العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الوحدة الوطنية.. لا تهزها «تغريدة طائشة»

الوطن‭ ‬كالجبل‭ ‬الشامخ‭ ‬والطود‭ ‬العظيم،‭ ‬لا‭ ‬يهتز‭ ‬لمجرد‭ ‬رمية‭ ‬بطوبة‭ ‬طائشة،‭ ‬ولا‭ ‬يتأثر‭ ‬بوقوف‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬عليه،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬وزنه‭ ‬وحجمه‭ ‬وتأثيره‭ ‬في‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬‭.. ‬وكذلك‭ ‬هي‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬لا‭ ‬تتزحزح‭ ‬من‭ ‬مكانها،‭ ‬ولا‭ ‬تتحرك‭ ‬من‭ ‬موقعها،‭ ‬لمجرد‭ ‬تعليق‭ ‬غاشم‭ ‬أو‭ ‬تويتر‭ ‬جاهل‭.. ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬بخير‭.. ‬وبألف‭ ‬خير‭.‬

ونلاحظ‭ ‬هنا،‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬اللقاءات‭ ‬الرمضانية‭ ‬التي‭ ‬تتجدد‭ ‬بلقاء‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مع‭ ‬المواطنين،‭ ‬جرياً‭ ‬على‭ ‬عادة‭ ‬جلالته‭ ‬التي‭ ‬يعتز‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم،‭ ‬والتي‭ ‬يحرص‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬استمرارها‭ ‬كسمة‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني‭ ‬الأصيل‭ ‬المعروف‭ ‬بنهجه‭ ‬المتوارث‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬القيم‭ ‬النبيلة‭ ‬لديننا‭ ‬الحنيف،‭ ‬وأن‭ ‬جلالته‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬اللقاءات‭ ‬والزيارات‭ ‬التي‭ ‬تتعزز‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬قيم‭ ‬التواصل‭ ‬والمحبة‭ ‬والتآلف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبادل‭ ‬الزيارات‭ ‬الأخوية‭ ‬التي‭ ‬امتاز‭ ‬بها‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬الكرام‭ ‬عبر‭ ‬تاريخهم‭ ‬العريق‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التكافل‭ ‬والتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬الإنساني‭.‬

ويحضرنا‭ ‬هنا‭ ‬كلمات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬أهالي‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق‭: ‬‮«‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬ستبقى‭ ‬قوية‭ ‬بوحدتها‭ ‬الوطنية،‭ ‬وشامخة‭ ‬بإرثها‭ ‬الحضاري،‭ ‬وستواصل‭ ‬مد‭ ‬جسور‭ ‬المحبة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة‮»‬‭.‬

وكل‭ ‬من‭ ‬يتابع‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافظات،‭ ‬يجد‭ ‬فيها‭ ‬التنوع‭ ‬والحضور‭ ‬والتفاعل‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬والأجانب‭.. ‬وهناك‭ ‬مجالس‭ ‬للرجال،‭ ‬ومجالس‭ ‬للنساء،‭ ‬ومجالس‭ ‬للشباب‭.. ‬والجميع‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والتماسك‭ ‬المجتمعي‭.‬

لذلك‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬عدم‭ ‬المساس‭ ‬بالوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬لمجرد‭ ‬مواقف‭ ‬فردية‭ ‬شاذة،‭ ‬يرفضها‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني،‭ ‬ويقبرها‭ ‬في‭ ‬مكانها،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تضخيم،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬تهويل،‭ ‬تطبيقا‭ ‬للمقولة‭ ‬الخالدة‭ (‬أميتوا‭ ‬الباطل‭ ‬بالسكوت‭ ‬عنه‭.. ‬وأن‭ ‬لله‭ ‬عبادا‭ ‬يميتون‭ ‬الباطل‭ ‬بهجره،‭ ‬ويحيون‭ ‬الحق‭ ‬بذكره‭).‬

فمنذ‭ ‬أيام‭ ‬تداول‭ ‬البعض‭ (‬فيديو‭) ‬لتعليقات‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬بعد‭ ‬مباراة‭ ‬رياضية‭ ‬محلية،‭ ‬استخدموا‭ ‬كلمات‭ ‬طائفية‭ ‬وعنصرية،‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬عندها‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬وتعاملت‭ ‬إدارة‭ ‬النادي‭ ‬مع‭ ‬الشباب‭ ‬بكل‭ ‬حكمة‭ ‬وشجاعة‭.‬

وبالأمس‭ ‬كتب‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬‮«‬تغريدة‭ ‬سيئة‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬حول‭ ‬الحادثة‭ ‬المؤلمة‭ ‬التي‭ ‬تعاطف‭ ‬معها‭ ‬الجميع،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الموقف‭ ‬الوطني‭ ‬والإنساني‭ ‬والإسلامي،‭ ‬ولكن‭ ‬البعض‭ ‬استغل‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬الشاذ‭ ‬والمرفوض،‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬أمور‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬محل‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬الجميع‭.. ‬ومن‭ ‬المعيب‭ ‬أن‭ ‬تستغل‭ ‬بعض‭ ‬المنصات‭ ‬التي‭ ‬تقتات‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الأمور،‭ ‬لتبث‭ ‬الفتنة،‭ ‬وتشيع‭ ‬الكراهية،‭ ‬وتمارس‭ ‬الاسطوانة‭ ‬المشروخة‭ ‬والمفضوحة‭.‬

ذاك‭ ‬زمان‭ ‬ولى‭ ‬وانتهى‭.. ‬والناس‭ ‬واعية،‭ ‬والمجتمع‭ ‬مدرك،‭ ‬وفي‭ ‬الدولة‭ ‬مؤسسات‭ ‬وقانون‭ ‬يتصدى‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬المسار‭ ‬السليم،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬ينفخ‭ ‬في‭ ‬‮«‬النار‮»‬،‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬أمر‭ ‬شاذ‭ ‬لتضخيمه‭ ‬وتهويله‭.. ‬ألم‭ ‬يتعلم‭ ‬هؤلاء‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬البلاد؟‭ ‬وأين‭ ‬تأثير‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬التي‭ ‬تكتب‭ ‬وتثير‭ ‬الفتنة‭ ‬ضد‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬الخارج؟‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬ولا‭ ‬وجود،‭ ‬سوى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬النشر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬منصات‭ ‬عندنا‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬وهي‭ ‬معروفة،‭ ‬تعيش‭ ‬وتتنفس‭ ‬وتجد‭ ‬الإثارة‭ ‬وزيادة‭ ‬المتابعين‭ ‬والمعلنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬رتويت‮»‬‭ ‬تلك‭ ‬الأخبار‭. ‬

في‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬فرق‭ ‬تسد‮»‬‭ ‬صنيعة‭ ‬الاستعمار‭.. ‬والآن‭ ‬أصبحت‭ ‬تلك‭ ‬المقولة‭ ‬صنيعة‭ ‬‮«‬منصات‭ ‬تقتات‭ ‬على‭ ‬الإثارة‮»‬‭.. (‬دعوها‭ ‬فإنها‭ ‬منتنة‭).. ‬فالوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬بخير،‭ ‬ولن‭ ‬تهزها‭ ‬تغريدة‭ ‬طائشة‭ ‬ولا‭ ‬تحريض‭ ‬أعوج‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا