زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
هل هي فعلا كروية وتدور؟
كتبت كثيرا محتجا على قبولنا بعض ما فرضه علينا الغرب من معلومات من بينها مثلا أن قرية غرينتش في إنجلترا تقع في منتصف الكرة الأرضية، مع ان مدرسي الرياضيات قالوا لنا إن للكرة بلايين البلايين المراكز، ثم سكتنا على زعم الغربيين بأن الأرض التي نعيش فيها عبارة عن كرة كاملة الاستدارة، وربما جاء هذا الزعم لتبرير تلاعب الغرب بتلك الكرة، وجاء مؤخرا في تقرير نشرته العديد من الصحف الأمريكية أن معظم الأمريكيين لا يعرفون أن الارض تدور حول الشمس سنوياً، وقد أطربني هذا التقرير وأعاد لي ثقتي بنفسي، لأنني لم أكن أعرف أصلاً أن الأرض تدور حول الشمس سنويا، لأن مدرس الجغرافيا لم يخبرني بذلك، واكتفى بالقول إن الأرض تدور حول نفسها يومياً، (وكنت أحسب أن قطرات الندى على أوراق الشجر هي إفراز العرق الذي يتصبب من الأرض بسبب الدوران ذاك) وربما لم تكن الأرض تقوم بأكثر من ذلك على عهدنا بالدراسة، اقصد أنها ربما بدأت تدور حول الشمس سنوياً بعد أن غادر جيلنا المدارس. وسر سعادتي هو أن جهلي بتلك «الحقيقة» ليس عيباً طالما أن معظم الأمريكيين يشاركونني فيه. وعلى كل حال، فإنني أعتقد أن قيام الأرض بالدوران حول الشمس إهدار للطاقة و«لف ودوران» على الفاضي، وكان أجدر بالأرض أن تركز جهودها على أنشطة وحركات ذات جدوى، ويا حبذا لو توقفت عن الدوران بكافة أشكاله نهائياً طالما أن هذا الدوران لن يسفر- مثلا- عن تبادل السودان والسويد مواقعهما، وانتقال الأردن – مثلا – إلى جنوب المحيط الهادي. فلو كان دورانها يأتي بمثل تلك النتائج بحيث تتبادل الدول المواقع لسمع به الأمريكيون ولما عاش كاتب هذه السطور «معقداً» لأنه لا يصدق معظم ما يقال عن حركة الأرض.
وأقول لكم مجددا إنني لست مقتنعاً تماماً بأن الأرض كروية، وأنها تتحرك، وقد يقول البعض إن التأكيد القاطع لكروية الأرض هو شهادة رواد الفضاء، والصور التي التقطتها الأقمار الصناعية لكوكب الأرض. وفيما يتعلق برواد الفضاء، فليس من المستبعد أنهم أدلوا بشهاداتهم تلك خوفاً من فقدان وظائفهم، يعني إذا لم يؤكد الواحد منهم كروية الأرض فقد يتم إنهاء خدماته. كما أنني لا أستبعد وقوعهم تحت تأثير المخدرات، فليس معقولاً أن يقبل شخص في كامل قواه العقلية أن يسافر داخل أنبوب أو «ماسورة» إلى الفضاء الخارجي. ورغم أنني استخدمت الطائرة عشرات المرات، إلا أنني ما زلت، إلى يومنا هذا أصاب بالإسهال والأرق قبل السفر بالطائرة بيومين، وفي كل مرة أضع فيها رجلي على سلم الطائرة أحاول قراءة ما تيسر من سورة «يس» أو «آية الكرسي»، فلا تسعفني ذاكرتي إلا بسورة «الزلزلة» «إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها..»، ثم تتجسد أمامي مشاهد القيامة فتصاب أطرافي بالتنميل والخدر. وكثيرون يعتقدون أنني أحب الموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب تقديراً لموهبته. خطأ، فأنا أحبه أساساً لأنه كان رجلا عاقلا ويكره الطائرات ولا يتعامل معها.
وقد قلت عبر زاويتي هذه أكثر من مرة أنني كنت أعتقد أن الأوزون من مشتقات البترول. ثم توهمت بعض الوقت أنه نوع من الفاكهة، وعرفت مؤخراً أنه «شيء» موجود في طبقات الجو العليا، وأنه يمنع عنا الأشعة فوق البنفسجية، ولا أدري لماذا يتحسر الغربيون على زوال الأوزون طالما يحرمنا من تلك الإشعاعات ذات الاسم الشاعري.
وخلال إقامتي في لندن، طرق باب بيتي بائع متجول ظل يثرثر معي طوال نصف ساعة كي يقنعني بأن أشتري بضاعته بالأقساط، وبعد أن افرنقع البائع وانطلق بحثا عن فريسة أخرى، سألتني ابنتي الصغيرة عن تلك البضاعة فقلت لها إنها «انسايكلوبيديا» وترجمتها بالعربية «موسوعة/ دائرة المعارف» وأوضحت لصغيرتي أنها أحدث نسخة، ولكنها قالت لي: «بابا.. لا داعي للانسايكلوبيديا أو غيرها حتى ولو بالأقساط. لماذا لا تكتفي بالتويوتا التي عندك طالما أنها تؤدي الغرض». طبعت قبلة طويلة على جبهتها وقلت لها: عاشت تويوتا.. ويسقط الأوزون والانسايكلوبيديا.. والأمريكان!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك