العدد : ١٧٠٨٦ - الخميس ٠٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٦ - الخميس ٠٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ رجب ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

إعلام الأراجوز!

}‭ ‬بقاء‭ ‬بطولة‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬هيبتها‭ ‬وحلاوتها‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬الاعلامي‭ (‬المتنوع‭) ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يتطوّر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى؛‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬هذا‭ ‬الإعلام‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ (‬النص‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يطالبون‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬بمُراعاة‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬البطولة؛‭ ‬وكان‭ ‬يُفترض‭ ‬في‭ ‬اللجان‭ ‬الإعلامية‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬أدوارا‭ ‬استثنائية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وتُروّض‭ ‬الإعلاميين‭ ‬كلما‭ ‬شذوا‭ ‬عن‭ (‬النص‭)!‬

 

}‭ ‬لأنّه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطور‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وتنوعها‭ ‬أُفسح‭ ‬المجال‭ ‬لظهور‭ ‬برامج‭ ‬متنوعة؛‭ ‬كان‭ ‬لبعضها‭ ‬فعل‭ ‬السحر‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬هذه‭ ‬البطولة‭ ‬تُرصد‭ ‬عالميًّا،‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬اعتراف‭ (‬فيفا‭) ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬لكنها‭ ‬تبقى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬البطولات؛‭ ‬وكلما‭ ‬تعددت‭ ‬البطولات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والقارية‭ ‬بقيّت‭ ‬محافظة‭ ‬على‭ ‬زهوها؛‭ ‬لأنها‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الشارع‭ ‬الكروي،‭ ‬وأنّه‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها؛‭ ‬لأنها‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬الرياضي‭ ‬والكروي‭ ‬الخليجي‭.‬

 

}‭ ‬لكن‭ ‬الخروج‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬أخذ‭ ‬يتنامى‭ ‬ويتذاكى‭ ‬على‭ ‬التعليمات؛‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الصحفية‭ ‬للمدربين‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬تدخلات‭ ‬لترهيب‭ ‬السائلين‭ ‬بدعوى‭ ‬حماية‭ ‬مدربيهم؛‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نشاطر‭ ‬بعض‭ ‬الزملاء‭ ‬على‭ ‬التساؤلات‭ (‬غير‭ ‬الفنية‭)‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬المنسق‭ ‬العام‭ ‬للمؤتمر‭ ‬بتحديد‭ ‬ما‭ ‬يصلح‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يصلح،‭ ‬وما‭ ‬يُجاب‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يُجاب‭ ‬عنه؛‭ ‬وذلك‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الفوضى،‭ ‬كحال‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الأخيرة‭!‬

 

}‭ ‬وعادة‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الإعلامية‭ (‬ما‭ ‬قبل‭) ‬و‭(‬ما‭ ‬بعد‭) ‬المباريات‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬إحاطة‭ ‬الإعلاميين‭ ‬بالأمور‭ ‬الفنية‭ ‬للفرق‭ ‬لكي‭ ‬يبنون‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬تحليلاتهم‭ ‬للمباريات؛‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬الاجتهاد‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬ينجحون‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬لا؛‭ ‬لأن‭ ‬البناء‭ ‬المرتبط‭ ‬بالمعلومات‭ ‬الفنية‭ ‬يُثري‭ ‬المشاهد‭ ‬أو‭ ‬القارئ؛‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬حاليًّا‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الاستفزاز‭ ‬للمدربين،‭ ‬ليس‭ ‬إلا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أشعل‭ ‬قاعة‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الصحفية‭ ‬قبل‭ ‬لقاء‭ ‬منتخبنا‭ ‬والعراق‭.‬

 

}‭ ‬شغلات‭ (‬الأراجوز‭) ‬هذه‭ ‬تلعبها‭ ‬بعض‭ ‬برامج‭ ‬المحطّات‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬لنفسها‭ ‬بأنها‭ (‬تحليلية‭)‬،‭ ‬بهدف‭ ‬كسب‭ ‬الإثارة،‭ ‬فتظهر‭ ‬وكأنها‭ ‬برامج‭ (‬كوميدية‭)‬؛‭ ‬هدفها‭ ‬إضحاك‭ ‬الناس‭ (‬لجلب‭) ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشاهدين؛‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬منها‭ ‬تحترم‭ ‬المشاهدين‭ ‬بوجود‭ ‬محللين‭ ‬أو‭ ‬متحدثين‭ ‬هدفهم‭ (‬النقد‭ ‬البناء‭) ‬بل‭ ‬إنّهم‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬أو‭ ‬يُبحروا‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ (‬الأراجوزية‭) ‬ولذا‭ ‬قائمة‭ ‬مشاهديهم‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭!‬

 

}‭ ‬كم‭ ‬أننا‭ ‬بحاجةٍ‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬القوانين‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬اللجنة‭ ‬الإعلامية‭ (‬الرئيسة‭) ‬التي‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬اتحاد‭ ‬كأس‭ ‬الخليج‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬وتُطبق‭ ‬قوانين‭ ‬الإعلام‭ ‬المُعتمدة‭ ‬من‭ (‬المؤتمر‭ ‬العام‭) ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتحوّل‭ ‬اللجنة‭ ‬إلى‭ ‬جهاز‭ ‬يعتمد‭ ‬فقط‭ ‬المراقبين‭ ‬الإعلاميين‭ ‬للمباريات؛‭ ‬لأنّ‭ ‬دورها‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فدورها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬الدورة‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬ولم‭ ‬تؤثر‭ ‬فيها‭ ‬عواصف‭ ‬هادرة‭!‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا