العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

الخلاصة: العدوان مستمر!

{‭ ‬دخل‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬شهره‭ ‬الثامن‭! ‬عدوان‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬همجيته،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬المطالبات‭ ‬الدولية‭ ‬والشعبية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ورغم‭ ‬مسلسل‭ ‬المفاوضات‭ ‬والوساطات،‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يُقاس‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬والتصريحات‭ ‬المضادة،‭ ‬لذات‭ ‬الجهات‭ ‬الغربية‭ ‬خاصة‭ ‬الأمريكية‭! ‬ورغم‭ ‬مسلسل‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬التحليلات‭ ‬الفائضة‭ ‬لقنوات‭ ‬عربية‭ ‬وغربية‭ ‬وعالمية‭ ‬حول‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وبتخريجات‭ ‬مختلفة‭ ‬وتمويهات‭ ‬في‭ ‬توصيف‭ ‬الوضع‭! ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬رحلات‭ ‬الوسطاء‭ ‬الأمريكان‭ ‬والغربيين‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬ومثلها‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬المحاولات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬العواصم‭ ‬الغربية‭ ‬وفي‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وفي‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭! ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬يوقف‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬أو‭ ‬تطلع‭ ‬عالمي‭ ‬لوقف‭ ‬العدوان‭! ‬بل‭ ‬وللاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬توافق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬وفي‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭!‬

{‭ ‬تطرح‭ ‬‮«‬الإدارة‭ ‬الامريكية‮»‬‭ ‬المبادرات‭ ‬تلو‭ ‬المبادرات‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬التصريحات،‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬يتغيرّ‭! ‬ويطرح‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬مبادرته‭ ‬الأخيرة‭ ‬بمراحلها‭ ‬المتعددة‭ ‬فيأتي‭ ‬النقض‭ ‬من‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬لتدخل‭ ‬كل‭ ‬مبادرة‭ ‬ساحة‭ ‬التلاسن‭ ‬وتبادل‭ ‬الأدوار‭ ‬بين‭ ‬قبول‭ ‬ورفض‭ ‬ويستمر‭ ‬العدوان‭!‬

عالم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انكشف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬نظامه‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬إصاباته‭ ‬الخطيرة‭ ‬بالكساح‭ ‬والجمود،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ذات‭ ‬المقترحات‭ ‬والمبادرات‭ ‬والمفاوضات‭ ‬بين‭ ‬ذات‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬كاملة‭ ‬ينتهي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬العدوان‭ ‬ويعلن‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬انسحابه‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬ويتم‭ ‬تبادل‭ ‬نهائي‭ ‬للأسرى‭! ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يتحقق‭!‬

{‭ ‬الضجيج‭ ‬يملأ‭ ‬العالم‭ ‬والقصف‭ ‬الدموي‭ ‬يتواصل‭ ‬ولعبة‭ ‬المفاوضات‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬ولا‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬شاطئ‭ ‬النهاية‭! ‬فيما‭ ‬الضحايا‭ ‬يتساقطون‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفي‭ ‬الضفة،‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬المتطرفين‭ ‬الصهاينة‮»‬‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مسلسل‭ ‬الدم‮»‬‭ ‬قابل‭ ‬للاستمرار‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يلعب‭ ‬بالأقدار‭ ‬ويتبادل‭ ‬الأدوار‭! ‬ولكأن‭ ‬الخلاصة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬حّل‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حلّ‭! ‬ولا‭ ‬رجاء‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬العدوان،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬مُصرّ‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أسراره‭ ‬بالحرب‭ ‬وليس‭ ‬بالمفاوضات،‭ ‬التي‭ ‬يعد‭ ‬أي‭ ‬تنازل‭ ‬فيها،‭ ‬هو‭ ‬إعلان‭ ‬هزيمة،‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬ما‭ ‬وعد‭ ‬متطرّفيه‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬المبرم‭ ‬على‭ ‬المقاومة،‭ ‬واستعادة‭ ‬الأسرى‭ ‬بالحرب،‭ ‬فلا‭ ‬هذا‭ ‬تحقق‭ ‬ولا‭ ‬ذاك‭!‬

{‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬فيه‭ ‬خبراء‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتدعو‭ ‬فيه‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬وإنهاء‭ ‬العدوان‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الدبلوماسية‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تُحرك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خيوطها،‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ (‬ساحة‭ ‬المماطلات‭ ‬والعكّ‭ ‬واللّك‭)! ‬فيما‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬مستمرون‭ ‬في‭ ‬النزوح‭ ‬الداخلي‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬آمنة‭ ‬أو‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬إنسانية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يصنفها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬فلا‭ ‬يجدون‭ ‬لا‭ ‬الأمن‭ ‬ولا‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وإنما‭ ‬استمرار‭ (‬الكلام‭ ‬الدولي‭) ‬حول‭ ‬المفاوضات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬حمام‭ ‬الدم‭ ‬والموت‭!‬

{‭ ‬شهداء‭ ‬يقترب‭ ‬عددهم‭ ‬من‭ ‬الـ‭ (‬40‭ ‬ألف‭ ‬شهيد‭) ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬والمصابون‭ ‬والمعاقون‭ ‬والمرضى‭ ‬يتجاوز‭ ‬عددهم‭ ‬الـ‭ (‬155‭ ‬ألفا‭) ‬فيما‭ ‬الإبادة‭ ‬مستمرة‭! ‬والحياة‭ ‬بين‭ ‬الأنقاض‭ ‬وبرك‭ ‬المياه‭ ‬الرمادية‭ ‬تعطي‭ ‬اللون‭ ‬الرمادي‭ ‬لكل‭ ‬شيء،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للحياة‭ ‬الصعبة‭ ‬والكارثية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬بين‭ ‬مخالب‭ ‬الموت‭ ‬المستمر،‭ ‬وإنما‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬والمفاوضات‭ ‬‮«‬الرمادية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يضع‭ ‬الكيان‭ ‬شروطه،‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يقبل‭ ‬شروط‭ ‬المقاومة‭ ‬بوقف‭ ‬نهائي‭ ‬للعدوان‭ ‬والانسحاب‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬وفيما‭ ‬أيضًا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ضغوط‭ ‬داخلية‭ ‬يواجهها‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬والتظاهرات‭ ‬ضدّه‭ ‬بدورهما‭ ‬تعيش‭ ‬حالة‭ ‬رمادية‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬آخر،‭ ‬في‭ ‬الجدل‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يطالب‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب‭ ‬ومن‭ ‬يريد‭ ‬استمرارها‭!‬

{‭ ‬‮«‬خارطة‭ ‬الطريق‮»‬‭ ‬لتي‭ ‬عرضها‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل‭ ‬وقال‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬إسرائيلية‮»‬‭ ‬بالأصل‭ ‬يرفضها‭ ‬الكيان‭ ‬لتستمر‭ ‬المماطلات‭ ‬ويستمر‭ ‬الجدل‭! ‬ما‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬وأثبت‭ ‬عجزه‭ ‬بكل‭ ‬مؤسساته‭ ‬ومنظماته‭ ‬ودوله،‭ ‬عن‭ ‬إيقاف‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬يشهدها‭ ‬ويتفرّج‭ ‬عليها‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الشهور‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الدموي،‭ ‬وتضجّ‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬حولها،‭ ‬فيما‭ (‬الخلاصة‭ ‬لا‭ ‬حلّ،‭ ‬ولا‭ ‬هدنة،‭ ‬ولا‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬نار،‭ ‬ولا‭ ‬إنسانية‭ ‬ولا‭ ‬رحمة‭ ‬ولا‭ ‬قانون‭ ‬ولا‭ ‬مبادئ‭ ‬دولية‭)! ‬أي‭ ‬رماد‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يلتحف‭ ‬العالم‭ ‬بترابه‭ ‬وغباره‭ ‬وفوضاه‭ ‬وعبثه،‭ ‬لأن‭ ‬قادة‭ ‬متطرفين‭ ‬لكيان‭ ‬متطرف‭ ‬وخارج‭ ‬العالم‭ ‬والتاريخ،‭ ‬يفرض‭ ‬وحشيته‭ ‬وعنجهيته‭ ‬على‭ ‬الجميع؟‭! ‬فيما‭ ‬الغرب‭ ‬الذي‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬إطار‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ادعاه‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬وحقوق‭ ‬وغيرها‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يدعمه‭ ‬ويسانده‭ ‬ويتبادل‭ ‬الأدوار‭ ‬معه‭ ‬للضحك‭ ‬على‭ ‬الذقون‭! ‬أي‭ ‬عالم‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يتفرج‭ ‬على‭ ‬المجازر‭ ‬والإبادة‭ ‬لثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬قابلة‭ ‬للزيادة،‭ ‬ولا‭ ‬يتحرك‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي‭ ‬وإنما‭ ‬يتراكض‭ ‬في‭ ‬دهاليز‭ ‬المماطلة‭ ‬والجدل‭ ‬العقيم‭! ‬عجبي‭!‬

وكل‭ ‬يوم‭ ‬نكتشف‭ ‬أبعاد‭ ‬الهاوية‭ ‬السحيقة‭ ‬اتي‭ ‬يقبع‭ ‬فيها‭ ‬العالم‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا