العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

مع وزير الخارجية الكويتي

في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬تكون‭ ‬الصدفة‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬ميعاد‭.. ‬وفي‭ ‬العمل‭ ‬الإعلامي‭ ‬هناك‭ ‬فرص‭ ‬لا‭ ‬تعوض،‭ ‬ومواقف‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭.. ‬أذكر‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ (‬45‭) ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة،‭ ‬حصل‭ ‬لي‭ ‬موقف،‭ ‬رغبت‭ ‬في‭ ‬نشره‭ ‬والكتابة‭ ‬عنه،‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬انتهاء‭ ‬القمة،‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬تنظيمها‭.‬

فبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الكويتي‭ ‬عبدالله‭ ‬اليحيا‭ ‬مع‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬من‭ ‬إلقاء‭ ‬البيان‭ ‬الختامي،‭ ‬انصرفا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬للصحافة‭ ‬لطرح‭ ‬أي‭ ‬سؤال،‭ ‬ربما‭ ‬لاعتبارات‭ ‬معينة‭ ‬وارتباطات‭ ‬مسبقة‭.. ‬حاول‭ ‬بعض‭ ‬الزملاء‭ ‬الإعلاميين‭ ‬أخذ‭ ‬أي‭ ‬تصريح‭ ‬أو‭ ‬حديث‭ ‬منهما،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬كان‭ ‬صعبا‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬رغبتهما‭ ‬في‭ ‬الانصراف‭.. ‬واكتفى‭ ‬البعض‭ ‬بالتقاط‭ ‬الصور‭ ‬معهما،‭ ‬ولكني‭ ‬كنت‭ ‬واقفا‭ ‬أراقب‭ ‬المشهد‭.. ‬ومنشغلا‭ ‬بالتقاط‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬الصور‭.‬

لمحت‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وهو‭ ‬يهم‭ ‬بالخروج‭ ‬من‭ ‬القاعة،‭ ‬وحوله‭ ‬مرافقيه،‭ ‬فأسرعت‭ ‬نحوه‭ ‬وحيدا‭ ‬عند‭ ‬الباب،‭ ‬وسألته‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬عقد‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬البريطانية‭ ‬الثانية،‭ ‬فقال‭ ‬لي‭: ‬إن‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬البريطانية‭ ‬لم‭ ‬تطرح‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الخليجي‭ ‬الحالي،‭ ‬وإن‭ ‬القمة‭ ‬المشتركة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬ناجحة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭.. ‬ولم‭ ‬يجب‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬طرحته‭.‬

وحينما‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬قرب‭ ‬درجات‭ ‬السلم‭ ‬بعد‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬القاعة،‭ ‬سألته‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬القادمة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬؟‭ ‬فلم‭ ‬يعلق‭ ‬بأي‭ ‬كلمة‭.. ‬أعدت‭ ‬عليه‭ ‬السؤال‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يجب‭.. ‬فأدركت‭ ‬أنه‭ ‬بحسه‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يصرح‭ ‬حاليا‭.. ‬فاحترمت‭ ‬موقفه،‭ ‬وعندها‭ ‬أبلغني‭ ‬أحد‭ ‬مرافقيه‭ ‬بأن‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬مرتبط‭ ‬باجتماع‭ ‬آخر،‭ ‬ونتمنى‭ ‬عدم‭ ‬تأخيره‭.  ‬

غادر‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬الخليجي‭ ‬الفندق‭ ‬ومعه‭ ‬مرافقوه‭ ‬إلى‭ ‬الباب‭ ‬الخارجي‭.. ‬ووجدت‭ ‬نفسي‭ ‬وحيدا‭ ‬أتحرك‭ ‬نحو‭ ‬السلم‭ ‬الآخر‭ ‬للنزول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬لوبي‭ ‬الفندق‮»‬،‭ ‬وأفكر‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬وانفراد‭ ‬إعلامي‭.. ‬وما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬لحظات‭.. ‬وإذا‭ ‬بي‭ ‬ألمح‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الكويتي‭ ‬ينزل‭ ‬لوحده‭ ‬وخلفه‭ ‬مرافقوه‭ ‬على‭ ‬السلم،‭ ‬عندها‭ ‬وجدت‭ ‬فرصة‭ ‬إعلامية‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭.. ‬فتوجهت‭ ‬نحوه‭ ‬وصافحته‭ ‬وقلت‭ ‬له‭: ‬إنني‭ ‬إعلامي‭ ‬وصحفي‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.. ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬فتحت‭ ‬لي‭ ‬بابا‭ ‬جديدا،‭ ‬وبينت‭ ‬لي‭ ‬حب‭ ‬قيادة‭ ‬وشعب‭ ‬الكويت‭ ‬للبحرين‭.. ‬فأخذني‭ ‬الوزير‭ ‬بيده‭ ‬من‭ ‬درجات‭ ‬السلم‭ ‬إلى‭ ‬وصوله‭ ‬الى‭ ‬موكب‭ ‬سيارته‭ ‬خارج‭ ‬الفندق‭.. ‬كانت‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬تعوض‭ ‬لأي‭ ‬إعلامي‭.‬

قلت‭ ‬لوزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الكويتي‭ ‬ونحن‭ ‬ننزل‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬السلم‭: ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أسألك‭ ‬سؤالا‭ ‬واحدا،‭ ‬وأعرف‭ ‬أنك‭ ‬منشغل،‭ ‬فرد‭ ‬علي‭ ‬بكل‭ ‬ترحاب‭: ‬أهلا‭ ‬بأهل‭ ‬البحرين‭ ‬الكرام،‭ ‬تفضل‭ ‬أسأل‭.. ‬فسألته‭ ‬عن‭ ‬نقطة‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬فوجدته‭ ‬أكثر‭ ‬تفاعلا،‭ ‬وأجاب‭ ‬قائلا‭: ‬إن‭ ‬الموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬واضح‭ ‬ومحدد،‭ ‬وإننا‭ ‬لن‭ ‬نقبل‭ ‬إلا‭ ‬بما‭ ‬تقبله‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وترتضي‭ ‬به‭ ‬أولا،‭ ‬ويهمنا‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭ ‬واحترام‭ ‬سيادتها،‭ ‬وبناء‭ ‬علاقة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وفق‭ ‬المبادئ‭ ‬المعروفة،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬محسوم‭ ‬ومحل‭ ‬اجماع‭ ‬وتوافق‭ ‬خليجي،‭ ‬وتم‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬اللجان‭ ‬الوزارية‭.. ‬ثم‭ ‬شكرني‭ ‬وغادر‭ ‬بكل‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭.   ‬

لقد‭ ‬تعمدت‭ ‬تأجيل‭ ‬نشر‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬والتصريح‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية،‭ ‬لأنني‭ ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬نشرها‭ ‬ضمن‭ ‬أخبار‭ ‬القمة‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬ربما‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تأخذ‭ ‬حقها‭ ‬ومساحتها‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أهميتها،‭ ‬لأن‭ ‬الجميع‭ ‬سيركز‭ ‬على‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬للقمة‭ ‬ومخرجاتها‭.. ‬فكانت‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬وموقفا‭ ‬لا‭ ‬يتكرر‭.. ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬إلى‭ ‬السيد‭ ‬عبدالله‭ ‬علي‭ ‬اليحيا‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الكويتي‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا