عالم يتغير
فوزية رشيد
المليار الذهبي وسيطرة الروبوتات على العالم!
{ مطورو الذكاء الاصطناعي لا يخفون أنه سيكون المهدد الحقيقي لغالبية الوظائف والأنشطة التي يمتهنها الإنسان ويشتغل بها! وأن الروبوتات تحل بالتدريج محل الإنسان في كثير من تلك الوظائف، التي تفضلها اليوم الشركات وسيزداد تفضيلهم للروبوت على الإنسان سواء من أصحاب العمل والشركات والمؤسسات أو كل المهن الأخرى، حتى اجتاحت الروبوتات مجال الإعلام والصحة والطب والجراحة وغيرها الكثير!
لم يعد اليوم غريبا وجود «جراح آلي» في بعض المستشفيات وهذا قابل للانتشار ولم بعد عجيباً وجود إعلاميين أو مقدمي برامج في بعض التلفزيونات، وقد بدأت الصين. ودول غربية إحلال الروبوت محل الكادر البشري في قنواتها!
{ اليوم نجد الروبوت الآلي يتجول بشكل طبيعي في مراكز التسوق، ويلتف حوله الناس من باب الفضول والاستطلاع، ولكن الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي بدأت تنتج الروبوتات «البشرية» أي الشبيهة في المظهر الخارجي تماما بالبشر، للعمل في المنازل والكافيهات والمطارات والمدارس، والعمل كمدبرات منازل، وفي الضيافة، وفي محطات الوقود، وباختصار في كل الأعمال التي يعمل بها الإنسان! وهذه المنتجات تتزايد لتصل في السنوات القادمة إلى عدد (مليارات من الروبوتات)، ذات الذكاء الاصطناعي المتطور! لتثبت أنها ليست فقط قادرة على التنافس مع البشر الطبيعيين، بل هي قادرة على التفوق!
بحكم أنها ستكون قادرة على تجديد وتطوير ذاتها سريعا وتلقائيا ليصبح بعد ذلك البشر عائقا لانطلاقتها الروبوتية في العالم وبطموح السيطرة عليهم!
{ المروجون لاستبدال الروبوتات بالبشر، يحملون في جعبتهم الكثير! ويبررون أيضاً، بأن العمل الذي يقوم به عشرات الموظفين بإمكان عدد قليل من الروبوتات القيام به! وعملهم سيكون من دون الحاجة إلى ما يحتاجه الإنسان من عطلات وإجازات وتأمين صحي ومواصلات وسكن وأجور شهرية! ولأن الأمر في تصاعد وتزايد، فقد حدث بالفعل عدة صدامات في عديد من بلدان العالم، بسبب زيادة إحلال الروبوتات مكان الإنسان لتتصاعد مشكلة البطالة في العالم كله! ولكن الشركات الكبرى التي تُسيرها أجندات من جهات أعلى، لا تعبأ بالبشر أو احتياجاتهم! خاصة في ظل تزامن مخطط «المليار الذهبي» أو تقليص البشرية إلى مليار واحد، بطرق مختلفة كالحروب والأوبئة والكوارث الصناعية، وغيرها! فيما تعمل ذات الجهات على استبدال المليارات التي يراد القضاء عليها بمليارات الروبوتات ذات الذكاء الاصطناعي المتطور والمتفوق على البشر! إنه اليوم بداية عصر الآلات والروبوتات وفناء البشر!
{ هي ليست مزحة أو مبالغة أو استرسال في الخيال!، لأن الشركات الكبرى يُصرح مسؤولوها بسيناريوهات المستقبل القريب للذكاء الاصطناعي والروبوت، مثلما يصرّح عرابّ هذا الذكاء الاصطناعي «إيلون ماسك» بالمشاريع المستقبلية لتطوير هذا الذكاء في كل المجالات، حتى لو كان باعترافه يمثل تهديدا للبشر والبشرية! وفي فيلم (l robot) وغيرها من الأفلام التي هي ليست مجرد خيال علمي وإنما ترويج لما تنوي «النخبة الشيطانية» القيام به! فإن (حرباً مستقبلية) تحدث بين الإنسان والآلات، وتكون حرباً مدمرة، بعد أن تسيطر الآلات على العالم والبشر!
الاستشعار بالخطورة بدأ يجوب الكثير من شعوب العالم، وحيث مخطط استبدال البشر بالروبوتات، يدق في ساحة الكثير من الدول، دون التفكير في المستقبل القريب والبعيد، وما ستؤول إليه المآلات القادمة!
في بولندا.. قبل أسبوعين استبدلت إذاعة «كراكوف» كل طاقم الصحفيين والمذيعين، الذين ينتمون إلى بني آدم، بصحفيين ومذيعين «آليين»، مما يعد الأول من نوعه في مهاجمة «مهنة إعلامية» كان الإنسان يعتقد أنها في منأى من الاستبدال والإحلال الآلي فيها! والصين بدورها بدأت تجربة «المذيعين الآليين» لتصبح بعد قليل موضة تكتسح كل قنوات العالم! ولكم الله أيها العاملون في الإعلام وغيره!
{ شركات كبرى موظفوها بمئات الآلاف تستغني حتى الآن عن ما يقارب نصف موظفيها، لتستبدلهم بالذكاء الاصطناعي، الذي من الواضح أنه خلال سنوات قليلة سيبدأ باكتساح العالم بقوة! والسبب وراء ازدراء البشر هو «رأس المال» كما يقول كثيرون وحسابات الكُلفة وغيرها من الشؤون العادية والمالية، التي ستضع البشر بالتدريج على مقصلة الذكاء الاصطناعي والروبوتات الذكية! وليصبح الإنسان وكأنه عالة على الأرض! لذلك يجب التخلص منه، وترك المساحة الجغرافية للأرض وللوظائف والأعمال وحتى الثقافة للروبوتات والآلات التي يتم صناعتها ليزداد معيار الربحية للشركات الكبرى «الشيطانية» التي تزدري اليوم كل شيء خلقه الله من بشر وأخلاق وقيم ومبادئ إنسانية ودين، وفي ذات الوقت تحتفي كل الاحتفاء وتستبدل البشر الباقين بهم! هذه ليست مزحة وإنما حقيقة ستزداد وتيرتها يوما بعد يوم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك