مقال رئيس التحرير
أنـــور عبدالرحمــــــن
من أجل وطننا
إن كتابة هذا المقال ليست تمجيدا أو تهليلا، لكنها تأتي انطلاقا من الالتزام بالمسؤولية الوطنية لشرح الأمور بمصداقية مطلقة بغض النظر عمن يوافق عليها أو يعارضها.
محاسبة النفس ليست بالعمل اليسير، وكما نعلم أن جميع شعوب العالم مرّت أو تمرُّ في فترة من تاريخها بأعمال غير منطقية، ظنا من مرتكبيها أنهم يقومون بذلك تحقيقا لأهوائهم العقائدية من دون وضع اعتبار للأمن الوطني والمصلحة الوطنية.
أما رجالات الدولة فينظرون إلى الأمور بنظرة مختلفة في كيفية إزالة الأخطار ولَمِّ الشملِ وإيجاد الحلول بواقعية بعيدة عن العواطف وتستهدف الحفاظ على تماسك المجتمع في المقام الأول.
إن العفو الملكي الشامل لعدد كبير من المحكومين في قضايا الشغب وقضايا جنائية، وأيضا وعد سمو ولي العهد رئيس الوزراء بتوفير برامج تدريبية وفرص عمل للمشمولين بالعفو الشامل، بادرة إنسانية رفيعة المعنى تعكس النهج الذي تسير عليه أركان الدولة في التعامل مع كل فئات المجتمع.
كما قلنا سابقا، إن هيكل الحكم في هذا الوطن يعتمد على المنطق والعقل والإنسانية والرحمة، هذه المقومات الأربع نراها بجلاء في العفو الملكي الشامل وتوجيه سمو ولي العهد رئيس الوزراء، لأن الرحمة والعقلانية جناحان يحلقان بهذا البلد الطيب نحو الاستقرار والتنمية.
وأوجه كلماتي مباشرة إلى الذين أُطلق سراحُهم، هل لديهم النية الصادقة لإصلاح أنفسهم ودخول المجتمع من جديد بإرادة بناءة للاستفادة من الفرصة الجديدة في حياتهم، وهل يقدِّرون بأن هذا المجتمع سعد كثيرا لاحتضانهم من جديد، وأن عليهم مسؤولية ردِّ الجميل لهذا المجتمع، بأن يكونوا مواطنين صالحين وأن يتحولوا إلى أدوات بناء لنهضته وألا يعودوا معاول هدم لاستقراره وأمنه.
ونجدد القول بأن الأخطاء واردة في حياة كل فرد، ولكن الإنسان المسؤول يتعلم من أخطائه أكثر بكثير ممن لم يخطئ حتى الآن.
على المستفيدين من المبادرة الملكية الإنسانية أن يعلموا أنهم ينتمون إلى مجتمع حضاري متحضر لا يقبل التفرقة ويبغض الانشقاق ويحتضن المروءة والإنسانية، لذلك فإن فرصتهم ليست شاقة، بل ستأتي من خلال قبول وتقبُّلِ الأمر الواقع وتفهُّم الصفات والخصائص الأخلاقية السامية التي يتمتع بها المجتمع.
كلنا نعلم أننا نعيش في عالم لا تسوده الرحمة أو الرأفة، فدعونا في وطننا ومن وطننا ومن أجل وطننا، ألا نظلم أنفسَنا من جديد، فالفرصة متاحة والقلوب مفتوحة، وكل ما نريده هو أن نؤمن إيمانا راسخا بما تتحلى به البحرين من صفات حميدة.
وكل عام وكلكم بخير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك