العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

القرار البحريني في مؤتمر سويسرا

‭((‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬امتنعت‭ ‬عن‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬لمؤتمر‭ ‬سويسرا‭ ‬حول‭ ‬أوكرانيا‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭)).. ‬خبر‭ ‬أثار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭.. ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬البحريني‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عنده‭ ‬ونسلط‭ ‬الضوء‭ ‬عليه‭.. ‬وكنت‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تفاصيله،‭ ‬بجانب‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬توضيحه‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الخبر‭ ‬المنشور،‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬ومبررات،‭ ‬عامة‭ ‬وشاملة‭.‬

ووجدت‭ ‬الإجابة‭ ‬الواضحة‭ ‬عن‭ ‬القرار‭ ‬البحريني،‭ ‬في‭ ‬مضامين‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تفضل‭ ‬بها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬خلال‭ ‬الحفل‭ ‬الختامي‭ ‬لملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار،‭ ‬وذلك‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022‭.. ‬حينما‭ ‬أشار‭ ‬جلالته‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬قائلا‭: ((‬تحتم‭ ‬علينا‭ ‬الأوضاع‭ ‬الراهنة،‭ ‬ونحن‭ ‬نعمل،‭ ‬يدًا‭ ‬بيد،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أمل‭ ‬المستقبل‭ ‬المزدهر،‭ ‬بأن‭ ‬نتوافق‭ ‬أولاً‭ ‬على‭ ‬رأي‭ ‬واحد‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وبدء‭ ‬مفاوضات‭ ‬جادة‭ ‬لخير‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬والبحرين‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعداد‭ ‬لتقديم‭ ‬ما‭ ‬يتطلبه‭ ‬هذا‭ ‬المسعى‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭)).‬

إذا،‭ ‬فالقرار‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬سويسرا،‭ ‬جاء‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تمسك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بموقفها‭ ‬الثابت‭ ‬والراسخ،‭ ‬الذي‭ ‬أكده‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬ملتقى‭ ‬الحوار،‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬المناسبات،‭ ‬في‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬السلام،‭ ‬وتغليب‭ ‬الحكمة‭ ‬والحوار‭.. ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬السياسة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الحكيمة،‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الاعتدال‭ ‬والتوازن‭ ‬دائما‭.‬

والقرار‭ ‬البحريني،‭ ‬جاء‭ ‬كذلك‭ -‬كما‭ ‬أشار‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬سابق‭- ‬لدعم‭ ‬الجهود‭ ‬والمبادرات‭ ‬الرامية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الحوار‭ ‬والسبل‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬مصلحة‭ ‬طرفي‭ ‬النزاع،‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬ويجنب‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬تداعياتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

والقرار‭ ‬البحريني،‭ ‬جاء‭ ‬أيضا،‭ ‬تأكيدا‭ ‬وتجديدا‭ ‬لدعوة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تبني‭ ‬المبادرات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بحل‭ ‬الصراعات‭ ‬القائمة،‭ ‬وفق‭ ‬المسؤوليات‭ ‬السياسية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬المشتركة،‭ ‬ومنها‭ ‬عقد‭ ‬اجتماع‭ ‬دولي‭ ‬بينها،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬شروط‭ ‬مسبقة‭.‬

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬استضافته‭ ‬سويسرا‭ -‬وكما‭ ‬أشارت‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬الخليج‭ ‬الإماراتية‮»‬‭ ‬في‭ ‬افتتاحيتها‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭- ‬جاء‭ ‬ببنود‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تحقيقها،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬هدف‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام،‭ ‬مع‭ ‬تغييب‭ ‬روسيا‭ ‬عن‭ ‬المؤتمر،‭ ‬وهي‭ ‬طرف‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭..!! ‬وإن‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬المنخرطة‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬استبعاد‭ ‬أي‭ ‬طرف،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي،‭ ‬يرسم‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬تأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬مواقف‭ ‬الطرفين،‭ ‬ومخاوفهما‭ ‬الأمنية،‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬منطق‭ ‬القوة،‭ ‬أو‭ ‬فرضها،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬خارج‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

الدول‭ ‬‮«‬الممتنعة‮»‬‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬موقفاً‭ ‬يعبّر‭ ‬عن‭ ‬موقفها‭ ‬المحايد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬العالمية‭ ‬بشأن‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬صوت‭ ‬خارج‭ ‬هذا‭ ‬الاصطفاف،‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بدور‭ ‬إيجابي‭ ‬لمصلحة‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬العالميين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المؤتمرات،‭ ‬أو‭ ‬اللقاءات‭ ‬التي‭ ‬تقصي‭ ‬طرفاً‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬الحرب،‭ ‬وتأخذ‭ ‬بوجهة‭ ‬نظر‭ ‬واحدة،‭ ‬لن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حل،‭ ‬بل‭ ‬تشكل‭ ‬عقبة‭ ‬في‭ ‬طريقه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيكون‭ ‬الأخذ‭ ‬بها‭ ‬مغامرة‭ ‬تزيد‭ ‬الأمور‭ ‬تعقيداً‭.‬

لذلك‭ ‬كله‭ ‬ولكثير‭ ‬غيره‭.. ‬فإن‭ ‬القرار‭ ‬البحريني،‭ ‬يؤكد‭ ‬الحرص‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬ومعالجة‭ ‬كافة‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬والمفاوضات‭ ‬الجادة‭ ‬المباشرة،‭ ‬وفق‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تكريس‭ ‬الاستقرار،‭ ‬ودعم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬والنماء‭ ‬والازدهار‭ ‬لشعوب‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬حاضرا‭ ‬ومستقبلا‭.. ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬ثوابت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الحكيمة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا