مقال رئيس التحرير
أنـــور عبدالرحمــــــن
«قمة البحرين».. الأمل المنشود
16 مايو 2024، هذا التاريخ الذي سيبقى خالدا في ذاكرة مملكة البحرين والأمة العربية؛ لأنه اليوم الذي تحتضن فيه «أرض الخلود» أول قمة عربية وتفتح ذراعيها لاستقبال قادة وزعماء الدول العربية.
وقد كثر الحديث خلال الأيام الماضية عن تاريخية «قمة البحرين» من حيث مقر انعقادها، ولكن أيضا تمتد هذه التاريخية إلى الأهمية الاستراتيجية للقمة؛ لأن الطموحات والآمال كبيرة لكن التحديات أكبر وأصعب، مع استمرار أزمات المنطقة، على رأسها التحدي القديم الجديد أمام اجتماعات القمم العربية ألا وهو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وخاصة في ظل الحرب الإسرائيلية الوحشية ضد قطاع غزة.
ونحن إذ نرحب اليوم بالقادة العرب في «بحرين العروبة» بلد الكرام مهد السلام، يدور في الخلد كثير من الأسئلة، كيف ستختلف قمة البحرين عن سابقاتها من القمم؟ ماذا ينتظر العرب من هذه القمة؟ هل تخرج قمة البحرين بحلول للمشاكل التي تواجه المنطقة؟
هذا هو لسان حال كل مواطن عربي مازال يؤمن بقدرة هذه الأمة على النهوض لتجاوز عثراتها لتستعيد مجدها التليد، ولكن هذا لن يكون إلا من خلال تضامن عربي حقيقي في مواجهة التحديات التي تعصف بهذه الأمة.
وقد بذلت المنامة جهودا مضنية على مدار الأشهر الماضية من أجل جمع الكلمة العربية، عن طريق الدبلوماسية البحرينية؛ تلك القوة الناعمة التي تمتلكها المملكة في ظل رؤية جلالة الملك المعظم التي خطت نهجا ثابتا للسياسة الخارجية للمملكة ممتدا عبر العقود الماضية لتوطيد أواصر الأخوة والعمل العربي المشترك، والتضامن الإسلامي، وخدمة الإنسانية، وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الشعوب والثقافات، وتسوية النزاعات بالطرق الدبلوماسية، والالتزام بمبادئ الشرعية الدولية.
والعالم العربي أحوج ما يكون إلى نهج البحرين لحسم أزماته، وهذا لن يتحقق إلا من خلال التكاتف العربي وطي الخلافات البينية والحرص على التوافق لحل قضايا الأمة.
سعت البحرين لتهيئة كل الأجواء المناسبة لعقد قمة عربية غبر مسبوقة للوصول إلى وحدة عربية منشودة منذ تأسيس الجامعة العربية في أربعينيات القرن الماضي، وهذا هو الأمل المفقود، بل هو الحلم العربي الحقيقي.
وتابعنا على مدار الأيام القليلة الماضية الاجتماعات التحضيرية التي تفاعلت فيها البحرين وأجهزتها المختلفة من خلال طرح المبادرات النوعية التي تقودنا إلى لمّ الشمل العربي.
ومن نافلة القول إن القضية الفلسطينية سوف تتصدر أجندة أعمال القادة العرب اليوم؛ لأن الأمة تنتظر موقفا عربيا موحدا لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، والتمهيد لتنعم هذه المنطقة بسلام دائم يضمن لها الاستقرار، حتى تحقق التنمية المستدامة لشعوبها، لأن الأمة العربية هي أمة شابة من حيث التركيبة السكانية، وشبابها يستحق الأمن والازدهار.
هذه القمة هي فرصة ليتعرف العرب من قرب على البحرين وانتمائها العربي وما شهدته من تطور ملموس على الأصعدة كافة على مدار الـ25 عاما الماضية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك