زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عن ميلتون الفحل
يتناول الإعلام الغربي أمر تعدد الزوجات عند المسلمين بمزيج من التندر والاستنكار، ولكنه يغفل حدوث ذلك في مجتمعات إفريقية غير مسلمة، وخلال الأيام القليلة الماضية، تبارت العديد من الصحف لنشر خبر زواج رجل من جنوب أفريقيا بأربع نساء دفعة واحدة، في ليلة واحدة، ومن خلال حفل واحد (الرئيس الجنوب أفريقي السابق، جيكوب زوما متزوج من ثلاثة وكان ولا يزال يذاكر من خلف ظهورهن، أي يقيم علاقات مع نساء خارج مؤسسة الزوجية)، وهناك من الرجال من قرأ الخبر وهتف: محظوظ يا عم .. مين زيك؟ حنا من حقنا مثلك حتى أربع بس يا ويلنا لو فكرنا في الثانية ولو بعد عشرين سنة زواج، أي أن لسان الحال يقول: نفسي في زوجة ثانية وليس ثالثة أو رابعة .. بس ربنا على المفترية! حكى لي صديق سوداني كيف أنه عاد من العمل مجهدا ذات يوم ورفض تناول الغداء واستلقى نائما. ثم فوجئ بعد قليل بزوجته ترجه رجّا وتوقظه. فحسب أن أمرا جللا قد حدث وسألها منزعجا: شنو؟ خيرا إن شاء الله؟ فسألته بدورها: ما سر هذه الابتسامة؟ ابتسامة ماذا يا بنت الماذا؟ قالت له: ارتسمت في وجهك خلال نومك ابتسامة عريضة. من هذه المفعوصة التي تنازلت عن الغداء لتبتسم في وجهها؟ صاح فيها: سيبيني في حالي يا مجنونة واتركيني أواصل النوم. ولكنها قالت متوسلة: لن أزعل بس قل لي لمن كنت تبتسم. فالابتسامة كانت مريبة ولا تكتسي وجه شخص مرهق. هنا أدرك صاحبي أن «مدام كوري» ذات النظائر المشعة، جادة في سؤالها عن سبب ابتسامه وهو نائم فقال لها: حلمت بأنني كنت أمشي على شاطئ النيل ممسكا بيدك وأنت ترتدين فستانا أبيض يهفهف مع النسيم (هنا علت الابتسامة وجه الزوجة)، ولكن الزوج السخيف، سرعان ما مسح الابتسامة من وجهها عندما أضاف: ونحن نمشي في ذلك الجو البديع، فجأة جاءت جرادة وحطت رحلها فوق أنفك فصرختِ، ووقعت في الطين، مما جعلني أضحك وأبتسم. وبدورها صرخت الزوجة: واصل نومتك، إن شاء الله ما تنفعك!
نعم، كان ميلتون مبيهيلي رئيس المجلس المحلي في إنداكا بجنوب أفريقيا محل حسد الكثير من الرجال، بسبب زواجه الجماعي، خاصة وأن جميع صحف العالم تقريبا نشرت خبر زواجه وصوره وهو يقف أمام الكاميرات متوسطا أربع زوجات جديدات «من الوكالة»، ويدلي بتصريحات عن أن قراره بالزواج بأربع في نفس اليوم والساعة والدقيقة، ناجم عن رغبته في تحصين نفسه ضد الفتنة والغواية، بمعنى أنه يريد منع عينه من الزوغان بالزواج بسرب من الحسان، رغم أن تلك الزيجات كلفته مهرا يعادل 21000 دولار أمريكي وفوقها 32 بقرة، كما أنه ذبح ثمانية من الثيران لإطعام ضيوفه (طبعا هذا غير تكاليف البصل والطماطم والرز والخبز والمشروبات)
وبعدها بأسبوع بحثت الصحف عن الفحل ميلتون ولكنه «فص ملح وداب»، لم يجدوا له أثرا .. سألوا الزوجات الأربع عنه فقالت الواحدة تلو الأخرى إنها لم تره منذ أيام.. لا تتعجل وتحسب أن الرجل اكتشف أن الزواج بـ 4 في ليلة واحدة ورطة لا طاقة له بها، وتشكك من ثم في فحولته .. فكل ما هناك هو أن صاحبنا دخل المعمعة مع الشرطة والقضاء بعد أن اكتشف مسؤولو المنطقة أنه أنفق نحو 83 ألف دولار على جنازة حاكم المنطقة الراحل بهوملاني مبونقوز. وهو مبلغ كان يكفي لنقل قلبين وثلاث «كلاوي» ورئتين وكبدين ومصارين طولها كيلومتر للحاكم الراحل خلال فترة مرضه .. يعني ميلتون حول مأتم المحافظ إلى «فرح» شخصي.. يعني قول صرف على الجنازة والهيلمان نحو خمسة آلاف دولار، واستخدم باقي المبلغ المخصص لتشييع جثمان الراحل العزيز، ليسبب عقدة للرجال الذين يرغبون في «التعدد» ويعجزون عن ذلك بسبب العجز المالي أو العجز في الشجاعة
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك