العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

محاولات بائسة لإنهاء القضية الفلسطينية !

‭ ‬{ جاء‭ ‬اغتيال‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحركة‭ ‬حماس‭ ‬‮»‬إسماعيل‭ ‬هنية‮«‬‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬بعد‭ ‬وضعه‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الاستهدافات‭ ‬التي‭ ‬حددتها‭ ‬حكومة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بعد‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬ليضع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬إعلامي‭ ‬وسياسي‭ ‬كبير،‭ ‬بما‭ ‬تم‭ ‬اعتباره‭ (‬فشلاً‭ ‬أمنيا‭) ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬اختراق‭ ‬أمني‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬حياة‭ ‬‮«‬هنية‮»‬‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬وضعه‭ ‬فيه‭ ‬كضيف‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬الحرس‭ ‬الثوري‮»‬‭ ‬والمكان‭ ‬تابع‭ ‬له‭! ‬وتضارب‭ ‬التصريحات‭ ‬حول‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬استهداف‭ ‬بقذيفة‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬أو‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬عبوة‭ ‬ناسفة‭ ‬داخل‭ ‬غرفة‭ ‬‮«‬هنية‮»‬‭ ‬فكلا‭ ‬الأمرين‭ ‬يدلان‭ ‬على‭ ‬فشل‭ ‬ومأزق‭ ‬أمني‭ ‬كبير،‭ ‬يلفهما‭ ‬الغموض‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حادث‭ ‬انفجار‭ ‬طائرة‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬‮»‬رئيسي‮«‬‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ !‬

‭ ‬{ الحدث‭ ‬مجرد‭ ‬صفحة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬استهداف‭ ‬القادة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المؤثرين،‭ ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬الى‭ ‬أي‭ ‬فصيل‭ ‬أو‭ ‬إيديولوجيا‭ ‬ينتمون،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬أو‭ ‬حماس‭ ‬أو‭ ‬الشعبية‭ ‬أو‭ ‬الديمقراطية‭.. ‬إلخ،‭ ‬مثلما‭ ‬يحوي‭ ‬كتاب‭ ‬الاغتيالات‭ ‬صفحات‭ ‬وافرة‭ ‬لاغتيال‭ ‬كتاب‭ ‬وصحفيين‭ ‬ومفكرين‭ ‬وفنانين‭ ‬فلسطينيين‭! ‬حيث‭ ‬تتكاثر‭ ‬الأسماء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬سياسي‭ ‬أو‭ ‬فكري‭ ‬أو‭ ‬فني،‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬حراك‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المصرّ‭ ‬على‭ ‬تحرير‭ ‬أرضه‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬النكبة‭! ‬فاعتمد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬التجمعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬العسكرية‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬ألهاجاناه‮»‬‭ ‬وتنظيمات‭ ‬إرهابية‭ ‬أخرى‭ ‬تحولت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬مستمرة‭ ‬لحكومة‭ ‬الكيان‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭ ‬المتلاحقة‭ ‬منذ‭ ‬نشوئه‭! ‬لتتوازى‭ ‬حروب‭ ‬الإبادة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬واستهداف‭ ‬قادته،‭ ‬فتتداخل‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬التظهير‭ ‬العرقي‭ ‬والعنصري‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬مع‭ ‬استهداف‭ ‬‮«‬القيادات‮»‬‭ ‬باعتقاد‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الاغتيالات‭ ‬مدخل‭ ‬مهم‭ ‬لإنهاء‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وإن‭ ‬على‭ ‬مراحل،‭ ‬وبأساليب‭ ‬تداخلت‭ ‬فيها‭ ‬الوحشية‭ ‬والفاشية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الاحتلالات‭ ‬الاستعمارية‭ !‬

{ هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الغاصب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعيش‭ ‬صدمة‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تطويع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أو‭ ‬القضاء‭ ‬عليه،‭ ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬إرادة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تذهل‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬الكيان‭ ‬من‭ ‬إبادة‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬تساوى‭ ‬فيها‭ ‬البشر‭ ‬والحجر‭! ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الغاصب،‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬اغتيال‭ ‬قادته،‭ ‬يأتي‭ ‬قادة‭ ‬من‭ ‬داخله‭ ‬أكثر‭ ‬إصراراً‭ ‬وعزماً‭ ‬على‭ ‬تحرير‭ ‬أرضه‭ ‬ومقدساته،‭ ‬ويبتكر‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أساليب‭ ‬مقاومته‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الابتلاءات‭ ‬والكوارث‭ ‬التي‭ ‬ينزلها‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬حياته،‭ ‬التي‭ ‬امتلأت‭ ‬بالفقد‭ ‬وتم‭ ‬شطب‭ ‬عوائل‭ ‬بأكملها‭ ‬من‭ ‬السجل‭ ‬المدني،‭ ‬مثلما‭ ‬مورس‭ ‬ضده‭ ‬التجويع‭ ‬والإمراض‭ ‬المتعمد‭ ‬أو‭ ‬الناتج‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬القاسية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التدمير‭ ‬الشامل‭! ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التعذيب‭ ‬الوحشي‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬والممنهج‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال‭! ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬وعبر‭ ‬وحشية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تاريخياً‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬الشعب،‭ ‬ورغم‭ ‬تخلي‭ ‬أو‭ ‬تقاعس‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬عن‭ ‬نصرته،‭ ‬فإنه‭ ‬يواجه‭ ‬وحده‭ ‬وبإرادة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬أيضاً‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬العسكرية‭ ‬والنفسية‭ ‬مثلما‭ ‬يواجه‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعماري‭ ‬الداعم‭ ‬للكيان‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭! ‬

{‭ ‬مهما‭ ‬فعل‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬والغرب‭ ‬الداعم‭ ‬له،‭ ‬فإن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لايزال‭ ‬مستمراً‭ ‬في‭ ‬نضاله،‭ ‬وسيبقى‭ ‬كذلك،‭ ‬فهو‭ ‬شعب‭ ‬الرباط،‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬إيمانه‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬كأقوى‭ ‬سلاح،‭ ‬سواء‭ ‬الإيمان‭ ‬بالله‭ ‬أو‭ ‬الإيمان‭ ‬بعدالة‭ ‬قضيته‭ ‬وتحرير‭ ‬مقدساته‭! ‬اغتالوا‭ ‬‮«‬ياسر‭ ‬عرفات‮»‬‭ ‬و«أبو‭ ‬إياد‮»‬‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬فتح‭ ‬وغيرهما‭ ‬كثير،‭ ‬مثلما‭ ‬اغتالوا،‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬ياسين‮»‬‭ ‬و«الرنتيسي‮»‬‭ ‬واليوم‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬وغيرهم‭ ‬كثير‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬الحركات‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ليتضح‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬لا‭ ‬يحارب‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬وحدها‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬يحارب‭ ‬أي‭ ‬قيادة‭ ‬مهمة‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب،‭ ‬وتتساوى‭ ‬في‭ ‬نظره‭ ‬كل‭ ‬الانتماءات‭ ‬والإيديولوجيات‭! ‬مثلما‭ ‬تتساوى‭ ‬عنده‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الرجال‭ ‬والأطفال‭ ‬والنساء‭!‬

{ الهدف‭ ‬هو‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬المقاومة‭ ‬سواء‭ ‬بالحجر‭ ‬أو‭ ‬بالكلاشينكوف،‭ ‬أو‭ ‬المقاومة‭ ‬بالفن‭ ‬والفكر‭ ‬والكتابة‭ ‬ورسوم‭ ‬الكاريكاتير‭ ‬أو‭ ‬بالشعر‭ ‬أو‭ ‬الصحافة‭ ‬أو‭ ‬الإعلام‭! ‬فهو‭ ‬يقتل‭ ‬كل‭ ‬طائر‭ ‬فلسطيني‭ ‬يغرد‭ ‬للحرية‭ ‬ولتحرير‭ ‬أرضه،‭ ‬أينما‭ ‬كان‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬فلسطين‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭! ‬إنه‭ ‬يريد‭ ‬يوماً‭ ‬أن‭ ‬يصحو‭ ‬فلا‭ ‬يجد‭ ‬أي‭ ‬فلسطيني،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬أنه‭ ‬سيصحو‭ ‬يوماً‭ ‬فلا‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية،‭ ‬وما‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬بعسير‭!‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬شهداء‭ ‬فلسطين‭ ‬الذين‭ ‬يناضلون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قضيتهم‭ ‬العادلة،‭ ‬ويدفعون‭ ‬أكثر‭ ‬الأثمان‭ ‬الباهظة،‭ ‬بأرواحهم‭ ‬وأولادهم‭ ‬وبيوتهم‭ ‬وحياتهم،‭ ‬وينجبون‭ ‬ليكون‭ ‬أغلبهم‭ ‬مشاريع‭ ‬شهادة‭! ‬هؤلاء‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬هزيمتهم‭ ‬مهما‭ ‬فعل‭ ‬الكيان‭ ‬الغاضب،‭ ‬ومهما‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬وحشية‭ ‬وقتل‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا