على مسؤوليتي
علي الباشا
دراسات فنية
طوال فترات مضت ولا نزال نفتقد في بيت الكرة للجنة فنية تُقيّم مسابقاته والبطولات التي تُشارك فيها منتخباتنا الوطنية؛ والتي تتكرر الأخطاء حولها دوما؛ وبذلك لا عجب حين تتباين الرؤى في الشارع الرياضي في انتقاد ما يحدث من دون أن يرى أحد ردودا مقنعة؛ وإنما كما يُشير المثل الشعبي (عمك أصمخ)؛ وكأن ما يحدث يُعد أمرًا عاديًّا!
فطوال مشاركات المنتخبات الوطنية؛ كبارًا أو صغارا لم نسمع تحليلًا يُساعد لجنة المنتخبات واتحاد الكرة نفسه في تصحيح المسار؛ ولذا يكون الإخفاق مصاحبًا للمشاركات؛ ومنها أمنية الشارع الرياضي أن يرى منتخبنا الأول موجودا في المونديال، منذ محاولتي 2006 و2010 لم نر رصدًا فنيًّا محايدًا يصحح المسار للبناء على الشيء مقتضاه!
وهذا يحصل لأن ليس لنا دوري قوي يدعم المنتخب؛ فالمنتخب القوي أساسًا يكون نتاج دوري محلي قوي؛ فلاعب المنتخب يُفترض أن يلعب في دوري قوي يّساعده على الاحتكاك القوي؛ وليس لدينا لجنة دراسات فنية يُمكن من خلالها أن تُساعد على بلورة دوري قوي أو على الأقل تقدم لمجلس إدارة الاتحاد خطوات التطوير.
فالمنتخب الياباني وحتّى الكوري الجنوبي لم يصلا إلى ما وصلا إليه من عبث؛ بل هو نتاج دراسات فنيّة متقدمة؛ فالاتحاد الياباني مثلا أحضر خبراء دوليين يُساعدونه في تطوير دوريه المحلي؛ فكان من نتاج ذلك دوري قوي انعكس على اللاعب الياباني إيجابا فوجدنا نجومه تستقطبهم الدوريات القوية في أوروبا، أسهموا في بناء أقوى منتخب بالقارة.
ولذا ليس عيبا أن نستلهم التجارب الإيجابية من الآخرين؛ وأن نبدأ من حيث ما انتهوا إليه؛ لأن التطوير ليس فقط تنظيم دوري موسمي بزيادة أو تنقيص عدد الفرق؛ بل هو أكبر من ذلك، هو مشروع يشارك فيه كل من له علاقة بالرياضة؛ لأن هذه أصبحت صناعة؛ وتخريج نجم كروي يكون من (المهد إلى اللحد)، من المدرسة للنادي للمنتخب!
على أية حال الرهان على صناعة منتخب قوي؛ يبدأ من صناعة دوري قوي تكون فيه الأندية فاعلة من خلال عمل مشترك مع اتحاد الكرة والجهات ذات العلاقة بالرياضة؛ تُستخرج فيها الملفات التي (كساها) الغبار وهي في الأدراج بعد دراسات سابقة قُدمت بالتعاون مع (فيفا) مرةً، و(القاري) مرةً أخرى، إن كنّا نذكرها!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك