عالم يتغير
فوزية رشيد
الخلاصة: العدوان مستمر!
{ دخل العدوان على «غزة» شهره الثامن! عدوان مستمر في همجيته، رغم كل المطالبات الدولية والشعبية في العالم، ورغم مسلسل المفاوضات والوساطات، وما لا يُقاس من التصريحات والتصريحات المضادة، لذات الجهات الغربية خاصة الأمريكية! ورغم مسلسل آخر من التحليلات الفائضة لقنوات عربية وغربية وعالمية حول الحرب في غزة، وبتخريجات مختلفة وتمويهات في توصيف الوضع! لم تتوقف رحلات الوسطاء الأمريكان والغربيين إلى المنطقة العربية، ومثلها لم تتوقف المحاولات الدبلوماسية العربية إلى العواصم الغربية وفي الأمم المتحدة، وفي مجلس الأمن! وفي النهاية يتم استخدام «الفيتو» الأمريكي الذي يوقف أي قرار أو تطلع عالمي لوقف العدوان! بل وللاعتراف بدولة فلسطينية توافق عليها في الجمعية العمومية وفي مجلس الأمن أغلب دول العالم!
{ تطرح «الإدارة الامريكية» المبادرات تلو المبادرات سواء في المفاوضات أو في التصريحات، ولا شيء يتغيرّ! ويطرح الرئيس الأمريكي «بايدن» مبادرته الأخيرة بمراحلها المتعددة فيأتي النقض من الكيان الصهيوني، لتدخل كل مبادرة ساحة التلاسن وتبادل الأدوار بين قبول ورفض ويستمر العدوان!
عالم بعد أن انكشف كل ما في آليات نظامه الدولي من إصاباته الخطيرة بالكساح والجمود، لا يزال يدور في إطار ذات المقترحات والمبادرات والمفاوضات بين ذات الأطراف التي أثبتت فشلها في الوصول إلى هدنة كاملة ينتهي من خلالها العدوان ويعلن «الكيان الصهيوني» انسحابه من غزة ويتم تبادل نهائي للأسرى! ولكن لا شيء يتحقق!
{ الضجيج يملأ العالم والقصف الدموي يتواصل ولعبة المفاوضات لا تنتهي ولا تصل إلى شاطئ النهاية! فيما الضحايا يتساقطون كل يوم في غزة وفي الضفة، لأن «المتطرفين الصهاينة» يرون أن «مسلسل الدم» قابل للاستمرار طالما هناك من يلعب بالأقدار ويتبادل الأدوار! ولكأن الخلاصة هي أن لا حّل في البحث عن حلّ! ولا رجاء في أن يتوقف العدوان، طالما أن الكيان مُصرّ على استعادة ما تبقى من أسراره بالحرب وليس بالمفاوضات، التي يعد أي تنازل فيها، هو إعلان هزيمة، لأنه لم يحقق ما وعد متطرّفيه به من القضاء المبرم على المقاومة، واستعادة الأسرى بالحرب، فلا هذا تحقق ولا ذاك!
{ وفي الوقت الذي يدعو فيه خبراء من الأمم المتحدة، وتدعو فيه شعوب العالم كل الدول إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، وإنهاء العدوان وحرب الإبادة، فإن «الدبلوماسية العالمية» التي تُحرك الولايات المتحدة خيوطها، تستمر في الوقوف في (ساحة المماطلات والعكّ واللّك)! فيما أهل غزة مستمرون في النزوح الداخلي من منطقة إلى أخرى بحثًا عن منطقة آمنة أو «منطقة إنسانية»، كما يصنفها الكيان الصهيوني، فلا يجدون لا الأمن ولا الإنسانية، وإنما استمرار (الكلام الدولي) حول المفاوضات التي لا تنتهي، في ظل استمرار حمام الدم والموت!
{ شهداء يقترب عددهم من الـ (40 ألف شهيد) معظمهم من الأطفال والنساء، والمصابون والمعاقون والمرضى يتجاوز عددهم الـ (155 ألفا) فيما الإبادة مستمرة! والحياة بين الأنقاض وبرك المياه الرمادية تعطي اللون الرمادي لكل شيء، ليس فقط للحياة الصعبة والكارثية التي يعيشها أهل غزة بين مخالب الموت المستمر، وإنما للدبلوماسية والمفاوضات «الرمادية»، التي يضع الكيان شروطه، ولا يريد أن يقبل شروط المقاومة بوقف نهائي للعدوان والانسحاب من غزة، وفيما أيضًا الحديث عن ضغوط داخلية يواجهها «نتنياهو» والتظاهرات ضدّه بدورهما تعيش حالة رمادية من نوع آخر، في الجدل القائم بين من يطالب بوقف الحرب ومن يريد استمرارها!
{ «خارطة الطريق» لتي عرضها «بايدن» من ثلاث مراحل وقال إنها «إسرائيلية» بالأصل يرفضها الكيان لتستمر المماطلات ويستمر الجدل! ما هذا الوضع الذي وصل إليه العالم كله، وأثبت عجزه بكل مؤسساته ومنظماته ودوله، عن إيقاف حرب إبادة يشهدها ويتفرّج عليها كل هذه الشهور وكل هذا الوقت الدموي، وتضجّ شعوب العالم حولها، فيما (الخلاصة لا حلّ، ولا هدنة، ولا وقف إطلاق نار، ولا إنسانية ولا رحمة ولا قانون ولا مبادئ دولية)! أي رماد هذا الذي يلتحف العالم بترابه وغباره وفوضاه وعبثه، لأن قادة متطرفين لكيان متطرف وخارج العالم والتاريخ، يفرض وحشيته وعنجهيته على الجميع؟! فيما الغرب الذي خرج عن إطار كل ما ادعاه من مبادئ وحقوق وغيرها هو الذي يدعمه ويسانده ويتبادل الأدوار معه للضحك على الذقون! أي عالم هذا الذي يتفرج على المجازر والإبادة لثمانية أشهر قابلة للزيادة، ولا يتحرك بشكل حقيقي وإنما يتراكض في دهاليز المماطلة والجدل العقيم! عجبي!
وكل يوم نكتشف أبعاد الهاوية السحيقة اتي يقبع فيها العالم!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك