العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

وله في التبغ كلام (2)

ولليوم‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬نبقى‭ ‬مع‭ ‬صديقي‭ ‬الداعية‭ ‬الإسلامي‭ ‬المصري‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالسلام‭ ‬البسيوني،‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬الراحل‭ ‬علي‭ ‬الطنطاوي‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬شاكلة‭ ‬الوعاظ‭ ‬الذين‭ ‬يخطبون‭ ‬وهم‭ ‬زعلانين،‭ ‬ومعظم‭ ‬كلامهم‭ ‬ويل‭ ‬وثبور،‭ ‬وينسون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جنة‭ ‬أُعدّت‭ ‬للمتقين،‭ ‬حتى‭ ‬رفع‭ ‬البعض‭ ‬شعار‭: ‬الشعب‭ ‬يريد‭ ‬تغيير‭ ‬الإمام،‭ ‬وقد‭ ‬تناولت‭ ‬بالأمس‭ ‬جانبا‭ ‬مما‭ ‬أورده‭ ‬عن‭ ‬التدخين،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التحليل‭ ‬والتحريم،‭ ‬موردا‭ ‬أقوال‭ ‬المتغزلين‭ ‬بالتبغ،‭ ‬وأقوال‭ ‬الجهات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تلعن‭ ‬خاش‭ ‬التبغ‭ ‬والمتتبغين،‭ ‬ونواصل‭ ‬اليوم‭ ‬استكمال‭ ‬عرض‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الشعراء‭ ‬في‭ ‬‮«‬محاسن‮»‬‭ ‬التبغ‭:‬

الشاعر‭ ‬الطبيب،‭ ‬حمد‭ ‬وصْل‭ ‬العصيمي،‭ ‬سعودي‭ ‬الجنسية،‭ ‬قال‭ ‬مخاطبا‭ ‬المدام‭: ‬دعيني‭ ‬أدخن‭ ‬لا‭ ‬تمنعيني‭ / ‬ولا‭ ‬تقفيِ‭ ‬بين‭ ‬تبغي‭ ‬وبيني‭ / ‬فأنت‭ ‬وهذي‭ ‬السجارة‭ ‬يا‭ ‬سيدتي‭ / ‬تقتسمانِ‭ ‬سنيني‭ / ‬فنصفي‭ ‬إليها‭ ‬ونصفي‭ ‬إليك‭/ ‬فلا‭ ‬تظلميها‭ ‬ولا‭ ‬تظلميني‭/ ‬دعيني‭ ‬أدخنُ‭ ‬لا‭ ‬تمنعيني‭ / ‬ولا‭ ‬تُغضبيها‭ ‬رجاءً‭ ‬ولا‭ ‬تُغضبيني‭ / ‬فتلكَ‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬يميني‭ / ‬بها‭ ‬سِرُّ‭ ‬شعري‭/ ‬دعيني‭ ‬أدخن‭ ‬إني‭ ‬بتبغي‭ / ‬أحارب‭ ‬جرحًا‭ / ‬أحارب‭ ‬قُبحاً‭ ‬بوجه‭ ‬السنين‭ / ‬هبيني‭ ‬أقلعت‭ ‬عنها‭ ‬هبيني‭ / ‬فكيف‭ ‬ساُقلعُ‭ ‬عنك‭ / ‬عن‭ ‬الحُب‭ ‬يا‭ ‬نور‭ ‬عيني؟‭! ‬تقولين‭ ‬إن‭ ‬السجارة‭ ‬تُحرق‭ ‬صدري‭ / ‬فأنت‭ ‬التي‭ ‬تُحرقيني‭ / ‬وأنتِ‭ ‬التي‭ ‬تُطفئيني‭ ‬حُبًّا‭ / ‬وأنت‭ ‬التي‭ ‬تُشعليني‭ (‬على‭ ‬كل‭ ‬مدخن‭ ‬تنقنق‭ ‬زوجته‭ ‬بشأن‭ ‬السجائر‭ ‬أن‭ ‬يحفظ‭ ‬أبيات‭ ‬البكش‭ ‬هذه،‭ ‬لأنها‭ ‬ستجعل‭ ‬الزوجة‭ ‬تنسطل‭ ‬بالنيكوتين‭ ‬اللفظي‭ ‬وتكف‭ ‬عن‭ ‬النقنقة‭).‬

ثم‭ ‬يعرج‭ ‬شيخ‭ ‬عبدالسلام‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ (‬شاعر‭ ‬المرأة‭) ‬على‭ ‬لسان‭ ‬حبيبته‭ (‬أنظر‭ ‬مجانية‭ ‬الألقاب‭ ‬عند‭ ‬العرب،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬نزار‭ ‬شاعر‭ ‬المرأة،‭ ‬فمن‭ ‬هو‭ ‬شاعر‭ ‬الرجل؟‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬عميد‭ ‬الأدب‭. ‬من‭ ‬هو‭ ‬وكيل‭ ‬عريف‭ ‬الأدب؟‭ ‬حافظ‭ ‬إبراهيم‭ ‬شاعر‭ ‬النيل‭ ‬فهل‭ ‬كان‭ ‬احمد‭ ‬شوقي‭ ‬شاعر‭ ‬الأمازون؟‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬شوقي‭ ‬نفسه‭ ‬أمير‭ ‬الشعراء‭ ‬فمن‭ ‬هو‭ ‬ملكهم‭ ‬أو‭ ‬ولي‭ ‬عهده؟‭ ‬وأم‭ ‬كلثوم‭ ‬كوكب‭ ‬الشرق،‭ ‬ومن‭ ‬هي‭ ‬كوكب‭ ‬الجنوب،‭ ‬وعبدالحليم‭ ‬حافظ‭ ‬العندليب‭ ‬الأسمر‭ ‬فهل‭ ‬هناك‭ ‬عندليب‭ ‬بمبي‭ ‬أو‭ ‬تركواز؟‭)‬،‭ ‬ما‭ ‬علينا‭ ‬ولنسمع‭ ‬ما‭ ‬تقوله‭ ‬هذه‭ ‬الفتاة‭ ‬لحبيبها‭ ‬النيكوتيني‭: ‬واصل‭ ‬تدخينك،‭ ‬يغريني‭ / ‬رجلٌ‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬تدخين‭ / ‬ما‭ ‬أشهى‭ ‬تبغك‭ ‬والدنيا‭ ‬تستقبل‭ ‬أول‭ ‬تشرين‭ / (‬شكرا‭ ‬نزار‭ ‬فهذا‭ ‬يوم‭ ‬مولد‭ ‬سي‭. ‬دي‭. ‬أبو‭ ‬الجعافر‭) ‬دخن‭ .. ‬لا‭ ‬أروع‭ ‬من‭ ‬رجلٍ‭ / ‬يفنى‭ ‬في‭ ‬الركن‭ .. ‬ويفنيني‭ / ‬أشعل‭ ‬واحدةً‭.. ‬من‭ ‬أخرى‭ / ‬أشعلها‭ ‬من‭ ‬جمر‭ ‬عيوني‭ / ‬ورمادك‭ ‬ضعه‭ ‬على‭ ‬كفي‭ / ‬نيرانك‭ ‬ليست‭ ‬تؤذيني‭ (‬هل‭ ‬هذه‭ ‬حبيبة‭ ‬أم‭ ‬مصفحة؟‭) / ‬أحرقني‭.. ‬أحرق‭ ‬بي‭ ‬بيتي‭/ ‬وتصرف‭ ‬فيه‭ ‬كمجنون‭ / ‬فأنا‭ ‬كامرأة‭.. ‬يكفيني‭ / ‬أن‭ ‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬يداً‭ / ‬تتسلل‭ ‬من‭ ‬خلف‭ ‬المقعد‭ / ‬كي‭ ‬تمسح‭ ‬رأسي‭ ‬وجبيني‭ (‬هذه‭ ‬قليلة‭ ‬حياء‭ ‬فقد‭ ‬نسيت‭ ‬أمر‭ ‬السيجارة‭ ‬وصارت‭ ‬تتمنى‭ ‬الهبش‭ ‬والخمش‭).  ‬

وماذا‭ ‬قال‭ ‬شاعر‭ ‬العراق‭ ‬الكبير‭ ‬معروف‭ ‬الرصافي‭ ‬عن‭ ‬التدخين‭: ‬وربّ‭ ‬بيضاءِ‭ ‬قيدِ‭ ‬الأصبع‭ ‬احترقت‭ / ‬في‭ ‬الكفّ‭ ‬وهي‭ ‬احتراق‭ ‬في‭ ‬الحشاشات‭/ ‬إن‭ ‬مَرّ‭ ‬بين‭ ‬شفاه‭ ‬القوم‭ ‬أسودها‭ / ‬ألقي‭ ‬اصفرارًا‭ ‬على‭ ‬بيض‭ ‬الثنيّات‭ / ‬وليتها‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬حظّ‭ ‬شاربها‭ / ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تفُتّ‭ ‬بكفّيه‭ ‬المرارات‭/ ‬عوائد‭ ‬عمّت‭ ‬الدنيا‭ ‬مصائبُها‭/‬ وإنما‭ ‬أنا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المصيبات‭.. ‬ثم‭ ‬اقرأوا‭ ‬كلامه‭ ‬المليان‭ ‬فيتامين‭: ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكُ‭ ‬الدهر‭ ‬سوقًا‭ ‬راج‭ ‬باطلها‭ / ‬ما‭ ‬راجتِ‭ ‬الخمر‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬التجارات‭/ ‬ولا‭ ‬استمرّ‭ ‬دخان‭ ‬التَبغ‭ ‬منتشرًا‭ / ‬بين‭ ‬الورى‭ ‬وهو‭ ‬مطلوب‭ ‬كأقوات‭/ ‬لو‭ ‬استطعت‭ ‬جعلت‭ ‬التبغ‭ ‬محتكَرًا‭/ ‬حتى‭ ‬يَبيعوه‭ ‬قيراطًا‭ ‬ببدْرات‭ / ‬فيستريحَ‭ ‬فقير‭ ‬القوم‭ ‬منه‭ / ‬ولا‭ ‬يُبْلى‭ ‬به‭ ‬غير‭ ‬مُثرٍ‭ ‬ذي‭ ‬سفاهات‭/ ‬الحُرّ‭ ‬من‭ ‬خرق‭ ‬العادات‭ ‬مُنْتَهِجًا‭ ‬نهج‭ ‬الصواب‭ ‬ولو‭ ‬ضدّ‭ ‬الجماعات‭.‬

قلت‭ ‬لكم‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬صاغ‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬داعية‭ ‬إسلامي‭ ‬معروف‭ ‬ثم‭ ‬انظر‭ ‬كيف‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬مقصده‭ ‬دون‭ ‬تهديد‭ ‬القارئ‭ ‬بالويل‭ ‬والثبور‭ ‬يوم‭ ‬النشور‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا