زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
تجربة أهديها لبعضكم (3)
والتجربة هي إزالة المياه البيضاء من العين، وقد خضعت لها في 17 أبريل المنصرم في العين اليمنى، والآن لقرابة ثلاثة أسابيع لا أستخدم النظارات الطبية التي لازمتني منذ معركة القادسية، وذلك لأن تلك العين لم تعد بحاجة الى النظارة، لأنها استردت قوى الإبصار بصورة شبه كاملة، ومن ثم لم تعد مواصفات نظارتي الحالية تناسبها، وسأبقى بلا نظارات حتى يتم شفط المياه الراكدة من العين اليسرى، وبعدها قد أحتاج الى نظارة بنت ناس (بعكس الحالية التي هي من فصيلة كعب الفنجان) وقد لا أحتاج.
وأهدي التجربة لمن يعاني من ضبابية الرؤية سواء كان من مستخدمي النظارات الطبية أو لا، فشفط المياه البيضاء يردّ للعين شبابها بنسبة عالية، وكما أوضحت في مقالي هنا ليوم أمس الأول، فإن عملية الإزالة بسيطة جدا سواء كانت بالجراحة أو الليزر، ونسبة نجاحها فيما يخص جراح العيون تقترب من 100 في الـ100، ولكن مسؤولية نجاحها تقع على المريض، فلقرابة شهر من الزمان عليه تجنب إدخال الماء في العين ورفع الأشياء الثقيلة، وتفادي الانحناء بحيث يكون الرأس ما دون الصدر، (ومن ثم تكون الصلاة جلوسا مع قصر الركوع والسجود على الإيماءات)، ولا عليك إذا أجريت عملية الشفط تلك بما قضت به أم الجعافر زوجتي من «لا للتلفزيون، ولا للتلفون، ولا للكمبيوتر»، فهي نتاج ما يعرف بلاءات الخرطوم الثلاثة التي ما قتلت ذبابة (بعد هزيمة جيوش مصر والأردن وسوريا في الحرب مع إسرائيل في يونيو من عام 1967 انعقدت قمة عربية في الخرطوم وجاء في بيانها الختامي: لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بالعدوّ الصهيوني)، فلا تدع أمّ جعافرك تنصّب نفسها طبيبة عيون كأم جعافري، وتستولي على السلطة وتحتجزك في بيت الطاعة كما هو حالي الآن، وكما كان حالي في عصر الكورونا، حيث تآمرت عليّ أم الجعافر ومعها ولدي وفرضوا علي حظر التجوال، بأن صادروا مفتاح سيارتي، وغمروا أطراف جسمي بالكحول حتى صارت بشرتي فاتحة وكدت أصدق أنني سويدي، وصرت سودانيا نتيجة لخطأ في طباعة الاسم.
والشاهد يا عزيزي هو أن شفط المياه البيضاء من العين يتبعه تزويد العين بعدسة جديدة تجعل البصر حديدا، وبإمكانك تشخيص حالة عينك مبدئيا لتعرف ما إذا كانت بعينك مياه بيضاء، فمن أعراض الإصابة بتلك المياه الحاجة الى تغيير النظارات الطبية في فترات متقاربة، والشعور بنقص في الضوء من حولك وأن الألوان صارت باهتة، وعدم القدرة على تحمل الإضاءة القوية، والرؤية الضبابية بحيث يحسّ الإنسان أنه يرى الأشياء من خلال ستارة أو لوح زجاجي، ورؤية هالات حول بؤر الضوء أو ازدواج الرؤية.
وتبدأ المعاناة من مياه العين البيضاء عادة في العقد السادس من العمر (الخمسينيات) ولكن عامل الوراثة قد يجعل البعض عرضة للإصابة بها في سن مبكرة، ومما قد يتسبب في الإصابة بها التعرض لحوادث عنيفة في الرأس أو الوجه، وبشكل خاص الضربة المباشرة للعين كما قد يحدث في حوادث السير والرياضة، والتعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، كما أن مياه العين البيضاء قد تظهر في سن مبكرة لدى مرضى السكري، ولكن يبقى القول الفصل في أمر الإصابة بيد طبيب العيون، فقد يكون التشويش البصري والرؤية الضبابية نتيجة علل أخرى في العين، وبهذه المناسبة لا بد أن أدق ناقوس الخطر لأنه يتم الترويج في الوسائط الصينية لنوع من قطرات العين يقال إنها يابانية الصنع تزيل المياه البيضاء والحَوَل بعد أسبوع واحد من الاستعمال، ويذكرني هذا بالكثير من الإفك الطبي الذي روّج له دخلاء عن الطب عن عشبة تشفي من الإيدز وأخرى تقضي على التهاب الكبد، فلو كان لتلك القطرة معشار مفعولها المعلن لذاع أمرها واختفت بعض علل العيون نهائيا، والشاهد كما يقول المثل النوبي «مانج دفّو، دنيا دفّو» = ضياع العين يعني ضياع الدنيا (الحياة)، فلا تسلم أمر عينك لغير الطبيب المختص المرخّص.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك