العدد : ١٧٠٣١ - الجمعة ٠٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣١ - الجمعة ٠٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

قدم في أمريكا وأخرى في العالم!

{‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فقط‭ ‬فوز‭ ‬ترامب‭ ‬مفاجئا‭ ‬لكثيرين‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬اكتساحه‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬مفاجأة‭! ‬فقد‭ ‬فاز‭ ‬بشكل‭ ‬كاسح‭ ‬حيث‭ ‬جاءت‭ ‬نتيجة‭ ‬المجمع‭ ‬الانتخابي‭ ‬274‭ ‬مقابل‭ ‬224‭ ‬لصالح‭ ‬ترامب‭ ‬ليصبح‭ ‬الرئيس‭ ‬الـ47،‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬بصلاحية‭ ‬مطلقة‭ ‬وقد‭ ‬اكتسح‭ ‬الجمهوريون‭ ‬أركان‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث‭: ‬رئاسة‭ ‬ترامب،‭ ‬ومجلسي‭ ‬الشيوخ‭ ‬والنواب‭! ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬البعض‭ ‬زلزالا‭ ‬سياسيا‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬يتردد‭ ‬صداه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬مثلما‭ ‬يشكل‭ ‬ضربة‭ ‬قوية‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬أو‭ ‬الليبراليين‭ ‬اليساريين‭ ‬الذي‭ ‬بالغوا‭ ‬في‭ ‬التطرف‭ ‬الليبرالي‭ ‬داخل‭ ‬أمريكا‭ ‬وانتقال‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬العالم‭ ‬سواء‭ ‬حيث‭ ‬الحروب‭ ‬والأوبئة‭ ‬أو‭ ‬حيث‭ ‬الجوانب‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والجنسية‭ ‬والقيم‭ ‬وحيث‭ ‬بدأت‭ ‬مشاكل‭ ‬العالم‭ ‬تتصاعد‭ ‬مع‭ ‬الأوبئة‭ ‬والحروب‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بايدن‭!‬

{‭ ‬ولأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬إرث‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬فإن‭ ‬تأثيرها‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وحيث‭ ‬ترامب‭ ‬بفوزه‭ ‬وبعد‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى‭ ‬له‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬الـ45‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2016‭ ‬و2020‭ ‬يضع‭ ‬مجددا‭ ‬قدميه‭ ‬إحداها‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬الأمريكي‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لتنقسم‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬حول‭ ‬عودته‭ ‬رئيسا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬صدمة‭ ‬وقلق‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭! ‬واحتفاء‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬ملف‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ولجم‭ ‬الناتو‭ ‬عن‭ ‬دوره‭ ‬التصعيدي‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬أو‭ ‬الجار‭ ‬الأهم‭ ‬لأوروبا‭ ‬فيما‭ ‬الصين‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬شرارة‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثالثة‭ ‬قد‭ ‬تنطفئ‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬رئاسة‭ ‬ترامب‭ ‬ليحل‭ ‬محلها‭ ‬الحرب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬والتجارية‭ ‬والتنافس‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬صدام‭ ‬عسكري‭ ‬محتدم‭! ‬فيما‭ ‬إيران‭ ‬وأذرعها‭ ‬يتصاعد‭ ‬القلق‭ ‬لديهم‭ ‬بسبب‭ ‬موقف‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬وأذرعها‭ ‬والملف‭ ‬النووي‭ ‬وقد‭ ‬يشجع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بضربة‭ ‬عسكرية‭ ‬مؤثرة‭ ‬لبرنامجها‭ ‬النووي‭! ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬فإن‭ ‬ترامب‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬الرؤساء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬وإن‭ ‬اختلف‭ ‬الأسلوب‭ ‬والمعيار‭ ‬فهو‭ ‬منحاز‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يتحدث‭ ‬بلغة‭ ‬السلام‭ ‬وإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬ودفع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬نحو‭ ‬التطبيع‭.‬

{‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬رئاسته‭ ‬الأولى‭ ‬اتخذ‭ ‬قرارات‭ ‬صادمة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬القدس‭ ‬والجولان‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الشكوك‭ ‬تتزايد‭ ‬حول‭ ‬ماهية‭ ‬مواقفه‭ ‬القادمة‭ ‬وهو‭ ‬المنحاز‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭! ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬نتنياهو‭ ‬ينتظر‭ ‬بحرقة‭ ‬مجيئه‭ ‬كرئيس‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكأنه‭ ‬ينتظر‭ ‬المنقذ‭ ‬لمخططه‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬خريطته‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬الجغرافيا‭ ‬الموعودة‭ ‬لكيانه‭! ‬وهذا‭ ‬يجعل‭ ‬موقف‭ ‬ترامب‭ ‬متناقضا‭ ‬أو‭ ‬يتسم‭ ‬بعدم‭ ‬الوضوح‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعلاقات‭ ‬مع‭ ‬العرب‭ ‬ومع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وحيث‭ ‬السعودية‭ ‬تحديدا‭ ‬تربط‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بتنفيذ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬الذي‭ ‬يرفضه‭ ‬ترامب‭!‬

{‭ ‬وهناك‭ ‬مفارقة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وهي‭ ‬أنه‭ ‬لطالما‭ ‬كان‭ ‬يتهم‭ ‬الدولة‭ ‬العميقة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬محاربتها‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬العميقة‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬الأعظم‭ ‬واقعة‭ ‬بيد‭ ‬اليهود‭ ‬الصهاينة‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يدعم‭ ‬الرؤية‭ ‬الصهيونية‭ ‬المتطرفة‭ ‬حول‭ ‬فلسطين‭ ‬وشعبها‭ ‬وقضيتها‭! ‬وهو‭ ‬وحده‭ ‬دون‭ ‬الرؤساء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬ولايته‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬والاعتراف‭ ‬بسيادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬مرتفعات‭ ‬الجولان‭! ‬فهل‭ ‬في‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية‭ ‬سيواصل‭ ‬تعزيز‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬المطلق‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬حادثا‭ ‬تجاه‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬بايدن؟‭! ‬وهل‭ ‬سيعمل‭ ‬بأسلوب‭ ‬التجارة‭ ‬والصفقات‭ ‬الذي‭ ‬يبرع‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بضم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتهويدها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬كما‭ ‬يطمح‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬المستوطنات‭ ‬وقتل‭ ‬الحل‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭! ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬فيما‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬وبالأسلوب‭ ‬ذاته‭ ‬التجاري‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬التطبيع‭ ‬كما‭ ‬صرح‭ ‬مرارا‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية؟‭! ‬هذا‭ ‬تناقض‭ ‬فاضح‭ ‬وغريب‭!‬

{‭ ‬ترامب‭ ‬كرئيس‭ ‬سيحاول‭ ‬مجددا‭ ‬دمج‭ ‬لغة‭ ‬السياسة‭ ‬بلغة‭ ‬التجارة‭ ‬وجعل‭ ‬صفقات‭ ‬التسليح‭ ‬الضخمة‭ ‬والتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والعسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬وفي‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬محاربة‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬مدخلا‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬العرب‭ ‬بالقبول‭ ‬بانحيازه‭ ‬المطلق‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وتحقيق‭ ‬مآرب‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬عبر‭ ‬ذات‭ ‬السردية‭ ‬السياسية‭ ‬الصهيونية‭ ‬وهي‭ ‬السلام‭ ‬مقابل‭ ‬السلام‭ ‬وليس‭ ‬الأرض‭ ‬وتفتيت‭ ‬وتوزيع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬خارج‭ ‬أرضه‭! ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬مخرجه‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬سيقبل‭ ‬العرب‭ ‬بذلك؟‭! ‬وهل‭ ‬سيتمّ‭ ‬إنهاء‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بلغة‭ ‬التجارة،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الأثمان‭ ‬الباهظة‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزّة‭ ‬طوال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام،‭ ‬بل‭ ‬منذ‭ ‬1948‭ ‬وما‭ ‬دفعه‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬ضعيفة‭ ‬نتيجة‭ ‬سياسات‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب؟‭!‬

{‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬ومهما‭ ‬بلغ‭ ‬طموحه‭ ‬بعقد‭ ‬الصفقات‭ ‬لإنهاء‭ ‬القضايا‭ ‬المعقدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬فلسطين‭ ‬والقضايا‭ ‬المعقدة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬فإن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬الصفقات‭ ‬والإغراء‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬الإغواء‭ ‬بها‭ ‬لن‭ ‬يحل‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭! ‬وما‭ ‬يهمنا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تسببت‭ ‬به‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وفي‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬أن‭ ‬قضايا‭ ‬الشعوب‭ ‬وقضية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اللعب‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬التلاعب‭ ‬عليها،‭ ‬بانحياز‭ ‬مطلق‭ ‬للمعتدي‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تأمين‭ ‬السلام‭ ‬له،‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬والادعاء‭ ‬بتشجيع‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية‭! ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬النقائض‭ ‬الفاضحة‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الجوهرية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحركّ‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬كشعوب‭ ‬لنصرة‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وعدالة‭ ‬قضيته‭! ‬والقادم‭ ‬حتمًا‭ ‬سيكشف‭ ‬حقيقة‭ ‬النيات‭ ‬وحقيقة‭ ‬المواقف‭! ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬مرحلة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬الثانية‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الأولى؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا