العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

عليكم بالحشرات.. أبيدوها

نحن‭ ‬قوم‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬ظاهرة‭ ‬التقلبات‭ ‬المناخية‭ ‬العنيفة‭ ‬بحكم‭ ‬صلاة‭ ‬الجنازة‭ ‬التي‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬أدّاها‭ ‬البعض‭ ‬سقطت‭ ‬عن‭ ‬الباقين‮»‬،‭ ‬فلا‭ ‬نعتبر‭ ‬أنفسنا‭ ‬مطالبين‭ ‬بالإسهام‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬لدرء‭ ‬مخاطر‭ ‬تلك‭ ‬التقلبات‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فالدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬استهلاكا‭ ‬لمنتجات‭ ‬البلاستيك،‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬منهجية‭ ‬في‭ ‬معظمها‭ ‬لإعادة‭ ‬تدويرها‭. ‬وتفيد‭ ‬تقارير‭ ‬صدرت‭ ‬مؤخرا‭ ‬عن‭ ‬علماء‭ ‬الرصد‭ ‬الجوي‭ ‬أن‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬يكاد‭ ‬يلفظ‭ ‬أنفاسه‭ ‬الأخيرة‭ ‬ليس‭ ‬بسبب‭ ‬قرب‭ ‬حلول‭ ‬ديسمبر‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬آخر‭ ‬شهر‭ ‬فيه،‭ ‬بل‭ ‬بسبب‭ ‬الإجهاد‭ ‬وفقدان‭ ‬السوائل،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬الأكثر‭ ‬سخونة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬عرفت‭ ‬البشرية‭ ‬علم‭ ‬رصد‭ ‬حالة‭ ‬الطقس،‭ ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬حالات‭ ‬انفلات‭ ‬مناخي‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬أعاصير‭ ‬وأمطار‭ ‬غزيرة‭ ‬جدا‭ ‬وسيول‭ ‬وفيضانات‭ ‬كاسحة،‭ ‬وبات‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬تتعرض‭ ‬للتسخين‭ ‬بوتيرة‭ ‬سريعة،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬ستظل‭ ‬ترتفع‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭ ‬مما‭ ‬يهدد‭ ‬نحو‭ ‬مليون‭ ‬كائن‭ ‬حي‭ ‬بالانقراض،‭ ‬ومعظم،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬الكائنات‭ ‬من‭ ‬الحشرات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬جماعات‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬سلفا‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬سرادقات‭ ‬العزاء‭ ‬لتلك‭ ‬الحشرات،‭ ‬ووضع‭ ‬خطط‭ ‬لإنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭ ‬منها،‭ ‬وبصراحة‭ ‬فإنني‭ ‬لا‭ ‬أفهم‭ ‬لماذا‭ ‬يحزن‭ ‬شخص‭ ‬عاقل‭ ‬على‭ ‬انقراض‭ ‬حشرة،‭ ‬مع‭ ‬أننا‭ ‬جميعا‭ ‬لا‭ ‬نتردد‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬أي‭ ‬حشرة‭ ‬تعترض‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تعترض‭ ‬طريقنا‭!‬

أقول‭ ‬قولي‭ ‬هذا‭ ‬ثم‭ ‬أضيف‭ ‬أن‭ ‬الخواجات‭ ‬قوم‭ ‬بارعون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬يخترعون‭ ‬الأشياء‭ ‬المفيدة،‭ ‬ثم‭ ‬يحيلون‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬أشياء‭ ‬مدمرة‭ ‬وفتاكة،‭ ‬ويقتلون‭ ‬الشخص‭ ‬ويمشون‭ ‬في‭ ‬جنازته،‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬يضر‭ ‬بالبيئة‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬أوروبا‭ ‬أو‭ ‬مؤخرة‭ ‬أمريكا‭: ‬الدخان‭ ‬والغبار‭ ‬والإشعاعات‭ ‬والمواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬ومادونا‭!! ‬فهم‭ ‬يبكون‭ ‬على‭ ‬الحشرات‭ ‬ويصنعون‭ ‬ويصدرون‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مبيدات‭ ‬الحشرات‭ ‬التي‭ ‬يؤدي‭ ‬استخدامها‭ ‬إلى‭ ‬إبادة‭ ‬البشر،‭ ‬لأنها‭ ‬تتلف‭ ‬الرئة‭ ‬وتسمم‭ ‬الدم،‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬لا‭ ‬يهمني‭ ‬شخصيا‭ ‬أن‭ ‬تختفي‭ ‬جميع‭ ‬الحشرات‭ ‬من‭ ‬وجه‭ ‬الأرض،‭ ‬بل‭ ‬سيسعدني‭ ‬ذلك‭ ‬نكاية‭ ‬بالغربيين،‭ ‬الذين‭ ‬شكلوا‭ ‬نحو‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬جمعية‭ ‬لحماية‭ ‬أجناس‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الحشرات‭ ‬والطيور‭ ‬والحيوانات،‭ ‬ونحو‭ ‬300‭ ‬منظمة‭ ‬تعتبر‭ ‬المسلمين‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬البحار‭ ‬والبراري‭ ‬والصحاري‭ ‬بينما‭ ‬لديهم‭ ‬خمس‭ ‬جمعيات‭ ‬فقط‭ ‬تتحدث‭ ‬على‭ ‬استحياء‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

داهية‭ ‬تأخذ‭ ‬الحشرات‭ ‬والحشريين‭ ‬الذين‭ ‬يحشرون‭ ‬أنوفهم‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭! ‬وأهيب‭ ‬بالقراء‭ ‬أن‭ ‬يضاعفوا‭ ‬جهودهم‭ ‬لقتل‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬العقارب‭ ‬والعناكب‭ ‬والصراصير‭ ‬باستخدام‭ ‬الشباشب‭ ‬والبراطيش‭ ‬والصحف‭ ‬القديمة‭ (‬طريقتي‭ ‬المفضلة‭ ‬لقتل‭ ‬الذباب‭)‬،‭ ‬المهم‭ ‬اقتلوها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استخدام‭ ‬المبيدات‭ ‬التي‭ ‬ينتجها‭ ‬نفس‭ ‬الغربيين‭ ‬الذي‭ ‬يتباكون‭ ‬على‭ ‬الحشرات‭ ‬المهددة‭ ‬بالانقراض،‭ ‬وإذا‭ ‬احتج‭ ‬الغربيون‭ ‬نتوقف‭ ‬عن‭ ‬قتلها‭ ‬ونكرس‭ ‬الجهود‭ ‬للقبض‭ ‬عليها‭ ‬وإرسالها‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا‭ ‬كي‭ ‬تنعم‭ ‬بالحماية،‭ ‬ومن‭ ‬جانبي‭ ‬أتعهد‭ ‬بأن‭ ‬أصدر‭ ‬إلى‭ ‬بلاد‭ ‬الخواجات‭ ‬نحو‭ ‬مليون‭ ‬بعوضة‭ ‬سودانية‭ ‬حسنة‭ ‬التغذية‭ ‬يوميا‭ ‬على‭ ‬نفقتي‭ ‬الخاصة،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬خدمة‭ ‬للبشرية‭ ‬لأن‭ ‬الخواجات‭ ‬لن‭ ‬ينتجوا‭ ‬عقارا‭ ‬ناجعا‭ ‬لعلاج‭ ‬الملاريا‭ ‬أو‭ ‬الوقاية‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ينشر‭ ‬البعوض‭ ‬ذلك‭ ‬المرض‭ ‬في‭ ‬بلدانهم،‭ ‬ولحسن‭ ‬الحظ‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الدول‭ ‬المنتجة‭ ‬للذباب‭ ‬وبإمكانها‭ ‬تفادي‭ ‬تهمة‭ ‬ممارسة‭ ‬الإرهاب‭ ‬البيئي‭ ‬بقتل‭ ‬الذباب،‭ ‬بتصدير‭ ‬الفائض‭ ‬منه‭ - ‬ويقدر‭ ‬بنحو‭ ‬مليار‭ ‬تريليون‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ - ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا،‭ ‬فمتوسط‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الذباب‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬نحو‭ ‬837‭ ‬ألف‭ ‬ذبابة‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬للأنانية‭ ‬والتكويش،‭ ‬ومن‭ ‬الخير‭ ‬لنا‭ ‬وللذباب‭ ‬أن‭ ‬نهديه‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الأطلسية‭ ‬كي‭ ‬ينعم‭ ‬بالحماية‭ ‬هناك،‭ ‬بل‭ ‬أقترح‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬أن‭ ‬تهدي‭ ‬أوروبا‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬الكبسة‭ ‬والذي‭ ‬يبلغ‭ ‬يوميا‭ ‬نحو‭ ‬خمسين‭ ‬طنا‭ ‬لتعيش‭ ‬عليها‭ ‬الحشرات‭ ‬هناك‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الإلقاء‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭! ‬وإذا‭ ‬دخلنا‭ ‬مجال‭ ‬تصدير‭ ‬الحشرات،‭ ‬فإننا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سنسجل‭ ‬تفوقا‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا