العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

صديقي مدح الحمير وشرشح الجعافير

لي‭ ‬صديق‭ ‬مصري‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬الدعاة‭ ‬للإسلام،‭ ‬وصاحب‭ ‬مؤلفات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬الموضوعات،‭ ‬فثقافته‭ ‬الموسوعية‭ ‬تعينه‭ ‬على‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والأدب،‭ ‬هو‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬البسيوني،‭ ‬ولكن‭ ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬كشفت‭ ‬للناس‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬زفتاوي،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬بلدة‭ ‬زفتا‭ ‬المصرية،‭ ‬وهو‭ ‬يستهدفني‭ ‬بمناسبة‭ ‬وبدون‭ ‬مناسبة،‭ ‬واكتشفت‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬رجل‭ ‬اسمه‭ ‬نرجس‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬زج‭ ‬بي‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الكتاب،‭ ‬وبدأ‭ ‬فصلا‭ ‬كاملا‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬الرجل‭ ‬الحمار‮»‬‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬آسَف‭ ‬قارئي‭ ‬العزيز‭ ‬إذ‭ ‬أشن‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬المباغت‭ ‬على‭ ‬الأخ‭ ‬الأكبر‭ ‬الأستاذ‭ ‬جعفر‭ ‬عباس‭ (‬اسم‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬البسيوني،‭ ‬يا‭ ‬دوب‭ ‬تجاوز‭ ‬الستين‭) ‬فأنا‭ ‬موجوع‭ ‬منذ‭ ‬قرأت‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬ما‭ ‬كتبه‭ ‬أخونا‭ ‬الكِشِر‭ ‬سحنة‭ (‬أسود‭)‬،‭ ‬الرائع‭ ‬قلبًا‭ ‬وروحًا،‭ ‬وصاحب‭ ‬أخف‭ ‬دم‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬السودان‭ ‬والنوبة‭ ‬ودنقلة،‭ ‬مهاجمًا‭ ‬شخصًا‭ ‬كرديا‭ ‬عراقيًّا‭ ‬يطالب‭ ‬بتكريم‭ ‬الحمير،‭ ‬ويحاول‭ ‬إنشاء‭ ‬رابطة‭ ‬دولية،‭ ‬لرعاية‭ ‬مصالحهم،‭ ‬وحماية‭ ‬حقوقهم،‭ ‬والقيام‭ ‬بدراسات‭ ‬تقدمية‭ ‬تحلل‭ ‬معالم‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬النهيق،‭ ‬ومكامن‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬الآذان‭ ‬الطويلة،‭ ‬وتستنبط‭ ‬الحسن‭ ‬الباهر‭ ‬في‭ ‬الأسنان‭ ‬اللؤلؤية‭ ‬العريضة‭ ‬التي‭ ‬تشف‭ ‬عن‭ ‬الابتسامة‭ ‬الحميرية‭ ‬الخلابة،‭ ‬وتصنف‭ ‬الحمير‭ ‬إلى‭ ‬طبقات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬حمير‭ ‬رعاع‭ ‬بروليتاريا،‭ ‬وحمير‭ ‬برجوازية‭/ ‬حمير‭ ‬شريفة،‭ ‬وحمير‭ ‬انتهازية‭/ ‬حمير‭ ‬ولاد‭ ‬ناس،‭ ‬وحمير‭ ‬ولاد‭ ‬حمير‭/ ‬حمير‭ ‬لها‭ ‬ضهر،‭ ‬وحمير‭ ‬ولاد‭ ‬كلب‮»‬‭.‬

وكل‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬البسيوني‭: ‬وقد‭ ‬تمادى‭ ‬الحقد‭ ‬بأبي‭ ‬الجعافر‭ - ‬والمقاومة‭ ‬لهذه‭ ‬الجمعية‭ ‬ذات‭ ‬الأهداف‭ ‬النبيلة‭ - ‬حتى‭ ‬طالب‭ ‬بأن‭ ‬يرأس‭ - ‬شخصيًّا‭ - ‬هيئة‭ ‬عربية‭ ‬موازية‭ ‬لحماية‭ ‬البعران،‭ ‬ورعاية‭ ‬مصالحها،‭ (‬البعران‭ ‬والبعارين‭ ‬هي‭ ‬الإبل،‭ ‬والخليجيون‭ ‬يحبون‭ ‬جمع‭ ‬التكسير‭ ‬بل‭ ‬وتكسير‭ ‬جمع‭ ‬التكسير،‭ ‬وجمع‭ ‬عمارة‭ ‬عماير‭ ‬وسيارة‭ ‬سيايير،‭ ‬والجمس‭ ‬جموس‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬الجمس‭ ‬هي‭ ‬سيارة‭ ‬جي‭. ‬إم‭. ‬سي‭. ‬الأمريكية‭).‬

‮«‬بعران‭ ‬إيه‭ ‬يا‭ ‬حاج؟‭ ‬بعران‭ ‬إيه؟‭ ‬ما‭ ‬خلاص،‭ ‬ما‭ ‬راحت‭ ‬على‭ ‬البعران‭ ‬والعربان،‭ ‬واللا‭ ‬سيادتك‭ ‬مش‭ ‬داري؟‭! ‬البعير‭ ‬هذا‭ ‬يا‭ ‬رجل‭ ‬صار‭ ‬موضة‭ ‬رجعية،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬ارتباطه‭ ‬بالمنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬أكبر‭ ‬المناطق‭ ‬المتخلفة‭ ‬قانونًا‭ ‬وحقوق‭ ‬إنسان،‭ ‬وتعليمًا‭ ‬واقتصادًا‭ ‬وسياسة؛‭ ‬طبقًا‭ ‬لتقارير‭ ‬هيومان‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش،‭ ‬وأمنستي،‭ ‬والصليب‭ ‬الأزرق،‭ ‬وكوفي‭ ‬أنان،‭ ‬وكوندوليسا‭ ‬رايس،‭ (‬هل‭ ‬تذكرونها‭ ‬وزيرة‭ ‬خارجية‭ ‬أمريكا‭ ‬التي‭ ‬اعتزلت‭ ‬السياسة‭ ‬وصارت‭ ‬راهبة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سمعت‭ ‬بنيتي‭ ‬الزواج‭ ‬منها؟‭)!‬

ألا‭ ‬تقرأ‭ ‬يا‭ ‬زول؟‭ (‬يقصدني‭ ‬أنا‭) ‬مؤخرا‭ ‬نشرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬خبرًا،‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬بارز‭ ‬بصفحتها‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بأن‭ ‬حمير‭ ‬بلاكبول‭ ‬بإنجلترا‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬إجازة‭ ‬أسبوعية،‭ (‬يستريحون‭) ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الجر‭ ‬والحمل،‭ ‬ومن‭ ‬السياط‭ ‬اللاهبة،‭ ‬والألسنة‭ ‬الغاضبة،‭ ‬ومن‭ ‬الألفاظ‭ ‬البذيئة‭ ‬لبعض‭ ‬البشر،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يقدرون‭ ‬دورها‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬المعاصرة،‭ ‬والذين‭ ‬يستخدمون‭ ‬اسم‭ ‬الحمار‭ ‬في‭ ‬سب‭ ‬البليدين‭ ‬والأغبياء‭ ‬من‭ ‬بني‭ ‬آدم‭! ‬أليس‭ ‬حمير‭ ‬بلاكبول‭ ‬أعظم‭ ‬حظًّا‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الآدميين؟‭ ‬ألا‭ ‬تعلم‭ ‬بأن‭ ‬الماسونيين،‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬يرفعون‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الحمار،‭ ‬ولهم‭ ‬جمعيات‭ ‬ينتسب‭ ‬لها‭ ‬كبار‭ ‬المفكرين‭ ‬ورجال‭ ‬المال‭ ‬والأعمال،‭ ‬ويرتقي‭ ‬فيها‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناس‭ ‬الهاي‭/ ‬البهوات‭/ ‬الذوات‭/ ‬الإيليت‭/ ‬النخبة‭/ ‬الكلاس‭/ ‬ولاد‭ ‬الناس‭/ ‬إلى‭ ‬سموات‭ ‬علا‭ ‬من‭ ‬الفخامة‭ ‬والرفعة،‭ ‬ويوم‭ ‬السعد‭ ‬والهنا‭ ‬عند‭ ‬بعضهم‭ ‬أن‭ ‬ينال‭ ‬درجة‭ ‬حامل‭ ‬البرذعة،‭ ‬أو‭ ‬يحظى‭ ‬بلقب‭ ‬حامل‭ ‬الحدوة،‭ ‬أو‭ ‬بنيشان‭ ‬صاحب‭ ‬النهيق‭ ‬المبجل،‭ ‬أو‭ ‬ميدالية‭ ‬الجحش؟‭! ‬وأحلى‭ ‬شيء‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬سيدة‭ ‬أولى،‭ ‬أو‭ ‬بزنس‭ ‬ليدي،‭ ‬أو‭ ‬ممثلة‭ ‬زي‭ ‬العسل،‭ ‬أكبر‭ ‬أمنياتها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬صاحبة‭ ‬العصمة‭ ‬الأتان‭/ ‬الحمارة‭! ‬

وثم‭ ‬أتظن‭ ‬سيادتك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أول‭ ‬اهتمام‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬كردستان‭ ‬التي‭ ‬أنتجت‭ ‬الأمير‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬العظيم،‭ ‬بالحمير‭ ‬ولاد‭ ‬الحمير؟‭ ‬لا‭ ‬يا‭ ‬أستاذ‭ ‬جعفر،‭ ‬سيادتك‭ ‬غلطان‭ ‬وستين‭ ‬غلطان،‭ ‬فهناك‭ ‬ولع‭ ‬بالحمير‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬لماذا،‭ ‬ولمّا‭ ‬ينمحِ‭ ‬من‭ ‬ذاكرتي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬تحقيق‭ ‬مطول‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬أو‭ ‬السبعينيات،‭ ‬مع‭ ‬واحد‭ ‬برزاني‭ (‬كردي‭) ‬كبير‭ ‬خالص،‭ ‬يقف‭ ‬بعمامته‭ ‬المميزة،‭ ‬وسرواله‭ ‬الأسود‭ ‬الواسع،‭ ‬وابتسامته‭ ‬العريضة،‭ ‬يباهي‭ ‬بجمعية‭ ‬الحمير‭ ‬التي‭ ‬أنشأها،‭ ‬ويسيل‭ ‬على‭ ‬ملامحه‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التباهي،‭ ‬والإحساس‭ ‬بالعظمة،‭ ‬وقد‭ ‬اعتدل‭ ‬في‭ ‬أوضاع‭ ‬فوتوجينيك،‭ ‬وبوزات‭ ‬دعائية‭ ‬لافتة،‭ ‬مفتخرًا‭ ‬بوقوفه‭ ‬بجانب‭ ‬أصحاب‭ ‬الفخامة‭ ‬الحمير‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا