زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
يا ويلي لو عاد ترامب
ما شاء الله وعيني باردة على الرجل العربي، الذي يضطلع بمهمة تحرير وتعمير الأرض، وأتوجه بالتحية والتقدير والتوقير الى الرجل السوري الفحل الذي كرس وقته وجهده للتناسل والتكاثر، والذي لديه حاليا من العيال 42 من سبع زيجات، (متوسط ستة عيال من كل زيجة)، وأعلن انه يعتزم رفع تعداد سلالته الى مائة! وشرح انه ملتزم بـ«الشرع» يتزوج بأربع، وعندما تتوقف واحدة منهن عن الإرسال أي الانجاب، يطلقها ويأتي بغيرها، وسيظل على هذا المنوال بحسب قوله حتى يصل بعدد ذريته الى المائة.
صحف كثيرة أوردت الخبر من باب أنه طريف، ولم تتساءل ولا واحدة منها (أو تحتج) لأن هذا الرجل يتعامل مع النساء كتعامل أصحاب مزارع الدجاج مع «الفقاسات»، وهي تلك الأجهزة الكهربائية التي تلغي دور الدجاجة في احتضان البيض حتى خروج الفراريج منه، فلسان حال الفحل السوري يقول: يا ست فاطمة ما قصرتِ معي وجبت منك سبعة عيال، ولكن من سنتين ما شفت منك إنتاج.. روحي الله يسهل عليك منشان تكون عندي خانة شاغرة لزوجة «ولود» صلاحيتها سارية.
السير ريتشارد أتنبره هو أشهر عالم طبيعة معاصر (ولد عام 1923 وتوفي عام 2014)، وإذا لم تكن قد رأيت برامجه وأفلامه الوثائقية عن الناس والحيوانات والحشرات والجبال والصحاري، فإنك تعاني من ثقب في أوزون ثقافتك العامة. وفاتت عليك متعة سمعية وبصرية مذهلة. أتنبره أطلق قبل وفاته صيحة تحذير بأن عدد الناس في العالم صار زيادة عن اللزوم. بمعنى انه لم يعد في الكرة الأرضية متسع لزيادة في السكان في السنوات المقبلة إذا ظل البشر يتناسلون ويتكاثرون حتى بغير طريقة الفحل السوري، يتكلم أتنبره بمنطق العلم ومن زاوية ان الزيادة المطردة في عدد السكان في العالم أدت سلفا الى تقلص الموارد اللازمة لاستمرار الحياة.
حتى في وقتنا الراهن هناك نحو 3 مليارات آدمي لا يجدون كفايتهم من الماء الصالح للشرب، وكل ثروات العالم الطبيعية بدأت تنضب بوتيرة سريعة. نضوب البترول والغاز حتمي، ولكن عجلة الحياة لن تتوقف بنضوبهما فهناك ما يسمى بالطاقة المتجددة (الهواء والشمس مثلا) ولكن لا سبيل لتعويض الفاقد من الماء الذي هو مصدر الحياة وكافل استمرارها، وجميع الساسة يجمعون ان الحروب المستقبلية ستكون حول منابع ومصادر المياه. اليابانيون والصينيون نشفوا ريق المحيطات، ولم تعد في مياههم الإقليمية أسماك تكفي لعشر سنوات. والثروة الحيوانية تتقلص بتقلص موارد المياه وبالتالي المراعي والكلأ (السودان سلة غذاء العالم، ولكن نظريا فقط، ففيه ملايين الهكتارات من الأراضي الخصبة، والعديد من الأنهار الجارية وحصته من الامطار عالية، ولكن الله ابتلاه بالانقلابات العسكرية وبحكام لا يرون أبعد من أرنبات أنوفهم).
والحل؟ الصينيون – صراحة – ما قصروا وممنوع عندهم إنجاب أكثر من طفل واحد. لكن الهنود مسخوها، وما صدقوا تحسن أحوال بلادهم الاقتصادية فصارت كل عائلة تنجب بالدستة/ الدرزن! (عيني باردة). ولكن الجنس الوحيد الغافل عن خطورة الاستمرار في التكاثر هم العرب فما زال متوسط عدد أفراد الأسرة العربية ما بين 6 و 8 ويا خوفي من ان الأمريكان الذين يفترضون أنهم كفلاء سكان الكرة الأرضية، سيقومون بإعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا، وهو رجل نزق وطائش، ولا يحب العرب والأفارقة واللاتينيين والآسيويين، (ولكنه معجب بالرئيس الروسي بوتين وبمجنون كوريا الشمالية كيم جونغ أون لأنهما مثله من ذوي النزعات الحربية)، وشديد الاعجاب بالرئيس الأسبق جورج بشبوش الخربوش الذي وفي ست سنوات رفع عدد الأرامل في العراق الى 3 ملايين.
ترامب يقول ان التغير المناخي في الولايات المتحدة أمر لا يهمه طالما هناك وفرة للمياه والأراضي في بلدان أخرى، مما يعني أنه قد يضع عينه على السودان للأسباب آنفة الذكر، ولو وضع عينه على نهر النيل فقد تقرأون في الصحف قريبا ان جعفر عباس رفض إغلاق حنفية بيته بترباس، والتقطت له الأقمار الصناعية صورة وهو يستحم مرتين في الاسبوع (المفتري) فيتم إرسال قوة من المارينز تعتقله وتنقله الى غوانتنامو، باعتبار انه مارس نشاطا ارهابيا يهدد سلامة بني البشر (طبعا في قاموس واشنطن، فجعفر ليس من البشر بل هو أصلا من دولة مؤسسة لمحور الشر).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك