زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
يحثون الزوجات على الشجار
علمونا في الجامعة كي نستسيغ الكثير من ألوان الشعر الإنجليزي، وفي سياق ذلك اطلعت على أشعار مبدعين ذوي قامات شعرية فارعة، تناولوا أمور الحب والطبيعة والعلاقات الإنسانية، ولكنني لم ألمس في الشعر الإنجليزي ما نسميه نحن بشعر الحِكمة، بينما في الشعر العربي تجد قصائد كاملة مكرسة للحكمة، ومن أبيات الشعر العربي التي أعلقها حلقة في أذني، وقلادة في عنقي:
ترى الرجل النحيف فتزدريه/ وفي أثوابه أسد هصور
ويعجبك الطرير (ممتلئ الجسم) إذا تراه؟ فيُخلِف ظنك الرجل الطرير! (يفشِّلك أي يخيب ظنك فيه).
يعني لا تحكم على الناس بالمظاهر، ولا تستخف بمن يبدو لك هزيلا ومسكينا، ولا تحسن الظن بكل من تراه منفوشا ومنفوخا! تعلمت ذلك الدرس بعد مواقف كثيرة ظلمت فيها أشخاصا بإطلاق أحكام متعجلة عليهم، وبعد ان وقعت في حرج بالغ خلال عملي في الصحافة، فقد كنت مغرما بوكالات الأنباء الكبرى: أسوشيتد برس ورويترز ووكالة الصحافة الفرنسية، وخلال عملي في صحيفة كبرى، كانت تتلقى خدمات نحو عشر وكالات أنباء، كنت أتجاهل الوكالات العربية بقلب جامد لعلمي بأن أيًّا منها لن تسجل سبقا يذكر، ولكنني كنت ايضا أتجاهل وكالات عالمية أقل شهرة منها يونايتد برس التي انفردت ذات يوم بخبر مهم، نشرته كل الصحف (إلا صحيفتي طبعا)، وكنت يومها الصحفي «السهران» أي المناوب ليلا وبالتالي المكلف برصد تطورات ومستجدات الأوضاع، كي لا يفوت الصحيفة خبر مهم، المهم أنني طنشت تلك الوكالة، و«عينك ما تشوف إلا النور»، فقد اشبعني رئيس التحرير قدحا وردحا، وطلبت منه ان يركب أعلى ما في خيله، ففعل وانطلق به الى قسم الرواتب وخصم مني راتب ثلاثة أيام، سببت ثقبا في أوزون ميزانيتي مازلت أعاني منه. وحدث أمر مشابه مع الوكالة الألمانية دي بي إيه (دويتش بريس إيجنسي) التي اكتشفت أنها تنفرد بتقارير ذكية عن العالم العربي.
دعك من كل هذا وتوجه الى زوجتك وطربق الدنيا على دماغها! لا تقل لي إنها وديعة وطيبة. طاوعني: افتعل أي مشكلة واصرخ في وجهها حتى تفقد أعصابها وترد لك الصاع أربعة. بل احرص على شعللة الأمور مع زوجتك إذا كنت تحبها وتتمنى لها العافية! فقد نقلت وكالة الانباء الالمانية عن موقع بي بي سي أونلاين ملخص تقرير لجمعية القلب الأمريكية يقول ان الزوجات اللواتي يدخلن في منازعات مع أزواجهن، يحمين أنفسهن من أمراض القلب، بعكس الزوجات الكتومات اللواتي يلزمن الصمت كلما اعتورت العلاقات الزوجية مشكلة! بعبارة أخرى على المرأة التي تريد أن تحافظ على صحة قلبها وحسن أدائه، أن تبادر الى الدخول في مشاحنات مع الزوج (بس تتأكد أولا من أنه ليس من النوع الذي يستخدم أسلحة الدمار الشامل العائلية مثل العقال والحزام والحذاء وطفاية السجائر والصحون لحسم النزاعات). يعني على المرأة - على ذمة الخواجات - ان تتشاجر مع زوجها أكبر عدد ممكن من المرات، وعندما تصل الأمور الى تفنيشها ودخول الوساطات لإصلاح ذات البين تقول للوسطاء: والله هو راجل زين، وما فيه عيب.. وأنا شتمته ولعنت خاشه منشان صحتي.. الأمريكان قالوا الهواش والمشاكل مع الزوج تخلي القلب سليم.. يعني لازم أوجع قلبه منشان قلبي يصير سليم... عندنا «صوموا تصحوا» والصوم يكون أيضا من الرفث وسقط الكلام والمشاحنات، ولكن الأمريكان يقولون ان الشجار يجلب العافية!!!
هناك أمر آخر قالته جمعية القلب الأمريكية: النساء العاملات أقل عرضة لأمراض القلب، ولكن ليس مقارنة بالنساء غير العاملات ولكن بالباحثات عن العمل. يعني خير لك ان تلزمي البيت ولا تفكري في البحث عن عمل طالما ان فرصتك في الحصول على وظيفة غير مضمونة.. بعبارة أخرى: لا تقولي «أنا مؤهلة وعندي خبرة ولازم أحصِّل وظيفة» بل «انطمي»، واجلسي في البيت إذا لم تكن عندك واسطة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك