العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

في ذكراه الخامسة

} مرّت‭ ‬أمس‭ ‬الذكرى‭ ‬الخامسة‭ ‬لرحيل‭ ‬الزميل‭ ‬العزيز‭ ‬المرحوم‭ ‬الصحفي‭ ‬الرياضي‭ ‬سلمان‭ ‬الحايكي؛‭ ‬والذي‭ ‬غيبه‭ ‬الموت‭ ‬في‭ (‬19‭ ‬مايو‭ ‬2019‭) ‬ففقدت‭ ‬الساحة‭ ‬الإعلامية‭ ‬من‭ ‬رياضية‭ ‬وأدبية‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬عمالقتها؛‭ ‬باعتباره‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬النقاد‭ ‬وكتاب‭ ‬الأعمدة‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬المشار‭ ‬إليهما،‭ ‬وكان‭ ‬قلمه‭ ‬محل‭ ‬احترام؛‭ ‬حتّى‭ ‬مع‭ ‬أشد‭ ‬من‭ ‬اختلفوا‭ ‬معه،‭ ‬في‭ ‬الاتحادات‭ ‬أو‭ ‬الأندية‭ ‬وأصحاب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭!‬

 

} وكان‭ ‬عموده‭ ‬الرياضي‭ ‬الذي‭ ‬يُعنونه‭ ‬بتوقيع‭ (‬ساح‭) ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬الرياضية‭ ‬بأخبار‭ ‬الخليج؛‭ ‬منتظرا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القراء‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬انتماءاتهم‭ ‬ليقرأوا‭ ‬ما‭ ‬خطّت‭ ‬أنامله‭ ‬عن‭ ‬حدث‭ ‬ما‭ ‬مرّ‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الرياضية،‭ ‬باعتباره‭ ‬صاحب‭ ‬قلم‭ ‬جريء‭ (‬لا‭ ‬تأخذه‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬لومة‭ ‬لائم‭)‬،‭ ‬وصاحب‭ ‬طرح‭ ‬محايد؛‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يرتبطون‭ ‬معه‭ ‬بعلاقات‭ ‬قوية،‭ ‬لأنه‭ ‬يقرأ‭ ‬الحدث‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬ضميره؛‭ ‬ومصلحة‭ ‬الرياضة‭.‬

 

} وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬قدراته‭ ‬الأدبية‭ ‬ميّزت‭ ‬عموده‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الترابط‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬الهدف‭ ‬ونقله‭ ‬بديناميكية‭ ‬يحسده‭ ‬عليها‭ ‬الكثيرون،‭ ‬وأحيانا‭ ‬لا‭ ‬تُقرأ‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬السطور،‭ ‬فهو‭ ‬يجيد‭ ‬كيفية‭ ‬إيصال‭ ‬الفكرة‭ ‬للرجل‭ ‬المسؤول‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬السرد‭ ‬الممل؛‭ ‬حتّى‭ ‬في‭ ‬وضعيته‭ ‬للعناوين‭ ‬أو‭ ‬إطلاق‭ ‬التشبيهات؛‭ ‬تظل‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬القراء‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬منها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬متداولة‭ ‬بين‭ ‬النقاد‭ ‬والمتابعين‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭!‬

 

} وهذا‭ ‬النجاح‭ ‬يكمن‭ ‬سره‭ ‬في‭ ‬كونه‭ ‬جاء‭ ‬للساحة‭ ‬الإعلامية‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬النافذة؛‭ ‬فالأول‭ ‬على‭ ‬كونه‭ ‬مدرسا‭ ‬للتربية‭ ‬الرياضية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لاعبا‭ ‬ونجما‭ ‬في‭ ‬لعبتي‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬وكرة‭ ‬الطاولة‭ ‬ومثّل‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬فيهما،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬إداريا‭ ‬في‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬حكما‭ ‬دوليّا‭ ‬فيها،‭ ‬وله‭ ‬مؤلفات‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬وكان‭ ‬يعتزم‭ ‬إصدار‭ ‬أعمدته‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬ليخلدها‭ ‬لمختلف‭ ‬الأجيال‭.‬

 

} ولا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬على‭ ‬قدرته‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬من‭ ‬يملكون‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التحليل‭ ‬والنقد‭ ‬الصحفي؛‭ ‬وليس‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬غالبية‭ ‬من‭ ‬عملوا‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬الرياضية‭ ‬بأخبار‭ ‬الخليج‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬اكتشافاته،‭ ‬وهنا‭ ‬يسطر‭ ‬الشاعر‭ ‬يوسف‭ ‬الحايكي‭ ‬أبياتا‭ ‬مهداة‭ ‬إلى‭ ‬روحه‭:‬

سَأَلَ‭ ‬اَلْمَقَالُ‭ ‬مُتَشَوِقاً‭ ‬إِلْيكَ‭ ‬أَيا‭ ‬سَلْمَانُ،‭ ‬فَلَقَدْ‭ ‬رَحَلْتَ‭ ‬مُفَارِقاً‭ ‬عَنْهُ‭ ‬بِلَا‭ ‬اسْتِئذَانُ،‭ ‬وَغَدَا‭ ‬اَلْمَقَالُ‭ ‬فِي‭ ‬اَلْجَرِيدَةِ‭ ‬مُيَتَّماً‭ ‬أَحْرُفُهُ‭ ‬مُهْمُومَةً‭ ‬كَلِمَاتُهُ‭ ‬مُتْعَبَةً‭ ‬وَسْطُورُهُ‭ ‬تَنْتَابُها‭ ‬أَحْزَانُ‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا