الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
يوم الصحافة البحرينية.. وتوصية د. علي بن ماجد النعيمي
هل تعلم عزيزي القارئ أن تاريخ الصحافة في مملكة البحرين يعود إلى عام 1939 حيث تأسست جريدة «البحرين» على يد الأب الروحي للصحافة البحرينية الراحل (عبدالله الزايد)، لتصبح أول صحيفة أسبوعية تصدر في منطقة الخليج العربي.. وهل تعلم عزيزي القارئ أن عدد الصحف الصادرة في مملكة البحرين منذ عام 1939 بلغ نحو أكثر من 115 جريدة ومجلة.. ولا تزال جريدة «أخبار الخليج» تحمل شعار الجريدة اليومية الأولى في البحرين، منذ الأول من فبراير عام 1976.
هذا التاريخ الصحفي العريق، وهذا الكمّ الكبير من الصحف والمجلات، كان يشير إلى الحراك والحيوية التي تتمتع بها مملكة البحرين، واهتمام الناس وتحضّرهم وثقافتهم الرفيعة، في العمل الصحفي والإعلامي، والأدبي والثقافي.
واليوم تحتفل مملكة البحرين بيوم الصحافة البحرينية، في ظل المشروع الإصلاحي والعهد الزاهر والمسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
ومع تطور الصحافة ووسائل الإعلام، وتأثير المواقع والمنصات الإلكترونية، أصبح العمل الصحفي أكثر اتساعا ونشاطا، وتنافسا وحراكا، وحتى صعوبة وتعقيدا، وأصبحت المعلومات والأخبار، المحلية والدولية، تصل إلى المواطن والقارئ عبر أجهزة الهاتف أولا بأول، واختلطت فيها الأخبار الدقيقة مع غيرها، الأمر الذي يستلزم العودة إلى تفعيل «ميثاق العمل الصحفي والإعلامي».
بين يديّ مقال نشره النائب الدكتور علي بن ماجد النعيمي في ديسمبر 2015، أشار فيه إلى البحث العلمي الذي قدمه عام 2012، كجزء من متطلبات الحصول على الماجستير، بعنوان «المسؤولية المدنية الناشئة عن أعمال الصحافي - دراسة مقارنة». وقد انتهى البحث إلى التوصية بضرورة أن تقوم جمعية الصحفيين البحرينية بإصدار ميثاق شرف للصحفيين، يتعلق بالسلوك المهني والأخلاقي للصحفيين عند مزاولتهم لمهنة الصحافة، وذلك حفاظًا على النظام والآداب العامة، وحماية لحقوق المواطنين، وضرورة أن تستقل الصحافة بقانون خاص بها، يعنى بكل الجوانب التي تتعلق بمهنة الصحافة، ويشمل جميع الأحكام المدنية والجنائية، بصورة تتفق مع التطورات التي شهدتها مهنة الصحافة في مملكة البحرين، في ظل التطورات الديمقراطية التي تشهدها المملكة، وكذلك ضرورة استحداث محكمة تختص بنظر القضايا والدعاوى الناشئة عن أخطاء الصحافة، لما لهذه المهنة من خصوصية من ناحية الدعاوى المتولدة عنها وطبيعتها، وأنها آخذة بالازدياد نتيجة الحرية الواسعة التي يتمتع بها الصحفي في عمله، والتي كفلها القانون.
وأضاف د. النعيمي في مقاله أن حرية الرأي والتعبير تأتي في مقدمة اهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وإيمانه التام بحرية الصحافة، وحرص جلالته على ضمان هذا الحق منذ توليه مقاليد الحكم، كجزء لا يتجزأ من مشروعه الإصلاحي.
في يوم الصحافة البحرينية نهنئ الأسرة الصحفية بجهودها وعملها، ونحيي روادها الأوائل، والأساتذة المخضرمين، وجيل الشباب.. ونتمنى أن نرى جزءا من توصية د. علي بن ماجد النعيمي يطبق على أرض الواقع، وتفعيل ميثاق العمل الصحفي والإعلامي.. وخاصة الإلكتروني منه، من أجل كبح جماح انفلاته، وتقويم مساره، وتهذيب أدائه، واستثمار حيويته، بشكل وطني وإيجابي ومهني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك