العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

إسرائيلي ولكن محترم

أجد‭ ‬متعة‭ ‬فائقة‭ ‬وانا‭ ‬اتابع‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬تك‭-‬توك‭ ‬على‭ ‬هاتفي‭ ‬مظاهرات‭ ‬طلاب‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬وهم‭ ‬يلعنون‭ ‬خاش‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ويعلنون‭ ‬تضامنهم‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ (‬وليس‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬وحدهم‭) ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الهجمة‭ ‬البربرية‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وهذا‭ ‬مؤشر‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جيلا‭ ‬صاعدا‭ ‬من‭ ‬الأمريكان‭ ‬لن‭ ‬يقبل‭ ‬مستقبلا‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬بلاده‭ ‬كفيل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

ولأن‭ ‬الله‭ ‬أكرمني‭ ‬بحس‭ ‬سليم،‭ ‬فإنني‭ ‬أكره‭ ‬إسرائيل‭ ‬لأنها‭ ‬كيان‭ ‬دموي‭ ‬سرطاني‭ ‬سبب‭ ‬اعتلالا‭ ‬واختلالا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬ولكنني‭ ‬أود‭ ‬اليوم‭ ‬التوجه‭ ‬بالتحية‭ ‬والتقدير‭ ‬لمواطن‭ ‬إسرائيلي‭ ‬محترم،‭ ‬ولو‭ ‬قابلته‭ ‬لخلعت‭ ‬باروكتي‭ ‬أو‭ ‬طقم‭ ‬أسناني‭ ‬احتراما‭ ‬له‭. ‬فالشخصية‭ ‬اليهودية‭ ‬النمطية‭ ‬تحب‭ ‬المال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬الولد‭ ‬والوالدين‭. ‬ومعظم‭ ‬النكات‭ ‬عن‭ ‬اليهود‭ ‬تتعلق‭ ‬ببخلهم‭ ‬ولعل‭ ‬أشهرها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تحكي‭ ‬حكاية‭ ‬ثري‭ ‬يهودي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬فراش‭ ‬الموت‭ ‬وجاءته‭ ‬نوبة‭ ‬صحو‭ ‬فسأل‭: ‬‮«‬أين‭ ‬ولدي‭ ‬يوشع‮»‬‭ ‬جاءه‭ ‬الرد‭: ‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬يا‭ ‬أبي‭!! ‬فسال‭ ‬عن‭ ‬كوهين‭ ‬فكان‭ ‬الرد‭ ‬بأنه‭ ‬موجود‭ ‬قرب‭ ‬فراش‭ ‬الأب‭! ‬طيب‭ ‬فين‭ ‬بنيامين؟‭ ‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬يا‭ ‬دادي‭.. ‬وعيرزا؟‭ ‬تمام‭ ‬يا‭ ‬فندم؟‭... ‬إيلي؟‭ ‬معك‭ ‬يا‭ ‬بابا‭.. ‬وأين‭ ‬البنات؟‭ ‬سارة‭ ‬وجيزيل‭ ‬وغولدا‭.. ‬فقال‭ ‬ثلاثتهم‭: ‬نحن‭ ‬هنا‭!.. ‬انتفض‭ ‬الأب‭ ‬من‭ ‬سريره‭ ‬وفرح‭ ‬عياله‭ ‬لأنهم‭ ‬حسبوا‭ ‬أنه‭ ‬استرد‭ ‬عافيته‭ ‬ولكنه‭ ‬صاح‭ ‬فيهم‭: ‬كلكم‭ ‬هنا‭.. ‬عليكم‭ ‬اللعنة‭.. ‬يعني‭ ‬الدكان‭ ‬مقفول‭ ‬يا‭ ‬أولاد‭ ‬ال‭.......‬؟

الإسرائيلي‭ ‬المحترم‭ ‬الذي‭ ‬أتحدث‭ ‬عنه‭ ‬اليوم‭ ‬‮«‬غير‭ ‬شكل‮»‬،‭ ‬فلسبب‭ ‬او‭ ‬لآخر‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أمه‭ ‬وجدته‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أم‭ ‬أمه‭ ‬تحبان‭ ‬زوجته‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬شديد‭ ‬التعلق‭ ‬بها،‭ ‬وظلت‭ ‬الوليتان‭ (‬مثنى‭ ‬وليّة‭) ‬تلحان‭ ‬عليه‭ ‬ليطلقها‭ ‬فيرفض‭ ‬بشدة‭. ‬وبعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الزيجة،‭ ‬توفيت‭ ‬الجدة‭ ‬تاركة‭ ‬الملايين‭ ‬لحفيدين‭ ‬اثنين‭ ‬أحدهما‭ ‬صاحبنا‭ ‬هذا،‭ ‬ولكنه‭ ‬اشترطت‭ ‬ان‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬ملايينه‭ ‬فقط‭ ‬إذا‭ ‬طلق‭ ‬زوجته،‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تتوفى‭ ‬تلك‭ ‬الزوجة‭ ‬ويصبح‭ ‬هو‭ ‬أرملا‭!!‬

انظروا‭ ‬حب‭ ‬السيطرة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬حتى‭ ‬وهي‭ ‬تحت‭ ‬التراب،‭ ‬وبالمناسبة‭ ‬ففي‭ ‬المجتمعات‭ ‬اليهودية‭ - ‬حتى‭ ‬الغربية‭ ‬منها‭ - ‬هناك‭ ‬سلطات‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للنقاش‭ ‬للأب‭ ‬والأم‭ ‬والجدة‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬عموما‭ ‬في‭ ‬العائلة،‭ ‬ولنعد‭ ‬الى‭ ‬تلك‭ ‬الحيزبون‭ ‬المليونيرة‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬ممارسة‭ ‬السلطة‭ ‬والتسلط‭ ‬من‭ ‬القبر‭ ‬ولنوجه‭ ‬لها‭ ‬سؤالا‭: ‬هب‭ ‬أنك‭ ‬كنت‭ ‬تكرهين‭ ‬زوجة‭ ‬حفيدك‭ ‬وأنت‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬ماذا‭ ‬تكسبين‭ ‬من‭ ‬طلاقه‭ ‬منها‭ ‬بعد‭ ‬موتك‭ ‬يا‭ ‬عجوزة‭.. ‬عجوزة؟‭ ‬يا‭ ‬كومة‭ ‬عظام؟

عندما‭ ‬أبلغ‭ ‬المحامي‭ ‬الزوج‭ ‬الصامد‭ ‬بشروط‭ ‬جدته‭ ‬لمنحه‭ ‬نصيبه‭ ‬من‭ ‬الورثة‭ ‬قال‭ ‬للمحامي‭: ‬خلي‭ ‬فلوسها‭ ‬تنفعها‭ ‬في‭ ‬قبرها،‭ ‬ولن‭ ‬أبيع‭ ‬زوجتي‭ ‬بملايينها‭ ‬لأن‭ ‬الحب‭ ‬والوفاء‭ ‬أغلى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬كنوز‭ ‬الأرض‭. ‬هناك‭ ‬من‭ ‬سيقول‭ ‬إن‭ ‬صاحبنا‭ ‬غبي‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬بإمكانه‭ ‬ان‭ ‬يطلق‭ ‬زوجته‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬الملايين‭ ‬ثم‭ ‬يرد‭ ‬الزوجة‭ ‬الى‭ ‬عصمته‭!! ‬لا‭ ‬يقول‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬إلا‭ ‬شخص‭ ‬مستهتر‭ ‬بقيمة‭ ‬ومعنى‭ ‬ومغزى‭ ‬الرباط‭ ‬الزوجي،‭ ‬فالشخص‭ ‬المحترم‭ ‬لا‭ ‬يساوم‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬بالمال،‭ ‬وكتبت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬عن‭ ‬مهاجرين‭ ‬عرب‭ ‬نالوا‭ ‬اللجوء‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬أوربية‭ ‬وطاب‭ ‬لهم‭ ‬العيش‭ ‬بالأوانطة‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬عون‭ ‬شهري‭ ‬ثابت‭ ‬ومساكن‭ ‬مجانية،‭ ‬ولكنهم‭ ‬استمرأوا‭ ‬حياة‭ ‬الدعة‭ ‬والخمول‭ ‬وسعى‭ ‬بعضهم‭ ‬لزيادة‭ ‬دخله‭ ‬بطلاق‭ ‬زوجته‭: ‬يبلغ‭ ‬الزوج‭ ‬القاضي‭ ‬الخواجة‭ ‬انه‭ ‬طلق‭ ‬زوجته‭ ‬ويسجل‭ ‬القاضي‭ ‬الواقعة‭ ‬بدون‭ ‬سين‭ ‬وجيم‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬ان‭ ‬الاسلام‭ ‬يبيح‭ ‬للزوج‭ ‬الطلاق،‭ ‬ويقدم‭ ‬الزوجان‭ ‬أوراق‭ ‬الطلاق‭ ‬لمؤسسات‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭. ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬إذا‭ ‬تطلق‭ ‬زوجان‭ ‬مسيحيان‭ ‬فإن‭ ‬المحكمة‭ ‬تقضي‭ ‬بأن‭ ‬يتقاسما‭ ‬بيت‭ ‬الزوجية‭ ‬ويعيش‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬منه،‭ ‬ولكن‭ ‬جماعتنا‭ ‬الاوانطجية‭ ‬يعرفون‭ ‬استثمار‭ ‬الاسلام‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬الاسلام‭ ‬ويقولون‭ ‬للمسؤولين‭ ‬ان‭ ‬دينهم‭ ‬يحرم‭ ‬عليهم‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد‭ ‬بعد‭ ‬الطلاق،‭ ‬فيحصل‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬بيت‭ ‬منفصل‭ ‬يتم‭ ‬تأجير‭ ‬أحدهما‭ ‬‮«‬كتامي‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬يذهبان‭ ‬الى‭ ‬مأذون‭ ‬مسلم‭ ‬لإبرام‭ ‬عقد‭ ‬زواج‭ ‬جديد‭ ‬ليعيشا‭ ‬سويا‭. ‬هذه‭ ‬تجارة‭ ‬حقيرة‭ ‬برباط‭ ‬يوصف‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مقدس‮»‬‭.‬

أليس‭ ‬صاحبنا‭ ‬اليهودي‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬بيع‭ ‬زوجته‭ ‬نظير‭ ‬الملايين‭ ‬أشرف‭ ‬من‭ ‬جماعتنا‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتحايلون‭ ‬على‭ ‬القوانين‭ ‬ويعبثون‭ ‬بالرباط‭ ‬الزوجي‭ ‬باسم‭ ‬الدين؟

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا