العدد : ١٧٠٠١ - الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٦ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٠١ - الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٦ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

نعيب زماننا!

} نعيب‭ ‬زماننا‭ ‬والعيبُ‭ ‬فينا،‭ ‬وما‭ ‬لزماننا‭ ‬عيبٌ‭ ‬سوانا؛‭ ‬هذا‭ ‬القول‭ ‬للإمام‭ ‬الشافعي،‭ ‬وهو‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬وضعنا‭ ‬الكروي‭ ‬اليوم‭ ‬واخصُّ‭ ‬به‭ ‬الأندية‭ ‬التي‭ ‬تتباكى‭ ‬على‭ ‬وضعها‭ ‬المالي‭ ‬وتغرق‭ ‬في‭ ‬الديون؛‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تقوم‭ ‬باستقطابات‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬بحاجة‭ ‬اصلا‭ ‬إليهم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬اللاعب‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يمكنه‭ ‬ان‭ ‬يأخذ‭ ‬مكانه‭ ‬متى‭ ‬أُعطي‭ ‬الثقة‭.‬

 

} الصياحُ‭ ‬والنياحُ‭ ‬هو‭ ‬ناتج‭ ‬لفعل‭ ‬اداريين‭ ‬غير‭ ‬مهيئين‭ ‬اصلا‭ ‬لإدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الكرة،‭ ‬ولا‭ ‬قيادتها‭ ‬نحو‭ ‬الاحتراف‭ ‬الشكلي؛‭ ‬ولذا‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬تقودها‭ ‬نحو‭ ‬الاحتراف‭ ‬الفعلي‭ ‬الذي‭ ‬نحتاج‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬دول‭ ‬مجاورة؛‭ ‬فالاستثمار‭ ‬النادوي‭ ‬ضعيف‭ ‬والدعم‭ ‬الرسمي‭ ‬قليل،‭ ‬وفي‭ ‬تناقص‭!‬

 

} ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فالأندية‭ ‬وهي‭ ‬تفتقد‭ ‬الخطط‭ ‬المالية‭ ‬السنوية‭ ‬المبرمجة؛‭ ‬لا‭ (‬تمدّ‭ ‬لحافها‭ ‬على‭ ‬قدها‭) ‬بل‭ ‬هي‭ ‬دوما‭ (‬مع‭ ‬الخيل‭ ‬يا‭ ‬شقراء‭)‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هي‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تأجيل‭ ‬طموحاتها‭ ‬قليلا؛‭ ‬حتى‭ ‬تتمكّن‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬قواعدها‭ ‬المالية‭ ‬والفنية،‭ ‬فتظلُّ‭ ‬كالناعورة‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬لا‭ ‬تتغيّر،‭ ‬فتشكو‭ ‬همّها‭ ‬للدولة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬أولويات‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬اهم‭.‬

 

} والمعايير‭ ‬المُقرّة‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬الكرة‭ ‬لتسجيل‭ ‬اللاعبين‭ ‬غير‭ ‬ملزمة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاندية‭ ‬غير‭ ‬ملزمة‭ ‬نفسها‭ ‬بتعاقدات‭ (‬محليّة‭ ‬أو‭ ‬خارجيّة‭) ‬تفوق‭ ‬وضعها‭ ‬المالي؛‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬لن‭ ‬يُعوضها‭ ‬فوز‭ ‬بجائزة‭ ‬محلية،‭ ‬فهي‭ ‬على‭ ‬الأكثر‭ ‬لن‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬المائة‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬مصروفات‭ ‬هذه‭ ‬الأندية‭ (‬بأغلبها‭) ‬تفوق‭ ‬المائتي‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الواحد‭!‬

 

} ومع‭ ‬هذا‭ ‬التباكي‭ ‬المالي؛‭ ‬فهي‭ ‬تتضارب‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬على‭ ‬خطف‭ ‬اللاعبين‭ ‬وبأرقام‭ (‬فلكية‭) ‬بالنسبة‭ ‬إليها،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ (‬يُندر‭) ‬وجود‭ ‬الداعمين‭ ‬لتغطية‭ (‬الجشع‭) ‬في‭ ‬تعاقدات‭ ‬لا‭ ‬تُحقق‭ ‬المستويات‭ ‬الفنيّة‭ ‬ولا‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوة؛‭ ‬وبالذات‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬التسابق‭ ‬غير‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬أُسس‭ ‬منطقية،‭ ‬فمثلا‭ (‬زيدٌ‭) ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬الجيدين‭ ‬في‭ ‬ناد‭(‬A‭) ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يوفق‭ ‬في‭ ‬ناد‭ (‬B‭)!‬

 

} أخيرا‭ ‬سنظل‭ ‬ندور‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ (‬مفرغة‭) ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكُن‭ ‬لدينا‭ ‬كأندية‭ ‬حلول‭ (‬ناجعة‭) ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬دراسات‭ ‬واقعية‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الأندية‭ ‬نفسها‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬واقعها‭ (‬المرير‭)‬؛‭ ‬بل‭ ‬إننا‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ (‬قمة‭ ‬الرياضة‭) ‬المقبلة‭ ‬تُحاكي‭ ‬هذه‭ ‬الوضعية‭ ‬النادوية؛‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬أوراق‭ ‬واقعية‭ ‬وليس‭ ‬دراسات‭ ‬تُحاكي‭ ‬مستقبلا‭ ‬غامضا،‭ ‬يصعب‭ ‬تطبيقها‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ (‬المُعاش‭).‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا