عالم يتغير
فوزية رشيد
أكبر أزمة تقنية وهل ستكون الأخيرة؟!
{ يوم الجمعة الماضي كان العالم على موعد مع أكبر أزمة تقنية حدثت حتى الآن، ربما تم اعتبارها تاريخية! وهو ما أدى إلى فوضى واضطراب في أنظمة التشغيل الإلكترونية في الطيران ورحلات الطيران عبر العالم، وفي المستشفيات وأسواق المال والشركات والبورصة بل وتوقف بث بعض القنوات التلفزيونية، وحيث قال «جورج كورتز» الرئيس التنفيذي لشركة كراود سترايك» للأمن السيبراني إن «عطلاً تقنيا أصاب صباح الجمعة 19 يوليو جميع شركات الطيران والقطارات والبورصة، بسبب تحديث جديد في أجهزة (مايكروسوفت) الأساسية، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن»! ثم تم التوضيح أنه ليس هجوما أمنيا أو سيبرانيا!
{ هذا الحدث الذي أصاب أجهزة التشغيل الإلكترونية، يوجه إنذارًا إلى كل دول العالم، خاصة تلك التي أصبحت تعتمد اعتمادًا كليا على التقنيات الإلكترونية والحكومات الإلكترونية المنساقة وراء المزيد والمزيد من تلك التقنيات في حفظ المعلومات كافة! لنتساءل: ماذا لو حدث خطأ عالمي من المصدر السيبراني مرة أخرى وبشكل أكبر؟! ماذا لو حدث هجوم أمني أو سيبراني، وعلى إثره تعطلت أجهزة الطيران ورحلاتها، وتعطلت التقنيات الكهربائية والمستشفيات، وتضررت المعلومات المخزنة، وتعطلت حركة التعاملات المالية في البنوك وفي البورصة... إلخ، ماذا سيحدث حينها؟!
{ إن أي انقطاع عالمي كبير من (المصدر المتحكم) ببرامجه الرقمية والسيبرانية أو السحابية والإلكترونية، وحيث كل القطاعات الحساسة معتمدة عليها، يعني إشاعة حالة من الفوضى في العالم كله! بسبب انقطاع تكنولوجيا المعلومات!
في أزمة الجمعة الماضية حدث ذلك! وحدث أن مسافرين عبر مطارات بالشرق الأوسط تأخرت رحلاتهم، واضطربت حركة الطيران في كثير من بلدان العالم، بل وتعطل تداول المال والنفط! وتوقف عدد من موانئ العالم!
هذه المرة كان العطل ناجما عن خلل في أجهزة تعمل (بنظام ويندوز وكراود سترايك فالكون) واعتبره خبراء تقنيون دوليون أنه (العطل التقني الأكبر بالتاريخ وستترتب عليه خسائر قياسية)! بل إن مطارات في العالم عادت إلى كتابة توجيهاتها للمسافرين بخط اليد!
وكانت الأزمة في تأثيراتها الكبرى هذه المرة على أمريكا وأستراليا وبعض دول أوروبا، بسبب الانقطاع العالمي للإنترنت! ولكن مرة أخرى نسأل: ماذا لو حدث في المرة القادمة وبشكل مقصود هجوم سيبراني أو أمني، لتتعطل كل المصالح العالمية القائمة على مصادر البرامج السيبرانية أو الإلكترونية التي توجد في الخارج؟!
{ هناك بعض المتابعين أشار إلى أن ما حصل هو أمر مفتعل أو بروفة كبرى! وموجودة في أجندة العقول الشيطانية المتربصة بالعالم، وهو تمهيد لتعطيل الإنترنت والطيران والبنوك والأنظمة وانهيار الاقتصاد العالمي وغيرها لاحقًا تمهيدا لخروج المسيخ الدجال، بحسب معتقد تلك العقول! المسيخ الذي لن يخرج إلا في ظل فوضى عالمية كبرى ودمار كبير!
والانهيار الاقتصادي لدول العالم وشركاتها وبورصاتها وبنوكها وطيرانها وكل مؤسساتها الاقتصادية والصحية هو جزء من تلك الفوضى! وأن الحدث القادم على المستوى التقني سيكون أكبر بكثير مما حدث الجمعة الماضية! قد يعتبر البعض هذا الكلام الذي يتوقعه هؤلاء إسرافا في نظرية المؤامرة، ولكن مخططات العقول الشيطانية، التي أدارت العالم في فترة أزمة كورونا، أوقفت العالم على قدميه بالفعل، لتتزايد بعد ذلك اعترافات شركات الأدوية واللقاح بالمخاطر الصحية منها! وتمت مقاضاتها إثر ذلك! وإذا كان الانهيار اليوم جزئيًا بسبب تعطل الإنترنت عدة ساعات، فكيف سيكون شكل الانهيار لو استمر العطل أيامًا أو أسابيع أو أكثر لأي سبب كان؟!
{ أثناء الأزمة التقنية قيل إن أقل المتضررين أو الذين لم يتضرروا كانت الصين وروسيا، لأنهما تمتلكان تقنيات وبرمجيات خاصة بهما في الفضاء السيبراني أو الإلكتروني، غير تلك التي مصدرها الولايات المتحدة أو الغرب!
بالنسبة لي كنت دائمًا أتوجس من الاعتماد الكلي على الحكومات الإلكترونية وإدارة كل شيء عبر شركات الإنترنت، التي تكون مصادر تشغيلها من الخارج، وخاصة من الغرب! خاصة (دون حفظ المعلومات محليا وخارج نطاق مصادر الإنترنت العالمي) التي إن تعرضت لأي اختراق أمني أو هجوم سيبراني، تضررت الدول بشكل كبير!
والسؤال: لماذا لا تفكر حكوماتنا الخليجية خاصة وهي التي تمتلك الإمكانيات، بنظام سيبراني خاص بها وتمتلك مصدره وتتحكم هي فيه كما فعلت وتفعل الصين وروسيا؟!
الأزمات التقنية السيبرانية محتملة بقوة خاصة في ظل أن مصادر الإنترنت تتحكم فيها عقول أقل ما يقال فيها إنها لا تسعى لخير العالم والبشرية!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك