العدد : ١٦٩٧٦ - السبت ١٤ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٦ - السبت ١٤ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

عبدالرحمن جمشير.. مواقف مشهودة

الحضور‭ ‬الغفير‭ ‬والحاشد‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬جنازة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬السيد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬محمد‭ ‬جمشير‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬المحرق‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭.. ‬يمثل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الوفاء‭ ‬والتقدير‭ ‬لرجل‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وممن‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬وإعداد‭ ‬مشروع‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وترك‭ ‬أثرا‭ ‬عميقا‭ ‬في‭ ‬أسرته‭ ‬وبين‭ ‬أصدقائه،‭ ‬ودوّن‭ ‬اسمه‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬العام،‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬السياسي‭ ‬والبرلماني،‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭. ‬

رجل‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬المحنك،‭ ‬بدأ‭ ‬مشوار‭ ‬حياته‭ ‬ومسيرته‭ ‬العملية،‭ ‬كموظف‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة،‭ ‬ثم‭ ‬تدرج‭ ‬وتنقل‭ ‬وصعد‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬والمسؤوليات،‭ ‬لكفاءته‭ ‬وخبرته،‭ ‬وتميزه‭ ‬وإخلاصه،‭ ‬واجتهاده‭ ‬وكفاحه،‭ ‬وأصبح‭ ‬قامة‭ ‬اقتصادية،‭ ‬ومن‭ ‬النخب‭ ‬السياسية،‭ ‬ومن‭ ‬رجالات‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والخيري‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

كثيرا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يوصيني‭ ‬بالكتابة‭ ‬عن‭ ‬الشؤون‭ ‬المحلية‭ ‬الوطنية،‭ ‬والتركيز‭ ‬عليها،‭ ‬إيمانا‭ ‬منه‭ ‬بأن‭ ‬الوطن‭ ‬يمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬الإصلاح،‭ ‬وأن‭ ‬سعة‭ ‬الصدر‭ ‬والتقبل‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬والمسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا،‭ ‬وأن‭ ‬الوطن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬ينتقد‭ ‬بأمانة‭ ‬ومسؤولية‭.‬

في‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬كتبت‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬إنسانية‭ ‬ونشرتها‭ ‬في‭ ‬مقالي،‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬اتصال‭ ‬تلقيته‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬المرحوم‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬جمشير،‭ ‬وأبدى‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬المساعدة‭ ‬والسعي‭ ‬الكريم‭ ‬لمعالجة‭ ‬الموضوع‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭.. ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخصلة‭ ‬الكريمة‭ ‬متوارثة‭ ‬في‭ ‬العائلة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬شقيقه‭ ‬المرحوم‭ ‬جاسم‭ ‬وشقيقه‭ ‬المرحوم‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬مثله،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الأخ‭ ‬عارف‭ ‬صالح‭ ‬جمشير،‭ ‬وعموم‭ ‬عائلة‭ ‬جمشير‭ ‬الكرام،‭ ‬في‭ ‬حبهم‭ ‬للخير‭ ‬والعطاء‭ ‬والبر‭ ‬والإحسان‭.‬

من‭ ‬واجب‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬أن‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الرجل،‭ ‬حياته‭ ‬ومشواره،‭ ‬وكيف‭ ‬سيتم‭ ‬تأبين‭ ‬سيرته‭ ‬ومسيرته‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬ونادي‭ ‬الخريجين‭ ‬وغرفة‭ ‬التجارة‭ ‬وجمعية‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تأسيسها‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬وإنجازاتها‭ ‬ونجاحاتها‭.‬

في‭ ‬حوار‭ ‬صحفي‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬قال‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭: ‬أنا‭ ‬أدعو‭ ‬إلى‭ ‬التفاؤل،‭ ‬وأنا‭ ‬واثق‭ ‬بأن‭ ‬الأمور‭ ‬تسير‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭.. ‬فالتطوير‭ ‬والتغيير‭ ‬موجود،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬سنن‭ ‬الحياة،‭ ‬وجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬يريد‭ ‬الأفضل‭ ‬دائما‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ونحن‭ ‬نقف‭ ‬مع‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬خطوات‭ ‬تطوير‭ ‬التجربة‭ ‬البرلمانية‭.. ‬وأن‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬هو‭ ‬الوعاء‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬والمعرفة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يضم‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬مجال‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬عضوية‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬فيمكن‭ ‬أن‭ ‬يغطيها‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬فالديمقراطية‭ ‬تتطلب‭ ‬احترام‭ ‬الأقليات‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬تعيين‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬عندما‭ ‬لم‭ ‬يحالفها‭ ‬الحظ‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002‭.‬

وفي‭ ‬ديسمبر‭ ‬2018‭ ‬حينما‭ ‬ترأس‭ ‬المرحوم‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬جمشير‭ ‬الجلسة‭ ‬الإجرائية‭ ‬الأولى‭ ‬للبرلمان‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬بالعاصمة‭ ‬المصرية‭ ‬القاهرة،‭ ‬بصفة‭ ‬الأكبر‭ ‬سنا،‭ ‬ويعد‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬البرلمان‭ ‬العربي،‭ ‬نال‭ ‬إشادة‭ ‬وتقدير‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجلسة،‭ ‬لأنه‭ ‬أدارها‭ ‬بكل‭ ‬حكمة‭ ‬وخبرة‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬مواقف‭ ‬مخلصة‭ ‬ومشهودة،‭ ‬ووجوده‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المنصب‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬مع‭ ‬زملائه‭ ‬الكرام،‭ ‬لم‭ ‬يمنعه‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬دوره‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬والاقتراح،‭ ‬وإبداء‭ ‬الملاحظات،‭ ‬وتقديم‭ ‬المداخلات‭ ‬في‭ ‬الجلسات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعكس‭ ‬الخبرة‭ ‬والدراية‭ ‬بتفاصيل‭ ‬وبواطن‭ ‬الأمور،‭ ‬بجانب‭ ‬توجيه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬جمشير،‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬وألهم‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬وأصدقاءه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا