‬باسم‭ ‬الوطن‭ ‬وباسم‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬والكل‭ ‬مشتعل‭ ‬بحبهما،‭ ‬والقلوب‭ ‬متوحدة‭ ‬والحبل‭ ‬الذي‭ ‬يشد‭ ‬الكل‭ ‬إلى‭ ‬بعضه‭ ‬هو‭ ‬حبل‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬والخليجي‭ ‬العربي،‭ ‬الداخل‭ ‬فيه‭ ‬والمتضافر‭ ‬معه‭ ‬نسيج‭ ‬الامتداد‭ ‬والبعد‭ ‬الجغرافي‭ ‬والتاريخي‭ ‬واللغوي‭ ‬والديني‭ ‬كأهم‭ ‬مقومات‭ ‬شعوب‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭!‬

{‭ ‬هنا‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬الرياضة‭ ‬وكل‭ ‬القوى‭ ‬الناعمة‭ ‬كالثقافة‭ ‬المشتركة‭ ‬والفن‭ ‬والدراما‭ ‬والمسرح‭ ‬والشعر‭ ‬والأدب،‭ ‬كيف‭ ‬نحب‭ ‬بعضنا‭ ‬وكيف‭ ‬نتلاحم‭ ‬وكيف‭ ‬نسند‭ ‬بعضنا،‭ ‬وكيف‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬أقوى‭ ‬الحبال‭ ‬التي‭ ‬تشدنا‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬هو‭ ‬حبل‭ ‬الوطن‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬في‭ ‬جوانحنا‭ ‬من‭ ‬أبعاد‭ ‬ووشائج‭ ‬وعاطفة‭ ‬وشعور‭ ‬وتلاحم‭ ‬وطني‭ ‬واجتماعي‭ ‬مضفور‭ ‬بحبل‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬حبل‭ ‬الخليج‭ ‬وحبل‭ ‬العروبة،‭ ‬والحضن‭ ‬الدافئ‭ ‬هو‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬يحضننا‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الفارقة‭ ‬والمهمة‭ ‬كلحظات‭ ‬الفرح‭ ‬ولحظات‭ ‬الحزن‭! ‬حين‭ ‬نفرح‭ ‬كشعب‭ ‬فرحا‭ ‬مشتركا‭ ‬تفرح‭ ‬معنا‭ ‬حتى‭ ‬الطرقات‭ ‬والشوارع‭ ‬والأزقة‭ ‬والبيوت‭ ‬والبحر‭ ‬والتراب‭ ‬والفضاء‭ ‬وحينه‭ ‬ندرك‭ ‬أننا‭ ‬بالأصل‭ ‬والفطرة‭ ‬قطعة‭ ‬واحدة‭ ‬متماسكة‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬وحدتنا‭ ‬وهويتنا‭ ‬الوطنية‭! ‬وكذلك‭ ‬حين‭ ‬نحزن‭ ‬حزنا‭ ‬عاما‭ ‬مشتركا‭ ‬نتلاحم‭ ‬أيضا‭ ‬بذات‭ ‬التلقائية‭ ‬ونتقاسم‭ ‬العبء‭ ‬معا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬فوارق‭ ‬الاختلافات‭ ‬والخلافات‭ ‬والانقسامات‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬خليجي‭ ‬26‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬فرحنا‭ ‬ونفرح‭ ‬فرحة‭ ‬وطن‭ ‬وفرحة‭ ‬شعب‭ ‬ملتحم‭ ‬بهوية‭ ‬وطنية‭ ‬واحدة،‭ ‬وفرحة‭ ‬أننا‭ ‬معا‭ ‬وكأننا‭ ‬نكتشف‭ ‬أنفسنا‭ ‬مجددا‭! ‬وهكذا‭ ‬تفعل‭ ‬الأفراح‭ ‬الكبيرة،‭ ‬ومثلها‭ ‬تفعل‭ ‬الأحزان‭ ‬العامة،‭ ‬جعل‭ ‬الله‭ ‬أيامنا‭ ‬البحرينية‭ ‬والخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬مليئة‭ ‬بالفرح‭ ‬والآمال‭ ‬الكبيرة‭. ‬قوة‭ ‬الوطن‭ ‬تتجلى‭ ‬فينا‭ ‬حين‭ ‬نتشبث‭ ‬بوحدتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬ونجسد‭ ‬بالحب‭ ‬هويتنا‭ ‬الممتدة‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭! ‬حين‭ ‬نصبح‭ ‬جميعا‭ ‬كتلة‭ ‬واحدة‭ ‬يجمعها‭ ‬فرح‭ ‬واحد‭ ‬وشعور‭ ‬واحد‭ ‬وانتماء‭ ‬وطني‭ ‬وخليجي‭ ‬وعربي‭ ‬واحد‭! ‬حينها‭ ‬نستشعر‭ ‬قوتنا‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬وقوة‭ ‬الوطن‭ ‬فينا‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬ونستشعر‭ ‬قوتنا‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والبحرين‭ ‬جزء‭ ‬أصيل‭ ‬فيه،‭ ‬ورغم‭ ‬جغرافيتها‭ ‬الصغيرة‭ ‬لكنها‭ ‬ممتدة‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬والحضارات‭ ‬وزاخرة‭ ‬بأهلها‭ ‬وواسعة‭ ‬بحجم‭ ‬الكون‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬قلوبنا،‭ ‬ولذلك‭ ‬رفع‭ ‬شبابنا‭ ‬بكل‭ ‬صدق‭ ‬وحب‭ ‬لافتة‭ ‬‮«‬كبيرة‭ ‬يا‭ ‬البحرين‮»‬،‭ ‬لأنها‭ ‬كبيرة‭ ‬بحضارتها‭ ‬وتاريخها‭ ‬وريادتها‭ ‬وإنجازاتها‭ ‬وبما‭ ‬رسخ‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬أهلها‭ ‬لها،‭ ‬بل‭ ‬وحب‭ ‬كل‭ ‬الخليجيين‭ ‬والعرب‭ ‬ومن‭ ‬يزورها‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭! ‬دامت‭ ‬أفراح‭ ‬البحرين‭ ‬وإنجازاتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا