زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
أبشروا يا مدخنون (2)
تناولت بالأمس جانبا من فوائد التبغ الغذائية!!! وقد يقول قائل إنني أحسد المدخنين لما هم فيه من شفط ونفخ، بعد ان منعني الطب من التدخين، وكي أنفي عن نفسي شبهة الحسد، أذكِّر القراء بأنني أوردت ما أوردت نقلا عن تقرير نشرته صحيفة صنداي تايمز البريطانية عن السجائر وكيف أنها تحتوي على الكراميل والبشاميل والكاكاو والنشادر، وكل ذلك لجعل طعمها مستساغا لصغار السن على نحو خاص، واستنتجت من كل ذلك أن السجائر مفيدة للصحة لأنها تحوي مواد غذائية (بس لو لقينا طريقة تجعل الدخان يذهب الى المعدة بدلا من الرئة)، كما استنتجت ان السجائر وبحكم أنها تحوي أيضا النشادر فإنها تنظف الأوردة والشرايين لأن النشادر عنصر أساسي في منظفات دورات المياه.
وهكذا يا عزيزي القارئ (هذا أمر لا يخص القارئات لأنه يفترض أنهن لا يدخن، ففي العالم العربي تعتبر المرأة المدخنة ماجنة، في حين أن الرجل المدخن يبقى فحلا قويم الخلق، أي أن التدخين يفسد أخلاق النساء، وبالمقابل يجعل الرجل أكثر رجولة! فتأمل)، هكذا كشفت لك النقاب عن المؤامرة التي تهدف إلى حرمانك من متعة حرق التبغ، لتظل تحرق البخور لأناس يستاهلون الحرق، ولحسن الحظ فإن البشرية بدأت تدفع ثمن محاربة التدخين، فبعد أن أصبح التدخين في أماكن العمل والمطاعم في أمريكا ممنوعا لجأ المدخنون إلى الغابات مما تسبب في إشعال الحرائق التي شهدتها غابات 11 ولاية أمريكية في عام 2021، والتي عجز الممثلان والهوليووديان بروس ويليس وسيلفستر ستالوني في إخمادها، رغم أنهما نجحا مرارا في إنقاذ كوكب الأرض من الدمار الذي كان من الممكن أن ينجم عن سقوط النيازك الضخمة، أو الغزو من قبل كائنات فضائية.
وفي ولاية كاليفورنيا التي تكاد تتحول إلى صحراء جرداء، بسبب حرائق الغابات، يمارس الأمريكان هوس مناطحة الطبيعة لأنهم يعتقدون في ما قال جيريمي كلاركسن في جريدة «الاندبندنت» مؤخرا، أن وكالة ناسا والحرس الوطني والمارينز قادرون على قهر قوى الطبيعة كافة بالطريقة الهوليوودية نفسها التي تجعل بروس ويليس منقذا لكوكب الأرض، وسيلفستر ستالوني رجلاً خارقا يملأ الأرض عدلا وتسامحا، ومن ثم فإنك تراهم يغرقون المياه من البحر بطائرات الهليوكوبتر لسكبها على الغابات المشتعلة، (وهم في ذلك كمن يحمي وجهه بجريدة في وجه إعصار النينو) وقد تناقلت الصحف مؤخرًا حكاية رجل تم العثور عليه ميتا في غابة أمريكية تم إخماد حريق كان قد التهم القسم الأعظم منها، وكان الرجل يرتدي ملابس الغطس من زعانف ونظارات، واتضح لاحقًا أنه كان يعوم في البحر عندما غرفته هليكوبتر كانت تعمل في إطفاء الحريق ورمت به فوق الأشجار المشتعلة، وهكذا مات رجل كان لا يستبعد أن يموت غرقا بكسور في الرقبة والظهر في منطقة هي نقيض الماء (نار ويابسة).
ويذكرني هذا بحكاية رجل أمريكي آخر لجأت إليه أخته هربا من زوجها الذي كان يسيء معاملتها، فلما جاء الزوج طالبًا عودة زوجته إلى بيت الزوجية رفضت ذلك وأيدها أخوها في موقفها ذاك، فهاج الزوج وماج وأخرج مسدسه وأطلق النار في اتجاه شقيق زوجته ولكن الطلقة أخطأته واستقرت في ساق شجرة صغيرة في حديقة البيت، واكتفى الزوج بالطلقة الطائشة وعاد من حيث أتى، وبعد ذلك بأكثر من عشرين سنة كان الرجل الذي أخطأته الرصاصة يقوم بقطع شجرة في حديقة بيته بعد أن أصبحت مترهلة فواجه صعوبة في ذلك لضخامة ساقها، فأتى بأصابع من الديناميت ولفها حول الساق وفجرها فانطلقت رصاصة صدئة كانت مغروسة في ساق تلك الشجرة وأصابت الرجل في قلبه فمات على التو، نعم كان هو الرجل المستهدف بالعيار الذي أطلقه زوج شقيقته قبل أكثر من عشرين سنة، فاستقر في تلك الشجرة التي تضخمت وجاء يقطعها فقطعت أجله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك