العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

«قمة البحرين».. الأمل المنشود

16‭ ‬مايو‭ ‬2024،‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬سيبقى‭ ‬خالدا‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والأمة‭ ‬العربية؛‭ ‬لأنه‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تحتضن‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬أرض‭ ‬الخلود‮»‬‭ ‬أول‭ ‬قمة‭ ‬عربية‭ ‬وتفتح‭ ‬ذراعيها‭ ‬لاستقبال‭ ‬قادة‭ ‬وزعماء‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

وقد‭ ‬كثر‭ ‬الحديث‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬عن‭ ‬تاريخية‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬مقر‭ ‬انعقادها،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬تمتد‭ ‬هذه‭ ‬التاريخية‭ ‬إلى‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للقمة؛‭ ‬لأن‭ ‬الطموحات‭ ‬والآمال‭ ‬كبيرة‭ ‬لكن‭ ‬التحديات‭ ‬أكبر‭ ‬وأصعب،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬أزمات‭ ‬المنطقة،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬التحدي‭ ‬القديم‭ ‬الجديد‭ ‬أمام‭ ‬اجتماعات‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الوحشية‭ ‬ضد‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

ونحن‭ ‬إذ‭ ‬نرحب‭ ‬اليوم‭ ‬بالقادة‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬‮«‬بحرين‭ ‬العروبة‮»‬‭ ‬بلد‭ ‬الكرام‭ ‬مهد‭ ‬السلام،‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬الخلد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأسئلة،‭ ‬كيف‭ ‬ستختلف‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬سابقاتها‭ ‬من‭ ‬القمم؟‭ ‬ماذا‭ ‬ينتظر‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القمة؟‭ ‬هل‭ ‬تخرج‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬بحلول‭ ‬للمشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة؟

هذا‭ ‬هو‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬عربي‭ ‬مازال‭ ‬يؤمن‭ ‬بقدرة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬لتجاوز‭ ‬عثراتها‭ ‬لتستعيد‭ ‬مجدها‭ ‬التليد،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تضامن‭ ‬عربي‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بهذه‭ ‬الأمة‭.‬

وقد‭ ‬بذلت‭ ‬المنامة‭ ‬جهودا‭ ‬مضنية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جمع‭ ‬الكلمة‭ ‬العربية،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية؛‭ ‬تلك‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬التي‭ ‬خطت‭ ‬نهجا‭ ‬ثابتا‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للمملكة‭ ‬ممتدا‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬لتوطيد‭ ‬أواصر‭ ‬الأخوة‭ ‬والعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬والتضامن‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والثقافات،‭ ‬وتسوية‭ ‬النزاعات‭ ‬‏بالطرق‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬والالتزام‭ ‬بمبادئ‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭.‬‏

والعالم‭ ‬العربي‭ ‬أحوج‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬إلى‭ ‬نهج‭ ‬البحرين‭ ‬لحسم‭ ‬أزماته،‭ ‬وهذا‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التكاتف‭ ‬العربي‭ ‬وطي‭ ‬الخلافات‭ ‬البينية‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬التوافق‭ ‬لحل‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭.‬

سعت‭ ‬البحرين‭ ‬لتهيئة‭ ‬كل‭ ‬الأجواء‭ ‬المناسبة‭ ‬لعقد‭ ‬قمة‭ ‬عربية‭ ‬غبر‭ ‬مسبوقة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬عربية‭ ‬منشودة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬أربعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الأمل‭ ‬المفقود،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬الحلم‭ ‬العربي‭ ‬الحقيقي‭.‬

وتابعنا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التحضيرية‭ ‬التي‭ ‬تفاعلت‭ ‬فيها‭ ‬البحرين‭ ‬وأجهزتها‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرح‭ ‬المبادرات‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬تقودنا‭ ‬إلى‭ ‬لمّ‭ ‬الشمل‭ ‬العربي‭.‬

ومن‭ ‬نافلة‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سوف‭ ‬تتصدر‭ ‬أجندة‭ ‬أعمال‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬اليوم؛‭ ‬لأن‭ ‬الأمة‭ ‬تنتظر‭ ‬موقفا‭ ‬عربيا‭ ‬موحدا‭ ‬لإنهاء‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق،‭ ‬والتمهيد‭ ‬لتنعم‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬بسلام‭ ‬دائم‭ ‬يضمن‭ ‬لها‭ ‬الاستقرار،‭ ‬حتى‭ ‬تحقق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لشعوبها،‭ ‬لأن‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬أمة‭ ‬شابة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التركيبة‭ ‬السكانية،‭ ‬وشبابها‭ ‬يستحق‭ ‬الأمن‭ ‬والازدهار‭.‬

هذه‭ ‬القمة‭ ‬هي‭ ‬فرصة‭ ‬ليتعرف‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وانتمائها‭ ‬العربي‭ ‬وما‭ ‬شهدته‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬ملموس‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬كافة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ25‭ ‬عاما‭ ‬الماضية‭. ‬

 

 

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا