العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

عليكم بالمريخ يا عرب

بقي‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ - ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬فلكيين‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬ونروح‭ ‬فيها‭ ‬جميعا‭ ‬او‭ ‬معظمنا،‭ ‬فهناك‭ ‬كويكب‭ ‬ضخم‭ ‬يتقدم‭ ‬صوب‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬بسرعة‭ ‬17000‭ ‬ميل‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ (‬أكثر‭ ‬من‭ ‬27300‭ ‬كيلومتر‭)‬،‭ ‬وإذا‭ ‬ارتطم‭ ‬بالأرض‭ ‬فمعنى‭ ‬ذلك‭: ‬باي‭ ‬باي‭ ‬عرب‭.. ‬باي‭ ‬باي‭ ‬لندن،‭ ‬لأنه‭ ‬قد‭ ‬يقضي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مليار‭ ‬ونصف‭ ‬المليار‭ ‬نسمة،‭ ‬كما‭ ‬سينجم‭ ‬عنه‭ ‬هيجان‭ ‬البحار‭ ‬فتختفي‭ ‬جزر‭ ‬بأكملها،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬يشكلون‭ ‬الامتداد‭ ‬العرقي‭ ‬لقوم‭ ‬عاد‭ ‬وأهل‭ ‬إرم‭ ‬ذات‭ ‬العماد‭ ‬‮«‬وثمود‭ ‬الذين‭ ‬جابوا‭ ‬الصخر‭ ‬بالواد‮»‬‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المستبعد‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أول‭ ‬الهالكين،‭ ‬وأن‭ ‬لندن‭ ‬بحكم‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬ستروح‭ ‬وتريح‭ ‬وتستريح‭. ‬وأسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يلطف‭ ‬بأخوتي‭ ‬السودانيين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬موقعًا‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬يحتلونه‭ ‬سوى‭ ‬شبردس‭ ‬بوش‭ ‬وسوقه‭ ‬الكئيب،‭ ‬لعله‭ ‬يذكرهم‭ ‬بسوق‭ ‬‮«‬سعد‭ ‬قشرة‮»‬‭ ‬ويحمل‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬اسم‭ ‬تاجر‭ ‬يمني‭ ‬قضى‭ ‬معظم‭ ‬سني‭ ‬عمره‭ ‬يدير‭ ‬محل‭ ‬بقالة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الخرطوم‭ ‬بحري،‭ ‬فحمل‭ ‬الميدان‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يطل‭ ‬عليه‭ ‬متجره‭ ‬اسمه،‭ ‬وسوق‭ ‬سعد‭ ‬قشرة‭ ‬بدأ‭ ‬عشوائيًا‭ ‬مثل‭ ‬شبردس‭ ‬بوش‭ ‬ثم‭ ‬اكتشفت‭ ‬الحكومة‭ ‬انه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مصدرًا‭ ‬للضرائب‭ ‬والعوائد‭ ‬فأعادت‭ ‬تنظيمه،‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬ينافس‭ ‬سوق‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬ام‭ ‬درمان،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬محطة‭ ‬للبضائع‭ ‬المهربة‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ .‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬الشيء‭ ‬بالشيء‭ ‬يذكر،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تذكيركم‭ ‬بالرجلين‭ ‬اليمنيين‭ ‬اللذين‭ ‬استقبلا‭ ‬قبل‭ ‬بضع‭ ‬سنوات‭ ‬وفدًا‭ ‬من‭ ‬الجن‭ ‬بعث‭ ‬به‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬سليمان‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬حاملاً‭ ‬صكوك‭ ‬تمليكهما‭ ‬كوكب‭ ‬المريخ،‭ ‬والعجيب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أنهما‭ ‬قررا‭ ‬إهداء‭ ‬مليون‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬المريخ‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬اليمني‭ ‬المخلوع‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬صالح،‭ ‬وليته‭ ‬هاجر‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬مع‭ ‬الحوثيين‭ ‬فأراح‭ ‬واستراح‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتحالف‭ ‬معهم‭ ‬ثم‭ ‬يروح‭ ‬فيها‭. ‬

ثم‭ ‬ماذا‭ ‬بعد؟‭ ‬سؤال‭ ‬وجيه‭ ‬وإجابته‭ ‬عندي‭: ‬الكويكب‭ ‬الظافر‭ ‬سيرتطم‭ ‬بالأرض‭ ‬في‭ ‬أو‭ ‬نحو‭ ‬عام‭ ‬2028م‭ ‬وسيحدث‭ ‬ارتطامه‭ - ‬في‭ ‬حال‭ ‬حدوثه‭ - ‬زلزلة‭ ‬تخرج‭ ‬فيها‭ ‬الأرض‭ ‬بعض‭ ‬أثقالها‭ ‬وتهب‭ ‬رياح‭ ‬صرصر‭ ‬عاتية‭ ‬تقضي‭ ‬على‭ ‬الحضارة‭ ‬والمدنية‭ ‬فتلحق‭ ‬بقية‭ ‬الأمم‭ ‬بركب‭ ‬العرب‭ ‬أي‭ ‬تتقهقر‭ ‬إلى‭ ‬القرون‭ ‬المظلمة‭ ‬فيما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ«التقدم‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‮»‬‭. ‬ما‭ ‬المخرج‭ ‬إذن؟‭ ‬كما‭ ‬يهرب‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬صيف‭ ‬بلاده‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬وجنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬ومن‭ ‬ضعفه‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا،‭ ‬ومن‭ ‬زوجته‭ ‬إلى‭ ‬بورتوريكا‭ (‬لزوم‭ ‬السجع‭) ‬فبإمكانه‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الكرم‭ ‬اليمني‭ ‬لينزح‭ ‬إلى‭ ‬المريخ‭.. ‬وهنا‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أطمئن‭ ‬العرب‭ ‬بأن‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬المريخ‭ ‬ستريحهم‭ ‬من‭ ‬الصداع‭ ‬المزمن‭ ‬المسمى‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لن‭ ‬ينزحوا‭ ‬مع‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬الكوكب‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬حيلهم‭ ‬إنهد‮»‬‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬الترحال‭. ‬

إذن‭ ‬هاجروا‭ ‬إلى‭ ‬المريخ‭ - ‬الله‭ ‬يخليكم‭ - ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يأتيكم‭ ‬ذلك‭ ‬الكويكب‭. ‬أما‭ ‬أنا‭ ‬فسأتخلف‭ ‬عن‭ ‬الركب‭ ‬ولا‭ ‬يهمني‭ ‬ماذا‭ ‬يفعل‭ ‬بي‭ ‬ذلك‭ ‬الكويكب‭ ‬الفالت‭. ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬أعيش‭ ‬بضعة‭ ‬أعوام‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الأجواء‭ ‬العربية‮»‬‭. ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الكلام‭ ‬الممل‭ ‬والمكرر‭ ‬والممجوج‭. ‬وأرسلت‭ ‬ابني‭ ‬إلى‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬نيوزيلندا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نما‭ ‬إلى‭ ‬علمي‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬لم‭ ‬يكتشفوها‭ ‬بعد‭ ‬فإذا‭ ‬به‭ ‬يقول‭ ‬لي‭ ‬إن‭ ‬الانتشار‭ ‬العربي‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬وبائي‮»‬‭. ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أذكركم‭ ‬بأن‭ ‬المال‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬المريخ‭ ‬فاتركوه‭ ‬عهدة‭ ‬عندي‭. ‬وبصراحة‭ ‬أكثر‭ ‬فإنني‭ ‬من‭ ‬المشمولين‭ ‬بآية‭ ‬الزكاة‭ ‬وقد‭ ‬أباح‭ ‬لي‭ ‬الله‭ ‬التمتع‭ ‬بزينة‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا‭ ‬وهي‭ ‬المال‭ ‬والبنون‭ ‬وعندي‭ ‬‮«‬البنون‮»‬‭ ‬وينقصني‭ ‬المال‭. ‬كيلا‭ ‬أبدو‭ ‬جاحدًا‭ ‬عندي‭ ‬منه‭ ‬القليل‭ ‬ولكنني‭ ‬لا‭ ‬أملك‭ ‬قوت‭ ‬سنة‭ (‬يعني‭ ‬‮«‬مسكين‮»‬‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الشرع‭) ‬لأنني‭ ‬موظف‭.. ‬يعني‭ ‬أجير‭.. ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬بحبوحة‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬ثم‭ ‬استدين‭ ‬قوت‭ ‬الأسابيع‭ ‬الثلاثة‭ ‬المتبقية‭.. ‬وأعاهدكم‭ ‬بأنني‭ ‬سأكون‭ ‬أمينًا‭ ‬على‭ ‬أموالكم‭ ‬ولن‭ ‬أبددها،‭ ‬فلا‭ ‬أنا‭ ‬سكير‭ ‬ولا‭ ‬حشاش‭ ‬بل‭ ‬أريد‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬أملأ‭ ‬عيني‭ ‬بالنقود‭ ‬السائلة‭. ‬وإذا‭ ‬عدتم‭ ‬من‭ ‬المريخ‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تدمروه‭ ‬بالحروب‭ ‬والفتن‭ ‬سأرد‭ ‬إليكم‭ ‬أموالكم‭ ‬لتكنزوها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وتأخذوها‭ ‬معكم‭ ‬إلى‭ ‬قبوركم‭ ‬ثم‭ ‬تحملوها‭ ‬معكم‭ ‬يوم‭ ‬الحساب‭ ‬لتحمى‭ ‬في‭ ‬نار‭ ‬جهنم‭ ‬وتكوى‭ ‬بها‭ ‬جباهكم‭.. ‬إنه‭ ‬سميع‭ ‬مجيب‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا