عالم يتغير
فوزية رشيد
الهدف ليس غزة والضفة فقط!
{ في الوقت الذي تبقى الحالة كما هي في قطاع غزة ويتساقط الضحايا كل يوم في حرب الإبادة وتفشل مساعي التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء جرائم الحرب المتفاقمة بسبب أحلام أو أوهام نتنياهو في تهجير الفلسطينيين من غزة بقوة الإبادة! فإن أوهامه انتقلت هذه المرة بكل ثقلها إلى الضفة الغربية بعد أن استقرت المعادلة في غزة على حرب الاستنزاف بينه وبين المقاومة في ظل استمرار الإبادة الجماعية! نتنياهو يدرك أن الهزيمة تلاحقه والاستجواب ينتظره والأوهام التي تملأ رأسه بالنبوءات والخرافات حول إسرائيل اليهودية تتبخر مع استمرار المقاومة! ولذلك فإن نقل المعركة إلى الضفة ودعم هيجان المستوطنين المسلحين والتمترس خلف مرضى التطرف مثل بن غفير وسموريتش وأوهامهم الأسطورية هو المخرج بالنسبة إليه! وهو ما سيقرب زمن تجسيد الخرافة في عقله حول التوسع الصهيوني، ليس في كامل الأرض الفلسطينية فقط وإنما في بقية من جغرافيا عربية بحسب الأوهام التلمودية والتوراتية الملفقة!
{ ولأن معركة المصير الفلسطيني انفتحت كل أبوابها مع الإبادة في غزة ونقل المعركة إلى الضفة فإن مصير العديد من دول المنطقة وتحديدا جغرافيتها الواقعة ضمن أساطير توراتية! هي بدورها انفتحت الشهية الصهيونية نحوها لتعود فلسطين باعتبارها معركة المصير للعرب أيضا وتأخذ أبعادها الحقيقية كقضية مركزية أولى وخاصة مع تصاعد التصريحات المتطرفة من قادتها حول بناء كنيس في الأقصى! وحول أن كل أرض تطأها أقدامهم هي لهم! وفي ذلك تجتمع قوى الشر الصهيونية في العالم لدعم تلك المقولات الخرافية المستمدة من التلفيق في التوراة ومن التلمود الموضوع على يد الحاخامات لتوضح تلك القوى أن الكيان الصهيوني هو في حقيقته أكبر قاعدة استعمارية للغرب في المنطقة وفي العالم، والمسيحية الصهيونية التي يعتقد بها قادة في أمريكا والغرب جعلت ترامب يشير مؤخرا إلى أن جغرافية الكيان صغيرة وآن لها أن تتوسع! فهل من وضوح للأهداف الحقيقية ولما يحدث في فلسطين أكثر من هذا؟! وهل من تداخل بين توظيف الدين والسياسة والاستعمار أكثر من هذا؟!
{ في الضفة وتحديدا في جنين وبعد مرور أكثر من أسبوع على نقل المعركة تبدو الشوارع مقفرة ومعظم المحلات التجارية أغلقت أبوابها فيما دوي الانفجار والاشتباكات مستمرة، وحصار البيوت مستمر، وفي كل زاوية قناص صهيوني يستهدف كل شيء يتحرك لتبقى البيوت من دون مؤونة أو خبز أو طعام أو حليب للأطفال! فيما الجرافات الصهيونية تتعمد إلحاق الضرر بالبنية التحتية وأنظمة المياه وسلامة الشوارع! وبالتدريج سيجد العالم نفسه أمام جرائم حرب أخرى واعتقالات عشوائية والموقوفين بالآلاف ويتم قتل أعداد منهم تحت التعذيب وتعريضهم لجرائم اغتصاب!
{ بحسب العقيدة الصهيونية المتفاقمة في تطرفها ووحشيتها فإن كل ما يرتكبه الصهاينة في غزة والضفة هو تنفيذ لأوامر توراتية! فهل لمثل هذا الجنون والإرهاب والتطرف والعنصرية من حدود؟! لا.. في نظرهم كل هذا هي البداية للوصول إلى فلسطين خالية من كل أهلها الفلسطينيين وإعلان يهوديتها! ثم تحقيق حلم التوسع وإسرائيل الكبرى والتمدد نحو دول عربية أخرى! هكذا يفكر نتنياهو وهكذا يفكر المتطرفون الصهاينة باسم الوعد التوراتي الملفق فيما يحدث وفيما يجب أن يحدث تمهيدا لحكم العالم بعد تسليم مفاتيح القدس إلى المسيح الدجال! وهذا سنناقشه في مقال آخر وباعترافاتهم!
{ ومن هنا يتضح أن المفاوضات مجرد خدعة حتى وإن نجحت لبعض الوقت فستكون النتيجة هدنة مؤقتة يواصل فيها التطرف الصهيوني بعد ذلك المهمة الموكلة إليه وإلى نتنياهو، باستمرار الإبادة والتهجير! المعادلة كما يطرحها الصهاينة تبدو معادلة وجودية لتحقيق الأطماع التوسعية! وهي مصيرية لأهل فلسطين التي تدور فيها المعركة الحقيقية على أيديهم، ويبدو أن غالبية العرب لا يدركون ما يحدث في هذه المرحلة وربما إدراكهم سيتوسع حين تصل نيران النبوءة والخرافة إلى جغرافيتهم!
{ طالما بقيت هذه العقلية التوراتية الملفقة حول أنهم الأسياد وباقي شعوب العالم عبيد لهم! وبقيت معها أسس الحملة الاستعمارية الكبرى لتوسيع جغرافية الكيان الصهيوني فإن لا أمل في السلام في فلسطين أو في المنطقة أو في العالم!
نموذج غزة في الإبادة هو النموذج الراسخ في أذهان الصهاينة المرضى بداء الاحتلال والسيطرة، وبالنسبة إليهم كل ما يقومون به من جرائم حرب، وهو ما يجب أن يكون! وفي ذلك فلتسقط الإنسانية والأخلاق والقيم والقانون فكل ذلك لا قيمة له طالما أمريكا والغرب يمدونهم بالعون والدعم المطلق وطالما العرب والمسلحون في غفلتهم وضعفهم! وإذا كانت الاستراتيجية تبدأ بقضم غزة والضفة فإنها لن تتوقف عند ذلك، وذلك بصريح أقوالهم وتصريحاتهم! الشر طاغ والمرحلة القادمة حاسمة للجميع ومصير فلسطين سيحدد مصير العرب كلهم!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك