العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

جلالة الملك المعظم.. قائد العمل الدبلوماسي العربي

خلال‭ ‬‮«‬زيارة‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية،‭ ‬اتضح‭ ‬لكل‭ ‬متابع‭ ‬للشأن‭ ‬السياسي‭ ‬والاستراتيجي،‭ ‬ولكل‭ ‬راصد‭ ‬للشأن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنموي،‭ ‬ولكل‭ ‬قارئ‭ ‬ومحلل‭ ‬للأخبار‭ ‬المنشورة،‭ ‬محليا‭ ‬وعالميا،‭ ‬وفي‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬البحرينية‭ ‬والصينية‭ ‬معا،‭ ‬أن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬جسد‭ ‬دورا‭ ‬رفيعا‭ ‬ورائدا،‭ ‬لقائد‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬العربي،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬والاهتمام‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬البحريني‭ ‬الصيني‭. ‬

من‭ ‬يقرأ‭ ‬البيان‭ ‬المشترك‭ ‬بشأن‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الشاملة‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والصين،‭ ‬سيجد‭ ‬أن‭ ‬البيان‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬‮«‬ثمانية‮»‬‭ ‬محاور‭.. ‬نصفه‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭.. ‬والنصف‭ ‬الآخر‭ ‬‮«‬أربعة‭ ‬محاور‮»‬‭ ‬تتركز‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الصيني،‭ ‬والتعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني،‭ ‬ودعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ومبادرة‭ ‬البحرين‭ ‬لاستضافة‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام،‭ ‬وأهمية‭ ‬احترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية،‭ ‬ودعم‭ ‬تسوية‭ ‬النزاعات‭ ‬والخلافات‭ ‬عبر‭ ‬الحوار‭ ‬والتشاور‭.‬

وكل‭ ‬من‭ ‬تابع‭ ‬جلسة‭ ‬المباحثات‭ ‬الرسمية،‭ ‬بين‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وفخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني،‭ ‬سيجد‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬التعاون‭ ‬العربي،‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والسلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬كجارة،‭ ‬والترحيب‭ ‬بالدعم‭ ‬الصيني‭ ‬لإرساء‭ ‬السلام‭ ‬وعودة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.. ‬قد‭ ‬أخذ‭ ‬حيزا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬المباحثات‭.. ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬التركيز‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬علاقات‭ ‬الصداقة‭ ‬البحرينية‭ ‬الصينية،‭ ‬والمشاريع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية،‭ ‬واتفاقيات‭ ‬ومذكرات‭ ‬التعاون‭ ‬والتفاهم‭ ‬المتعددة‭.‬

وكل‭ ‬من‭ ‬توقف‭ ‬عند‭ ‬الكلمة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني،‭ ‬سيكتشف‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الشأن‭ ‬البحريني‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك‭.. ‬كان‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني،‭ ‬ودعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ووقف‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬ومبادرة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لاستضافة‭ ‬مؤتمر‭ ‬السلام‭ ‬الدولي‭. ‬

وفي‭ ‬لقاء‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الصيني،‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المسارات‭ ‬التنموية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.. ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الموقف‭ ‬البحريني‭ ‬رفيعا‭ ‬وعميقا‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬الإيمان‭ ‬بضرورة‭ ‬اعتماد‭ ‬نهج‭ ‬الحوار‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬السلمية‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لموقف‭ ‬حازم‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬تمهيدًا‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭-‬الإسرائيلي‭.‬

وخلال‭ ‬لقاء‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشعب‭ ‬الصيني،‭ ‬ومع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬توليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬لعلاقاتها‭ ‬مع‭ ‬الصين،‭ ‬والتطلع‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬كافة‭.. ‬فقد‭ ‬تناول‭ ‬اللقاء‭ ‬كذلك‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬والتطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

كل‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬الرفيع‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬زيارة‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬أسبوعين‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬العربية،‭ ‬ومن‭ ‬قبلها‭ ‬الزيارة‭ ‬الرسمية‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬رئيس‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬للقمة‭ ‬العربية،‭ ‬هو‭ ‬قائد‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬العربي،‭ ‬الذي‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬خير‭ ‬ومصلحة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وكذلك‭ ‬خير‭ ‬وصالح‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬والقضية‭ ‬الأولى‭ ‬‮«‬القضية‭ ‬الفلسطينية‮»‬،‭ ‬وترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والتنمية،‭ ‬لحاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬المنطقة‭.‬

تلك‭ ‬رؤية‭ ‬حكيمة‭ ‬ونهج‭ ‬رائد‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬لقائد‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬العربي،‭ ‬التي‭ ‬سيتوقف‭ ‬أمامها‭ ‬تاريخ‭ ‬ومسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬العربي،‭ ‬بكل‭ ‬الإجلال‭ ‬والاحترام‭ ‬والاعتزاز‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا