العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

عيدنا المبارك وفرحة لم تكتمل!

{‭ ‬اليوم‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬المبارك‭. ‬هما‭ ‬عيدان‭: ‬عيد‭ ‬رمضان‭ ‬وعيد‭ ‬الأضحى‭ ‬تخللهما‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الأحداث‭ ‬الكارثية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬أخوة‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬والعروبة‭ ‬يتعرضون‭ ‬لكل‭ ‬تلك‭ ‬المآسي‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬الإنسانية‭ ‬وكأنها‭ ‬في‭ ‬محفل‭ ‬غياب‭ ‬والبشرية‭ ‬تئن‭ ‬مما‭ ‬تراه‭ ‬وكأننا‭ ‬أيضا‭ ‬نحن‭ ‬المسلمين‭ ‬والعرب‭ ‬نمر‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬التزييف‭ ‬العميق‭ ‬للحياة‭! ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬سيول‭ ‬الوحشية‭ ‬تحاصرنا‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬ولا‭ ‬نملك‭ ‬لها‭ ‬حجرا‭ ‬يعيقها‭! ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬ولأن‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬مناسبة‭ ‬احتفاء‭ ‬واحتفال‭ ‬وتواصل‭ ‬أسري‭ ‬واجتماعي‭ ‬فإن‭ ‬حتى‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬أنفسهم‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬ممرات‭ ‬الانتظار‭ ‬ينتظرون‭ ‬الفرج‭ ‬القادم‭ ‬فإنهم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لا‭ ‬يتوانون‭ ‬عن‭ ‬الفرح‭ ‬بالعيد‭ ‬لأن‭ ‬فرحته‭ ‬طقس‭ ‬ديني‭ ‬وهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أثبتوا‭ ‬للعالم‭ ‬صلابة‭  ‬إيمانهم‭ ‬بدينهم‭ ‬وقوة‭ ‬عزيمتهم‭ ‬وصمودهم‭ ‬الذي‭ ‬أبهر‭ ‬العالم‭ ‬لأنهم‭ ‬في‭ ‬اختبار‭ ‬اليقين‭ ‬والتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬واحتساب‭ ‬شهدائهم‭ ‬في‭ ‬الجنة‭ ‬أحياء‭ ‬يرزقون‭ ‬وما‭ ‬الابتلاء‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يمرون‭ ‬به‭ ‬إلا‭ ‬ابتلاء‭ ‬تأتي‭ ‬قوته‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬إيمانهم‭ ‬ولكأنهم‭ ‬يرسلون‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬رسالة‭ ‬دينية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دنيوية‭ ‬بأنهم‭ ‬يستمدون‭ ‬صمودهم‭ ‬الأسطوري‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬إيمانهم‭ ‬وأنهم‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬اختارهم‭ ‬الله‭ ‬ليوصلوا‭ ‬رسالة‭ ‬اليقظة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يقولونه‭ ‬بأنفسهم‭.‬

{‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬ونحن‭ ‬ندرك‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الابتلاءات‭ ‬التي‭ ‬ابتلى‭ ‬بها‭ ‬الله‭ ‬نبيه‭ ‬محمد‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬وهو‭ ‬نبي‭ ‬الرحمة‭ ‬ورسول‭ ‬البشرية‭ ‬وكل‭ ‬أنبيائه‭ ‬الآخرين‭ ‬فإننا‭ ‬ندرك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬أصعب‭ ‬الابتلاءات‭ ‬لمن‭ ‬يحبهم‭ ‬الله‭ ‬لحكمة‭ ‬إلهية‭ ‬فائقة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬عذابات‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا‭ ‬الفانية‭ ‬والقصيرة‭ ‬يعقبها‭ ‬خلود‭ ‬الراحة‭ ‬الأبدية‭ ‬لمن‭ ‬أثبتوا‭ ‬تزكية‭ ‬أنفسهم‭ ‬وصبروا‭ ‬وكابدوا‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يفقدون‭ ‬إيمانهم‭ ‬ولا‭ ‬حقيقة‭ ‬أرواحهم‭ ‬الطاهرة‭ ‬فيما‭ ‬الظالم‭ ‬مهما‭ ‬تمادى‭ ‬فله‭ ‬عقاب‭ ‬الدنيا‭ ‬والخلود‭ ‬في‭ ‬عقاب‭ ‬الآخرة،‭ ‬وقد‭ ‬فقد‭ ‬إنسانيته‭ ‬وطهارته‭ ‬الروحية‭ ‬واعتقد‭ ‬أن‭ ‬انتصاره‭ ‬هو‭ ‬انتصار‭ ‬القوى‭ ‬الظلامية‭ ‬ليبقى‭ ‬متخبطا‭ ‬فيها‭ ‬فاقدا‭ ‬لبراءته‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬فطره‭ ‬الله‭ ‬عليها‭ ‬ولا‭ ‬يدرك‭ ‬حجم‭ ‬خسارته‭ ‬الحقيقية‭!‬

{‭ ‬هو‭ ‬عيدنا‭ ‬القدسي‭ ‬الثاني‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تتناوبنا‭ ‬الحيرة‭ ‬الروحية‭ ‬بين‭ ‬الفرح‭ ‬والإيمان‭ ‬والتوكل‭ ‬والألم‭ ‬القاسي‭ ‬الذي‭ ‬ينتابنا‭ ‬منذ‭ ‬شهور‭ ‬طويلة‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬ما‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ألوان‭ ‬الفجائع‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬ويمر‭ ‬بها‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬وفلسطين‭ ‬العربية‭ ‬كلها‭ ‬منذ‭ ‬76‭ ‬عاما‭! ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بلغت‭ ‬الظلامية‭ ‬الغربية‭ ‬والصهيونية‭ ‬مبالغ‭ ‬خطرة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يفرمل‭ ‬جنونها‭ ‬ضد‭ ‬البشرية‭ ‬ككل‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬عانى‭ ‬ويعاني‭ ‬من‭ ‬أفدح‭ ‬أشكال‭ ‬الظلم‭ ‬منذ‭ ‬بدأت‭ ‬السردية‭ ‬الصهيونية‭ ‬بأكاذيبها‭! ‬الإنسانية‭ ‬كلها‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬الخلاص‭.‬

{‭ ‬هو‭ ‬عيد‭ ‬كنا‭ ‬نتمنى‭ ‬لتكتمل‭ ‬الفرحة‭ ‬فيه،‭ ‬أن‭ ‬يستعيد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬أمنه‭ ‬وسلامته‭ ‬وفرحة‭ ‬أطفاله‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬هو‭ ‬لهم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لبقية‭ ‬المسلمين‭ ‬فقد‭ ‬دفعوا‭ ‬أثمانا‭ ‬باهظة‭ ‬ولم‭ ‬ينسوا‭ ‬لحظة‭ ‬صلتهم‭ ‬بالدين‭ ‬وبرب‭ ‬العالمين،‭ ‬فيما‭ ‬أضاع‭ ‬آخرون‭ ‬إنسانيتهم‭ ‬ليقفوا‭ ‬بعدها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الغيب‭ ‬القادم‭ ‬في‭ ‬الآخرة‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدالة‭ ‬الإلهية‭ ‬لا‭ ‬غيرها‭!‬

{‭ ‬هو‭ ‬عيد‭ ‬نؤمن‭ ‬بأهميته‭ ‬وقيمته‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬عرفة‭ ‬والأيام‭ ‬العشرة‭ ‬المباركة‭ ‬وبعد‭ ‬وقوف‭ ‬الحجاج‭ ‬في‭ ‬عرفة‭ ‬وقوف‭ ‬المتيقن‭ ‬بصلته‭ ‬بخالق‭ ‬الكون‭ ‬ودعاءه‭ ‬ورجاءه‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يعم‭ ‬الخير‭ ‬أمة‭ ‬الإسلام‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الفرج‭ ‬قريبا‭ ‬لقضية‭ ‬المسلمين‭ ‬والعالم‭ ‬كله‭ ‬اليوم‭ ‬وهي‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬يستقر‭ ‬فرح‭ ‬المسلمين‭ ‬وأحرار‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬شاطئه‭ ‬إلا‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬إنصاف‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬بحل‭ ‬شامل‭ ‬وعادل‭! ‬حتى‭ ‬اقتران‭ ‬الفرج‭ ‬فيها‭ ‬بالفرج‭ ‬في‭ ‬روح‭ ‬كل‭ ‬المسلمين‭ ‬والمؤمنين‭ ‬بالعدالة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أضاءوا‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بنور‭ ‬قلوبهم‭!‬

نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬عام‭ ‬الفرج‭ ‬وانحسار‭ ‬الظلامية‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬وأن‭ ‬يكتمل‭ ‬الفرح‭ ‬المقدس‭ ‬في‭ ‬أعيادنا‭ ‬المقدسة‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنت‭ ‬بخير‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا