زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
كيف نجوت من الخلع
قبل أعوام، نشرت صحيفة «المصري اليوم» حكاية مهندسة بترول، طلبت الطلاق بعد شهر واحد من الزواج، وكانت هذه السيدة قد جلست مصادفة خلال رحلة جوية جوار رجل اتضح أنه مهندس، فكانت نظرة فهمسة فلمسة، وبعدها بأسبوع حدث الزواج. الحب «في طيارة» لا يختلف كثيرا عن الحب عبر فيسبوك، بل إن الحب من خلال فيسبوك يستغرق عادة شهورا وربما سنوات، وعندما ينتهي حب كهذا بالزواج، ينتهي الزواج في معظم الأحوال بالفراق، وهكذا تكون عادة نهاية الحب الترانزيت. يا جماعة أحيانا يتزوج طرفان بعد تعارف ولقاءات متكررة وتزكيات من الأقارب والأصدقاء ثم يتضح أن أحد الطرفين أو كليهما كان يجيد «التمثيل»، ويظهر على حقيقته بعد الزواج، فما بالك بزواج ينجم عن سوالف وأنس داخل طائرة ثم تتواصل السوالف عبر التلفون وبعد سبعة أيام يقرر المتسولفان الزواج، وما بالك بزواج ينجم عن علاقة الكترونية عبر الإنترنت، (لو رأيت صورتي في صفحتي في فيسبوك، لحسبت أنني ملك جمال إفريقيا). المهم في المغازلة عبر الانترنت يرسم كل طرف صورة زاهية لنفسه ويتم تبادل عبارات من نوع: سبحان الله.. أنا وأنت نتفق في الطباع والعادات والمزاج.. ويتم تبادل أرقام الهواتف و: سبحان الله.. صوتك يطابق صورتك.. ثم تأتي مرحلة الاتفاق على لقاء ولو تطلب ذلك الضرب على أكباد الإيرباص أو البوينغ.. وعند اللقاء: يا سلام.. شخصيتك الحقيقية أحلى من شخصيتك الافتراضية (اقرأ العبارات أعلاه وأدناه بصيغتي المذكر والمؤنث).. ثم يقرران التصعيد والحصول على التصديقات والموافقات الرسمية: أنا لقيت شريك الحياة اللي كنت بحلم به، ومش هتنازل عنه أبداً مهما يكون.. أبداً.. «أبدن»، ولكيلا أستمر في هذا السيناريو الافتراضي تعالوا نسمع من مهندسة البترول المصرية لماذا طلبت الطلاق من رجل عشقته من أول كلمة ونظرة؟
يا حضرة القاضي، إحنا متجوزين من شهر، وأحلف لك أن جوزي ما استحماش ولا مرة واحدة من تاريخ الجوازة المهببة د.. قال إيه؟ قال عندي حساسية من الميّه! بالذمة ده اسمه كلام؟ يعني الميه بتعمل له حساسية لما تلمس جلده وما بتعملهاش لما يشربها؟ طنطنت ونقنقت عشان اقنعه يستحم بس مفيش فايدة.. قال لي بصريح العبارة: ديه عادتي.. ما بحبش استحم!! ولما طلبت منه الطلاق، رفض، وأديني قدامك يا سعادة القاضي طالبة الطلاق للضرر الذي أصاب جيوبي الأنفية وسبب لي عسر الهضم! تخيل لما نكون على تربيزة السفرة ويرفع إيده عشان يتناول حاجة.. يييع.. يييخ.. بروح في غيبوبة! ولما اعترف الرجل أمام القاضي بأنه يكره الاستحمام صدر الحكم بالتفريق بينهما.
بعد أن قرأت حكاية السيدة التي اتضح لها أنها تزوجت رجلا من فصيلة التيوس (لو عندك مخ ستستنتج أن الرجل لا يصلي!! أخذا في الاعتبار أن الزوجة لم تذكر في شكواها منه أمراً يتعلق بالحرمان من حقوق الفراش الشرعية!!).. المهم أنني بعد أن قرأت تلك الحكاية حمدت الله على أنني عقدت قراني ثم سافرت إلى لندن لدراسة فنون العمل التلفزيوني من دون أن اصطحب زوجتي معي!! ولو كنت أيها القارئ قد تابعت هذه السلسلة من المقالات، خلال الأيام الماضية فقد تتذكر ما كتبته عن إقامتي في سكن طلابي كانت فيه أماكن الاستحمام بلا أبواب، فمكثت 10 أيام أو أكثر بلا استحمام طلبا للستر الذي هو أهم من النظافة في مثل تلك المواقف! وتخيل حالي لو كانت معي زوجة. فضيحة خلع في محاكم الخواجات!! لا أفهم لماذا يستحم الخواجات وهم عرايا أمام آخرين عرايا؟ غزوا الفضاء واخترعوا كل الضروريات والكماليات، وينفقون التريليونات على الأسلحة لقتل مواطني الدول الغلبانة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالستر وتركيب أبواب للحمامات يقولون: لا بد من ترشيد الإنفاق.
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك