عالم يتغير
فوزية رشيد
سوريا جديدة من دون مليشيات ومن دون تدخلات أجنبية!
{ رغم أن حلم الشعب السوري بعد سقوط نظام الأسد هو بناء سوريا مدنية تعددية بكامل أرضها ووحدة شعبها وأن ينجلي عن سمائها سحاب مليشيات التأسلم السياسي أيا كان عنوانها شيعيا أو إخوانيا! وأن تعيش سوريا الموحدة من دون التدخلات الأجنبية المتصارعة على أرضها بين أطماع في ثرواتها أو في جغرافيتها فإن سوريا الحلم للشعب السوري يبدو أنها بعيدة عن التحقق حتى الآن! ولكأن مظاهرات الشعب السوري في دمشق ومدن أخرى بعد سقوط النظام بحثا عن هذا الحلم لا يزال مؤجلا وسط الضبابية التي تحيط بأحمد الشرع رغم رسائله الأولى المطمئنة! وبدء توافد وفود القوى الأجنبية وعلى رأسها أمريكا للبحث عن مصالحها أو أطماعها فيما ترامب الرئيس المقبل يصرح بأن مفاتيح سوريا بيد تركيا! ويؤكدها الرئيس التركي أردوجان بمفردات تدخلاته الخطابية وكأن ما حدث في سوريا هو فتح لتركيا والحلم العثماني والرغبة بزيارة دمشق والصلاة في جامع الأمويين!
{ الجولاني أو أحمد الشرع لا أحد يجزم بعد أن كان خطابه الجديد ينم عن تحول أم عن لبس لقناع جديد لأداء دور مطلوب من الداعم التركي ومن التوافق مع أمريكا لرفع اسمه وفصيله المليشياوي من قائمة الإرهاب على أن يكون لذلك التفاهم ثمن يدفعه الحكم الجديد الذي قدم أوراق له «الشرع» اعتماده مسبقا للرئاسة في أول انتخابات قادمة لحكومة انتقالية وخاصة أنه جرى تلميعه ليصبح هو الرئيس وحينها كما يرى كثيرون سيظهر وجهه الحقيقي!
{ تلك الأيام التي هزت سوريا وأسقطت نظام الأسد وبالوجوه التي دخلت الحكومة المؤقتة يتضح بعض ملامح القادم حيث الصبغة الإخوانية تدهن بدهانها هذه المرة وجه سوريا بعيدا عن الحلم الشعبي السوري الذي ينتابه القلق وله الحق في ذلك بما ستفرزه المرحلة القادمة من نمطية حكم جديد وكيف سيكون الدستور الجديد وهل بالإمكان الحفاظ على وحدة الشعب السوري ووحدة أراضيه واحتواء التنوع الذي فيه! وإن كانت اليد الأمريكية والإسرائيلية والتركية والروسية ستضع ثقلها في سوريا الجديدة بحسب أجنداتها المختلفة والضاغطة والمتحالفة وإن كنا أمام النسخة الثانية من الخريف العربي الذي بدأ مساره هذه المرة من فلسطين ثم لبنان وصولا إلى سوريا حتى الآن! وخاصة في ظل الإنهاك الذي أصاب البلد والشعب منذ 2011! أسئلة تبحث عن إجابة وستبقى مؤرقة حتى تتضح أوراق اللعب على رقعة الشطرنج ولعبة الأمم في الجغرافيا السورية والعربية!
{ بايدن وإدارته التي ستوقع على أوراق الرحيل قريبا من الواضح أنه وإدارته لم يتركوا الأمر للإدارة القادمة برئاسة ترامب بل سرعان ما تم اللعب على مخطط أوباما الذي هو امتداد له وهو مخطط psdll الذي تم وضعه لسيرورة الخريف العربي نسخة 2011 وحيث اللعب كان على ورقة التأسلم السياسي الشيعي والإخواني لتفتيت المنطقة العربية وإشاعة الفوضى فيها وها هم الإخوان الذين تم دحرهم في مصر 2012 وفي تونس يعودون إلى الحكم من البوابة السورية وبصيغة مليشياوية أسقطت النظام السوري المجرم وأدارت خطاباتها الأولى بحرفية من يلعب على بث روح الطمأنينة وكلهم يفعلون ذلك قبل تسلم الحكم! فإذا ما تسلموا الحكم ظهرت الأوراق القذرة التي توجههم إلى السطح!
{ ولعل من اللافت ما قاله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع تصاعد الأحداث إن ما نعيشه اليوم في هذه المرحلة يشبه ما حدث في 1967، والقصد واضح وخاصة مع توسع الكيان الصهيوني في جغرافيا فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا! وتصريحات إسرائيلية متعددة حول أن التهديد سيأتينا من سيناء!
كثيرون يتساءلون عن الدور العربي في سوريا وألا يكون تكرارا لما حدث في العراق وخاصة بعد 2003! وخاصة مع تلميحات أمريكية على لسان بلينكن بأن المنطقة يبدو أنها ذاهبة إلى التقسيم!
المليشيات التابعة لإيران أدت دورها في فوضى المنطقة كما اتضح وانتهى دورها والآن دور إعادة تدوير الإخوان في سوريا لترتيب فوضى جديدة تحقق الحلم الصهيوني في الخارطة العربية! حتى وإن بدت التصريحات سواء من الحكومة المؤقتة أو الشرع تقدم أوراق طمأنينة قد تكون زائفة إن لم ينتبه الشعب السوري لبلده ومستقبله وسريعا!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك