عالم يتغير
فوزية رشيد
الحياة جميلة بالبشر!
{ خلق الله الخليقة من سماوات وأرض وما بينهما ومن مخلوقات مختلفة وكثيرة على الأرض وفي باطنها وفي البحار وأعماقها السحيقة! وخلق الملائكة والشياطين والجن وأمما أخرى لا نعرفها! خلق كل ذلك ليجعل الله الإنسان أكرم خلقه على الأرض وخليفته فيها وليجعل الملائكة تسجد لآدم إلا إبليس الذي أبى واستكبر! مما يدل على مدى الأهمية التي أولاها الله للإنسان الذي حباه بالإرادة والاختيار بين الخير والشر مثلما حباه الله بالسيادة على بقية المخلوقات، بل سخر له كل شيء وملأ الأرض بالنعم والجمال ولكن في الوقت ذاته حذره من الشيطان وأساليبه وخطواته وأنه العدو اللدود للإنسان الذي نظر إليه بغرور وتكبر فأقسم أن يتربص به في كل حين وبكل الطرق التي تغوي أولياءه ليكون الجحيم مصيرهم معا!
{ هذا خلق الله وآياته التي دعا الإنسان للتفكر فيها والحياة جميلة بالبشر ومكتملة في مغزاها وحكمة الخلق بهم لا بغيرهم على الأرض! رغم اختلافاتهم وخطاياهم وتناقضاتهم وتقلبهم بين الخير والشر إلا أن الله جعل باب التوبة مفتوحا لهم! والحياة ليست حياة حقيقية من دون سيادة البشر والإنسان على ما عداهم من مخلوقات! وبهم الحياة تأخذ طبيعتها وتأخذ مساراتها وتنشأ الحضارات باختلاف الثقافات والدين والمعتقدات وصعود أمم وهبوطها، كل ذلك بميزان وتوازن بين الخير والشر، حتى جاء هذا الزمن الموصوف بآخر الزمان ومعه التحذيرات والنبوءات حول طغيان الشر وسقوط الإنسان في براثن الدجال والدجل إلى أن وصلنا إلى تحكم نخبة شيطانية بالعالم والبشرية عبر التحكم في العلم والتكنولوجيا وفي المال والاقتصاد والتجارة والإعلام والقيم ونشر القيم الشيطانية والأساليب الشريرة للقضاء على الإنسان وفطرته ككائن كرمه الله! والقضاء على البشرية وتقليصها من 8 مليارات إلى مليار واحد، وهو المليار المدجن أيضا بالشيفرات والشرائح واللقاحات الجينية ليكون بينها الإنسان – الروبوت! إلى جانب الشر الأكبر في استبدال الحياة الطبيعية بالحياة الافتراضية، وصناعة مليارات الروبوتات لتحل محل مليارات البشر الذين يتم العمل على إفنائهم بكل ما يخطر على بال وما لا يخطر على بال! وهو ما ناقشناه في مقال سابق، وحيث يتم العمل بشكل مطرد أيضا على انسلاخ الإنسان من إنسانيته وفطرته وقيمه وأخلاقه ودينه ودفعه نحو الانحلال والخلاعية والتهتك ومسخ طبيعة الإنسان البيولوجية بأجناس جديدة يتم التلاعب بها جينيا وهرمونيا! والتلاعب بالشريط الجيني لإخراج مخلوقات مركبة ومشوهة ومبرمجة لا هي بالإنسان ولا بالحيوان ولا بالآلة!
{ نحن في الزمن الأخطر على الإطلاق على الإنسان منذ بدء البشرية حيث يراد استبدال خلق الله في كل شيء بما يصنعه الأشرار وفق معتقدات شيطانية يتحكم فيها الدجال وأتباعه! ولولا اليقين بأن الله محيط بهم وبكل خلقه وأنهم يمكرون ويمكر الله بهم، لبلغ السواد وبلغت الظلامية الشيطانية آخر مآربها في إفناء البشر، الذين لا تكون الحياة حياة من دونهم، مهما صنعوا من روبوتات بالمليارات ومهما طوروا تكنولوجيات التحكم والسيطرة على العالم، ومهما تمادوا في الشر والإفساد! فإنهم لن يخرجوا أبدا عن إرادة الله وقدرته على تدميرها متى ما شاء فالأمر عنده (كن فيكون) والحكمة الإلهية في بلوغ الشر أقصى حدوده لا يعلمها إلا الله وحده! وهذا هو يقين كل المؤمنين الصالحين والمصلحين.
{ هؤلاء الذين يعملون بخفاء وعلن على إفناء كل ما خلقه الله من أجناس وطبائع واختلافات بحسابات الله وموازينه الدقيقة هم المجموعة نفسها التي تعمل بخفاء منذ آلاف السنين وولاؤهم للشيطان لكي يصلوا إلى المرحلة التي بدأت الآن ومنذ عقود! حولوا العلم إلى علم شرير وحولوا التكنولوجيا إلى أداة تحكم وسيطرة! وحولوا النفوذ المالي والاقتصادي والإعلامي إلى أدوات تدمير للدول والشعوب ووظفوا التدافع الطبيعي بين الأمم إلى أزمات مفتعلة وحروب وإبادة! وهم يدركون تماما أنهم يعكسون ويقلبون الصورة، صورة الخلق والخليقة كما أرادها الله إلى نقائضها الشريرة والفوضوية! والشيطان كما وعد نفسه أمام الله أنه سيعمل على تغيير الخلق بالتلاعب بإرادة الإنسان والدجل عليه! وهذا هو سلطانه إلا المصلحين والمؤمنين فلا سلطان له عليهم! وهذا هو الامتحان الأكبر والأهم والأقسى للإنسان في نهاية الزمان حين يبلغ الدجل حدوده القصوى وكما نراه الآن!
{ أجمل ما في هذه الحياة هو الإنسان نفسه! رغم صراعاته وتقلباته وطبائعه بين الخير والشر إلا أنه أيضا الإنسان القادر على السمو بنفسه وعلى الانتصار لفطرته وعلى الابتكار وإنشاء الحضارات منذ القدم، وعلى المكابدة والمجاهدة لتعمير الأرض حتى جاءت النخبة الشيطانية لتعمل بتسارع على إزالة مجد الإنسان هذا بصناعة الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ونشر الإلحاد والانحلال والشذوذ والأجناس المهجنة! وجعل الحياة خاضعة لمستقبل آلي ظلامي تحت حكم نخبة شريرة ومستبدة تصنع لنفسها ألوهية زائفة، هل سيثور الإنسان على ما يريد هؤلاء من إيصاله إليه بعد القضاء على أكثر بني جنسه؟! هل سيكشف الستار عن الترويج الشيطاني لكل ما هو مخالف لله وللطبيعة وللإنسان وتسمية ذلك بالتطور والحداثة وخدمة البشر بالآلات والتكنولوجيا؟! وهل هؤلاء الذين يعملون على فناء الإنسان اقترب فناؤهم قبل غيرهم بقدرة الله وحيث لا حياة من دون خلقه كما خلقهم هو ولا أحد سواه؟! الله أعلم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك