زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
إياك وأعضاء الخنزير
لا أدري هل انتقلت عدوى النفور من الأرقام وعلم الرياضيات مني الى عيالي عن طريق الجينات الموروثة ام أنني كنت «قدوة سيئة» لعيالي، وعطفا على ذلك: هل سوء او حسن الأخلاق والذكاء والغباء يحدث عن طريق الوراثة أي تنتقل بالجينات، ام هي أمور مكتسبة؟ هذا سؤال لم يتم حسم الإجابة عليه على نحو قاطع حتى الآن، تماما كسؤال: أيهما كان أولا البيضة أم الدجاجة؟ وعلى كل حال يقول باحثون من جامعتي أريزونا وهاواي الأمريكيتين، ان الإنسان الذي تُنقل اليه أعضاء من جسم إنسان آخر يرث بعض صفات وميول ورغبات وسلوكيات من تم نقل العضو منه، وتوصل الباحثون الى ذلك الاستنتاج بعد رصد سلوك أشخاص يعيشون بقلوب وكلى ورئات منقولة من آخرين، فالرجل الامريكي الذي زرعوا فيه قلب امرأة صار يحب اللون البمبي، وكان من قبل يكره ذلك اللون من منطلق انه لون «ستاتي»، ويتخذه الشاذون جنسيا في الغرب شعارا لهم، وبالمقابل فإن امرأة في التاسعة والعشرين كانت شاذة جنسيا، صارت تعتبر الشذوذ منفرا ومقززا بعد ان نقلوا إليها كلية فتاة مراهقة، وسيدة نقلت إليها رئة شاب مات في حادث مروري صارت تحب دجاج كنتاكي، رغم أن ذلك النوع من الدجاج كان فيما مضى يسبب لها الغثيان، والعجيب في الأمر ان وفاة الشاب الذي نالت السيدة قلبه، نجمت عن كونه كان يأكل دجاج كنتاكي اثناء قيادته السيارة، وفقد السيطرة عليها، ويقول البحث المنشور في مجلة Near Death Studies الأمريكية، التي تعنى بحالات الموت الوشيك (وليس التام) ان شابا من جماعة حليقي الرؤوس «البانك» وذو سجل إجرامي، صار ستاتيا وبنوتيا حتى في كلامه، بعد ان نقلوا اليه قلب سيدة، وهناك الستيني الروماني الذي نقلوا إليه كلية سيدة، صار يقضي اليوم في الطبخ وشد المفارش، وصار يتهم بنعومة بشرته ويستخدم الكريمات، ثم رفع دعوى على الأطباء يطالب بتعويض على الأضرار المعنوية التي لحقت به، من منطلق أن أصحابه صاروا يتمسخرون عليه بسبب حركاته الستاتية، فقال له القاضي: بسيطة خيو.. ارجع المستشفى يشيلوا منك الكلية الستاتية، وشد حيلك بكليتك الرجالية الفاشلة! ويقول الدكتور جاري شوارتز من جامعة اريزونا ان تفسير ذلك قد يكمن في ان الذاكرة والتعلم ليسا فقط وقفا على الدماغ، وان خلايا أخرى في الجسم قادرة على تخزين المعلومات، وهكذا فقد ترث بعض تاريخ من تبرع لك بعضو من جسمه!!
يعني إذا استدعت حالتك الصحية - لا قدر الله - إلى زرع عضو من جسم شخص آخر، فهل تقول للجراح: أريد سيرة ذاتية كاملة للمتبرع؟ هل كان أو مازال يشرب الخمر أو يتعاطى المخدرات؟ هل هو/هي من الشواذ جنسيا أو من لصوص المال العام؟ هل كان من النوع الذي لا يستحم إلا في العيدين؟ هل اعتاد على تنظيف أنفه بحشر إصبعه فيه؟ كل هذا أمره هين، ولكن ما العمل وقد شرع الباحثون في الغرب في توليد خنازير معدلة وراثيا بحقنها بجينات آدمية لزرع أعضائها في البشر؟ أنصحك عزيزي القارئ بتفضيل الموت على العيش بعضو خنزير، وخاصة بعد ثبوت مسألة وراثة صفات من نُقل عنه العضو، فلا أظن انه سيروق لك ان تعيش بقلب خنزير وتتجه الى مقلب القمامة كلما أحسست بالجوع، فحتى لو وضعت للخنزير طعاما في طبق من ذهب، فانه لا يمسه إلا بعد ان يسكبه على الأرض، او بعد ان يبول عليه، وهب أنك سعيد بقلبك الخنزيري النابض وجلست قرب عروسك بفم مفشوخ بابتسامة الرضا ثم صدر عنك الشخير الخنزيري المعتاد خ خ خ وعيونك مفتوحة، وأنت في كامل نشاطك. لو كانت العروس مصرية فإنها ستضربك بمكنسة لأنه من العيب ان تشخر لمصري وانت في حالة صحيان!! وحتى لو كانت العروس من القطب الجنوبي فإنها لن تكون سعيدة بالاقتران بمن يشخر وهو يتآنس معها ويعطيها الإحساس بانها مملة!! وعليه كن حذرا إذا اضطررت الى زرع عضو في دولة أوروبية أو أمريكا، واطلب من الطبيب أن يعطيك العضو المراد زراعته واحمله إلى الجزار للتأكد من أنه عجالي وليس خنزيريا!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك