عالم يتغير
فوزية رشيد
تحرير العالم من الصهيونية!
{ الكيان الصهيوني وبشكل غير مسبوق منذ تأسيسه عام 1948، يواجه اليوم ضغوطاً سياسية وقانونية وإعلامية، حتى يكاد العالم كله بشعوبه ودوله ما عدا (الاستثناء الاستعماري الغربي) الذي يدعمه بل يشاركه في جرائم الحرب والإبادة التي يقوم بها! حتى تكاد الصورة تكون لأول مرة في العالم منقلبة على هذا الكيان وعلى المنظومة الصهيونية العالمية الداعمة له!
{ وما بين محكمة «الجنايات الدولية»، ومحكمة «العدل الدولية» تتوالى الضغوط القانونية، آخرها قبل أيام ما أمرت به «العدل الدولية» بوقف «العدوان الإسرائيلي» على رفح فوراً، وأن يبقى المعبر مفتوحاً لإدخال المساعدات من دون عوائق، ويمثّل هذا القرار المرة الثالثة هذا العام، التي تصدر فيها هيئة المحكمة المؤلفة من (15 قاضياً) أوامر لحقن الدماء وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة! ووفقاً للأمم المتحدة و«العدل الدولية» تابعة لها، فإن أحكام المحكمة نهائية ولا إمكانية لاستئنافها، و(ملزمة قانوناً)، ولأن تطبيق القرارات متروك للدول المعنية، فإن الكيان الصهيوني قرر كعادته الدوس على القانون الدولي وعدم الالتزام بقرار محكمة العدل الدولية!
{ حين صدر قبل ذلك قرار آخر من «الجنائية الدولية» بطلب مذكرات اعتقال بحق (نتنياهو وجالانت) فإن رد الفعل العنصري جاء ضد كل العالم باعتبار أن القضاة في المحكمة هم من (الأغيار) بحسب وصف المتطرفين الصهاينة في الكيان! وأن ذلك مضاد للسامية وعداء لها وللديمقراطية، حين ساوت مذكرات الاعتقال بين نتنياهو وغالات وبين «السنوار وهنية ومحمد ضيف»! وجاء تعليق «حماس» من جانبها أنه مساواة بين الضحية والجلاّد! ولا ندري ما علاقة الديمقراطية بالجرائم!
{ حين لا يلتزم الكيان الصهيوني بالقرارات الدولية! وحين تهدد الولايات المتحدة المحاكم الدولية والقضاة بشكل صريح! وحين يصل الخطاب العنصري إلى ما مؤداه (اليهود والأغيار في العالم) فإن التسلط الصهيوني داخل الكيان وفي الغرب يصل إلى نهاياته الأكثر وقاحة وفوضوية! ومباركة لخطاب عنصري يستهدف هذه المرة العالم كله! باعتبار شعوبه (أغيارا) أي بحسب المضمون الصهيوني لهذا المفهوم أن (الأغيار هم العبيد) أي أن شعوب العالم ومؤسساته وقوانينه إن تجرأت على إدانة جرائم الكيان الصهيوني، فإن ذلك بمثابة جرأة العبيد على الأسياد، الذين هم اليهود أو كما في الحقيقة هم الصهاينة!
{ رغم ذلك فإن الصهيونية العالمية وكيانها المؤسس «استعماريا» يواجه اليوم غضب الشعوب وحتى الدول كما واجهت (النازية) قبل ذلك الرفض العالمي! بل إن غضب الله على هذه الفئة التي تقوم بالإفساد في الأرض مذكور في القرآن! والآن الصحوة العالمية في وعيها ضد الصهيونية، يتضح أنها البداية لانفراط العقد الصهيوني وكيانه الذي يعاني من الارتباك والفوضى! حتى تكاد تصريحات قادته (العنصرية) ضد كل من وما يرفضه على المستوى العالمي تكون أكبر إدانة له، ولمفاهيمه وتطرفه الأيديولوجي الصهيوني! وأكبر انكشاف للهيكلية الزائفة التي تقوم عليها ادعاءاته حول الديمقراطية! وحول كونه ديمقراطياً! وحيث الديمقراطية لم تكن قط وعاءً لممارسة المجازر وحرب الإبادة والعنصرية والتطهير العرقي، مما يجعل من ممارسات هذا «الكيان الصهيوني» خلال الـ76 عاماً قد أزيح عنها الغطاء تماما بعد العدوان على غزة، فانكشف لكل شعوب العالم ما كان مكشوفاً للفلسطينيين والعرب منذ عام النكبة! ليصبح هذا الكيان المتعجرف واقفا في «حلبة السيرك الصهيونية» عارياً من أي غطاء وسند إلا غطاء وسند الغرب الاستعماري، ومنبوذاً من شعوب العالم والضمير العالمي، حتى لو أسرف في عدم الالتزام بالقانون الدولي وتمادى ليمارس عنصريته ضد كل الشعوب!
{ حين قلنا مرة إن «غزة» كالرمال المتحركة، كلما تحرك الكيان بوحشية جرائمه غاص أكثر في وحل النبذ العالمي، فإنه اليوم وصل إلى أن يمارس عنصريته بشكل مكشوف وبدون أية أحقية، على العالم كله وعلى القانون الدولي والقضاة، فيما الولايات المتحدة والغرب الاستعماري يرتجفان بدورهما أمام هذا التحوّل في الوعي العالمي! ويدركان أن ثبوت إدانة الكيان وقادته في حرب الإبادة هو إدانة لكل قادة الغرب الاستعماريين والصهاينة، الذين يتلونون في خطاباتهم ومواقفهم كالحرباء من دون أن تنطلي ألاعيبهم على أحد بعد اليوم!
{ هو مأزق وحصار للكيان على المستوى السياسي والدبلوماسي والقانوني والإنساني والأخلاقي، بل على المستوى الإعلامي والنفسي! كما سقطت «النازية» من العالم، برفض عالمي، فإن سقوط (الصهيونية العالمية) تهبّ رياحه منذ الآن على الكيان الصهيوني، وعلى القادة الصهاينة في العالم! ولا بد للوعي العالمي والعربي والإسلامي أن يرتقي إلى مستوى (تحقيق هدا الرفض للصهيونية) كما كان للنازية، وحيث الوصول إلى أعلى مراتب سلمّ الرفض هو المسؤولية الكبرى الواقفة على الجميع اليوم لتحرير العالم من قبضة هذه الصهيونية ورموزها ومنطلقاتها الفكرية وإفسادها في الأرض! ولقد بلغ السيل الزُبى!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك