العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

معايير خطأ تفركش الزيجات

قبل‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬أثبتّ‭ ‬أنني‭ ‬شخص‭ ‬متحضر،‭ ‬لأنني‭ ‬تذكرت‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬العادة‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬صادف‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬الميمون‭ ‬الذي‭ ‬فازت‭ ‬به‭ ‬بنت‭ ‬بي‭ ‬بعلا‭ ‬وبغلا،‭ ‬وقدمت‭ ‬لزوجتي‭ ‬فيه‭ ‬هدية‭. ‬تلك‭ ‬كانت‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ«كَمْ‮»‬؟‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يخصك،‭ ‬ولكنها‭ ‬زيجة‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬صبيان‭ ‬وبنات‭ ‬وأحفاد‭ (‬قل‭: ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭).‬

قد‭ ‬يعزى‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الطلاق‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬يجعلون‭ ‬‮«‬الجمال‮»‬‭ ‬العنصر‭ ‬الحاسم‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الزوجة،‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬الفتاة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الجمال‭ ‬والمال‭ ‬فإن‭ ‬فرص‭ ‬فوزها‭ ‬بزوج‭ ‬تصبح‭ ‬عالية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تبلغ‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة،‭ ‬وتأتيك‭ ‬أختك‭ ‬أو‭ ‬خالتك‭ ‬وتقول‭ ‬لك‭ ‬إن‭ ‬الآنسة‭ ‬‮«‬كماشة‮»‬‭ ‬بنت‭ ‬أخت‭ ‬‮«‬قماشة‮»‬‭ ‬جميلة‭ ‬وأهلها‭ ‬‮«‬كويسين‭ ‬وزينين‮»‬،‭ (‬يعني‭ ‬عندهم‭ ‬فلوس‭)‬،‭ ‬وتسأل‭ ‬الخالة‭ ‬أو‭ ‬الأخت‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬معرفتها‭ ‬بكماشة‭ ‬تلك،‭ ‬فتقول‭ ‬إنها‭ ‬رأتها‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬زواج‭ ‬بنت‭ ‬عمها‭ ‬‮«‬تورتيتا‮»‬،‭ ‬ويتم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬فوتوغرافية‭ ‬لكماشة‭ ‬ويجنّ‭ ‬جنونك‭: ‬يا‭ ‬سلام،‭ ‬هاذي‭ ‬بنت‭ ‬تهبل‭.. ‬اخطبوها‭ ‬لي‭ ‬الحين،‭ ‬ومهرها‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬لثلاثة،‭ ‬ويخطبونها‭ ‬لك‭ ‬‮«‬الحين‮»‬،‭ ‬وتشب‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬جسمك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكتمل‭ ‬مراسيم‭ ‬الزواج،‭ ‬وتعيشان‭ ‬كزوجين،‭ ‬ثم‭ ‬تكتشف‭ ‬أنها‭ ‬فعلا‭ ‬‮«‬تهبل‭ ‬وتجنن‮»‬‭ ‬لأنها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بلهاء‭ ‬وتسبب‭ ‬الجنون‭ ‬لمن‭ ‬يعيش‭ ‬معها،‭ ‬بسبب‭ ‬غبائها‭ ‬أو‭ ‬طيشها‭ ‬أو‭ ‬هيافتها‭ (‬على‭ ‬ذكر‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬ألا‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬اسم‭ ‬هيفاء‭ ‬وهبي‭ ‬التي‭ ‬تغني‭ ‬بصدرها‭ ‬وأردافها‭ ‬لايق‭ ‬عليها؟‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬ترفض‭ ‬فتاة‭ ‬شابا‭ ‬ما‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬حليوة‭!! ‬وقد‭ ‬تسمع‭ ‬واحدة‭ ‬تبرر‭ ‬رفضها‭ ‬الاقتران‭ ‬برجل‭ ‬تقدم‭ ‬لخطبتها‭: ‬‮«‬هو‭ ‬زين‭ ‬ومتعلم‭ ‬وعنده‭ ‬وظيفة‭ ‬محترمة‭ ‬بس‭ ‬مو‭ ‬‮«‬ستايل‮»‬‭.. ‬شكله‭ ‬مو‭ ‬ها‭ ‬القد‮»‬‭. ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬جعلت‭ ‬الكثيرين‭ ‬منا‭ ‬يقتنعون‭ ‬بأن‭ ‬الجمال‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وأن‭ ‬الجميلات‭ ‬موجودات‭ ‬بالكوم،‭ ‬فصار‭ ‬الواحد‭ ‬منا‭ ‬يحلم‭ ‬بعروس‭ ‬كتلك‭ ‬التي‭ ‬رآها‭ ‬في‭ ‬إعلانات‭ ‬المكانس‭ ‬الكهربائية،‭ ‬أو‭ ‬فوط‭ ‬أولويز‭ ‬الصحية،‭ (‬حدثت‭ ‬عدة‭ ‬حالات‭ ‬طلاق‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬عندما‭ ‬اكتشف‭ ‬رجال‭ ‬أن‭ ‬زوجاتهم‭ ‬يضعن‭ ‬صور‭ ‬مهند‭ ‬التركي‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬هواتفهن‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬تصبح‭ ‬مذيعة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬معينة‭ ‬هي‭ ‬‮«‬المثل‭ ‬الأعلى‮»‬‭ ‬للشبان‭ ‬كزوجة‭ ‬وللشابات‭ ‬كمنوذج‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الأناقة‭ ‬والرشاقة،‭ ‬وعالم‭ ‬الغناء‭ ‬والموسيقى‭ ‬يشد‭ ‬الملايين،‭ ‬ولكن‭ ‬انتهى‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬الموهبة‭ ‬هي‭ ‬مفتاح‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬دنيا‭ ‬الطرب،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬كافة‭ ‬المطربات‭ ‬المعاصرات‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الجمال،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬بعضهن‭ ‬يتمتعن‭ ‬بأصوات‭ ‬منكرة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جيوشا‭ ‬من‭ ‬البلهاء‭ ‬الذين‭ ‬يستمعون‭ ‬للغناء‭ ‬بعيونهم‭ ‬يعتبرونهن‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬فيروز‭! ‬وهناك‭ ‬مغنون‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬الذكور‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬البيولوجية‭ ‬التشريحية‭ ‬صاروا‭ ‬ينضحون‭ ‬أنوثة‭ ‬وخنوثة‭! ‬في‭ ‬الصين‭ ‬رزق‭ ‬رجل‭ ‬بطفلته‭ ‬الأولى‭ ‬وكانت‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬مرعبة‭ ‬من‭ ‬القبح‭ ‬فطلب‭ ‬الطلاق‭ ‬واتهم‭ ‬زوجته‭ ‬بأنها‭ ‬أنجبتها‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬آخر،‭ ‬لأنه‭ ‬وسيم‭ ‬وزوجته‭ ‬جميلة‭ ‬جدا،‭ ‬ولكن‭ ‬الطب‭ ‬أكد‭ ‬أنها‭ ‬ابنته،‭ ‬واتضح‭ ‬ان‭ ‬الام‭/ ‬الزوجة‭ ‬كانت‭ ‬شديدة‭ ‬القبح‭ ‬وأجرت‭ ‬عمليات‭ ‬تجميل‭ ‬في‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬بـ100‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬ونال‭ ‬الرجل‭ ‬حكم‭ ‬الطلاق‭ ‬ومعه‭ ‬تعويض‭ ‬مالي،‭ ‬والشاهد‭: ‬الجمال‭ ‬غير‭ ‬‮«‬الأصلي‮»‬‭ ‬لا‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬الذرية‭.‬

وإذا‭ ‬كنت‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬قد‭ ‬تعرضت‭ ‬للتمييز‭ ‬لأنك‭ ‬لست‭ ‬حليوة،‭ ‬فعليك‭ ‬بنادي‭ ‬الـ«بروتي‮»‬‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬بيوبيكو‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬إيطاليا،‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬في‭ ‬عضويته‭ ‬45‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬ويتباهى‭ ‬أعضاؤه‭ ‬بقبح‭ ‬أشكالهم،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الليلة‭ ‬التي‭ ‬تجرى‭ ‬فيها‭ ‬منافسات‭ ‬ملكة‭ ‬جمال‭ ‬إيطاليا،‭ ‬يقيم‭ ‬النادي‭ ‬مسابقة‭ ‬صاحبة‭ ‬أقبح‭ ‬أنف‭ ‬أو‭ ‬سيقان‭ ‬أو‭ ‬عيون،‭ ‬والمسألة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬دعابة‭ ‬بل‭ ‬المقصود‭ ‬منها‭ ‬تعليم‭ ‬الناس‭ ‬عدم‭ ‬الخجل‭ ‬من‭ ‬حالاتهم‭ ‬أو‭ ‬التشوهات‭ ‬التي‭ ‬يعانون‭ ‬منها،‭ ‬ولكن‭ ‬مدير‭ ‬ومؤسس‭ ‬النادي‭ ‬تليسفورو‭ ‬إياكوبيلي‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬عضوية‭ ‬النادي‭ ‬تتناقص‭ ‬كلما‭ ‬زادت‭ ‬نسبة‭ ‬العري‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭!! ‬والمؤسف‭ ‬أن‭ ‬حكاية‭ ‬العري‭ ‬تلك‭ ‬حادثة‭ ‬عندنا‭ ‬أيضا،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬مقدمات‭ ‬نشرات‭ ‬الأخبار‭ ‬يحرمننا‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬تلك‭ ‬النشرات،‭ ‬لأنهن‭ ‬يتعمدن‭ ‬التلاعب‭ ‬بنا‭ ‬بارتداء‭ ‬ملابس‭ ‬مزودة‭ ‬بنوافذ‭ ‬وأنظمة‭ ‬تهوية‭ ‬‮«‬تزغلل‮»‬‭ ‬العين،‭.. ‬وقد‭ ‬تجد‭ ‬شابا‭ ‬يتابع‭ ‬نشرة‭ ‬أنباء‭ ‬وهو‭ ‬يهتف‭ ‬لها‭ ‬بحماس‭: ‬يا‭ ‬سلام،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬المذيعة‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬مصرع‭ ‬خمسة‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬حماس‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا