زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
قلوبهم على الحشرات
كما قلت أمس فقد فاز أبو لهب (دونالد ترامب) على حمالة الحطب (كامالا هاريس)، ليصبح رئيسا للولايات المتحدة ما بين 2025 و2029، وترامب هذا بلدوزر بلا كوابح من ضمير أو وعي سياسي أو احترام لحقوق الانسان غير الأمريكي، ويعتقد ان ما يقال عن التغيُّر المناخي المتسارع «إشاعة» لمنع الاقتصاد الأمريكي من النمو، بمنع الحكومة الأمريكية من التنقيب عن النفط والغاز أينما تشاء، بغضّ النظر عما ينتج من ذلك من آثار بيئية مدمرة.
ورغم إنكار ترامب بات من المؤكد أن الكرة الأرضية تتعرض للتسخين بوتيرة سريعة، ما يعني أن درجات الحرارة ستظل ترتفع على مدى السنوات القادمة ما يهدد نحو مليون كائن حي بالانقراض، ومعظم إن لم يكن جميع تلك الكائنات من الحشرات الصغيرة، وقد بدأت جماعات حماية البيئة سلفا في إقامة سرادقات العزاء لتلك الحشرات، وإصدار المناشدات لحشد الجهود لحماية ما يتبقى منها، وبصراحة فإنني لا أفهم لماذا يحزن شخص عاقل على انقراض حشرة، مع أننا جميعا لا نتردد في قتل أي حشرة تعترض أو لا تعترض طريقنا! الغربيون قوم بارعون في كل شيء، ويقتلون الشخص ويمشون في جنازته، فقد ابتكروا القرصنة وتجارة الرقيق، ثم استعمروا بلدان العالم بحجة محاربة القرصنة وتجارة الرقيق، وبعد أن كانوا يستعبدون الملايين في مختلف القارات لانت قلوبهم وامتلأت بالحنان، وصاروا دعاة حق الإنسان في العيش «حرا»، مع أن كل شيء يضر بالبيئة خرج من رحم أوروبا أو مؤخرة أمريكا: الدخان والغبار والإشعاعات والمواد الكيميائية وأفلام السكس!! يبكون على الحشرات ويصدرون إلى كل دول العالم مبيدات الحشرات التي يؤدي استخدامها إلى إبادة البشر، لأنها تتلف الرئة وتسمم الدم، بل جندوا واحدا منا هو سامي حداد (المذيع السابق في بي بي سي ثم قناة الجزيرة) ليبلغنا -في إعلان تجاري- أن سوبر ريد ذا القوة الثلاثية يبيد الحشرات من بخة واحدة، وذلك على مدى عدة سنوات عبر شاشات التلفزيون، ويقال إن شعر سامي حداد تحول إلى أبيض بالكامل بسبب القوة الثلاثية لسوبر ريد! على كل حال لا يهمني شخصيا أن تختفي جميع الحشرات من على وجه الأرض، بل سيسعدني ذلك نكاية بالغربيين، الذين شكلوا نحو خمسة آلاف جمعية لحماية أجناس مختلفة من الحشرات والطيور والحيوانات، بينما لديهم خمس جمعيات فقط تتحدث على استحياء عن ضرورة توفير الحماية للفلسطينيين، (الحماية وليس الحرية والمأوى الآمن الذي هو الوطن).
داهية تأخذ الحشرات والحشريين الذين يحشرون أنوفهم في شؤونها! وأهيب بالقراء أن يضاعفوا جهودهم لقتل أكبر عدد ممكن من العقارب والعناكب والصراصير باستخدام الشباشب والبراطيش والكبريت، وإذا احتج الغربيون نتوقف عن قتلها ونكرس الجهود للقبض عليها وإرسالها إلى أوروبا وأمريكا كي تنعم بالحماية والحرية هناك، ومن جانبي أتعهد بأن أصدر إلى بلاد الخواجات نحو مليون بعوضة سودانية حسنة التغذية يوميا على نفقتي الخاصة، وفي ذلك خدمة للبشرية لأن الخواجات لن ينتجوا عقارا ناجعا لعلاج الملاريا أو الوقاية منها ما لم ينشر البعوض ذلك المرض في بلدانهم، ولحسن الحظ فإن الدول العربية في طليعة الدول المنتجة للذباب وبإمكانها تفادي تهمة ممارسة الإرهاب البيئي بقتل الذباب بتصدير الفائض منه -ويقدر بنحو مليار تريليون في اليوم- إلى أوروبا وأمريكا، فمتوسط دخل الفرد من الذباب في الدول العربية نحو 837 ألف ذبابة في السنة، ولا داعي للأنانية والتكويش، ومن الخير لنا وللذباب أن نهديه إلى الدول الغربية الأطلسية كي ينعم بالحماية هناك، بل أقترح على الدول الخليجية أن تهدي أوروبا الفائض من الكبسة الذي يبلغ يوميا نحو عشرين طنا لتعيش عليها الحشرات هناك بدلا من الإلقاء بها في الشوارع! وإذا دخلنا مجال تصدير الحشرات فإننا بالتأكيد سنسجل تفوقا على بقية دول العالم، لأول مرة منذ القرن الثامن!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك