الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الوحدة الوطنية.. لا تهزها «تغريدة طائشة»
الوطن كالجبل الشامخ والطود العظيم، لا يهتز لمجرد رمية بطوبة طائشة، ولا يتأثر بوقوف شخص ما عليه، مهما كان وزنه وحجمه وتأثيره في «السوشيال ميديا».. وكذلك هي الوحدة الوطنية، لا تتزحزح من مكانها، ولا تتحرك من موقعها، لمجرد تعليق غاشم أو تويتر جاهل.. الوحدة الوطنية في بلادنا بخير.. وبألف خير.
ونلاحظ هنا، أن في اللقاءات الرمضانية التي تتجدد بلقاء جلالة الملك المعظم مع المواطنين، جرياً على عادة جلالته التي يعتز بها خلال الشهر الكريم، والتي يحرص جلالته على استمرارها كسمة من سمات مجتمعنا البحريني الأصيل المعروف بنهجه المتوارث في تجسيد القيم النبيلة لديننا الحنيف، وأن جلالته يؤكد أهمية اللقاءات والزيارات التي تتعزز من خلالها قيم التواصل والمحبة والتآلف من خلال تبادل الزيارات الأخوية التي امتاز بها أهل البحرين الكرام عبر تاريخهم العريق القائم على التكافل والتعايش والتسامح الإنساني.
ويحضرنا هنا كلمات جلالة الملك المعظم في لقائه مع أهالي محافظة المحرق: «أن المملكة ستبقى قوية بوحدتها الوطنية، وشامخة بإرثها الحضاري، وستواصل مد جسور المحبة والتعاون مع دول العالم كافة».
وكل من يتابع المجالس الرمضانية في كل المحافظات، يجد فيها التنوع والحضور والتفاعل من الجميع، من المواطنين والمقيمين، من المسؤولين والأجانب.. وهناك مجالس للرجال، ومجالس للنساء، ومجالس للشباب.. والجميع يحرص على الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي.
لذلك من الواجب أن نشير إلى أهمية عدم المساس بالوحدة الوطنية، لمجرد مواقف فردية شاذة، يرفضها الشعب البحريني، ويقبرها في مكانها، من دون تضخيم، ومن دون تهويل، تطبيقا للمقولة الخالدة (أميتوا الباطل بالسكوت عنه.. وأن لله عبادا يميتون الباطل بهجره، ويحيون الحق بذكره).
فمنذ أيام تداول البعض (فيديو) لتعليقات من بعض الأشخاص بعد مباراة رياضية محلية، استخدموا كلمات طائفية وعنصرية، لم يتوقف عندها أهل البحرين، وتعاملت إدارة النادي مع الشباب بكل حكمة وشجاعة.
وبالأمس كتب شخص ما «تغريدة سيئة»، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول الحادثة المؤلمة التي تعاطف معها الجميع، انطلاقا من الموقف الوطني والإنساني والإسلامي، ولكن البعض استغل هذا التصرف الشاذ والمرفوض، للحديث عن أمور ليس لها محل في وطن الجميع.. ومن المعيب أن تستغل بعض المنصات التي تقتات على تلك الأمور، لتبث الفتنة، وتشيع الكراهية، وتمارس الاسطوانة المشروخة والمفضوحة.
ذاك زمان ولى وانتهى.. والناس واعية، والمجتمع مدرك، وفي الدولة مؤسسات وقانون يتصدى لكل من يخرج عن المسار السليم، وكذلك من ينفخ في «النار»، بحثا عن أي أمر شاذ لتضخيمه وتهويله.. ألم يتعلم هؤلاء بعد من الدروس الوطنية التي مرت بها البلاد؟ وأين تأثير تلك الجماعات التي تكتب وتثير الفتنة ضد الوطن في الخارج؟ لم يعد لها أي مكان ولا وجود، سوى «إعادة النشر» الذي تقوم بها بعض منصات عندنا في الداخل، وهي معروفة، تعيش وتتنفس وتجد الإثارة وزيادة المتابعين والمعلنين من خلال «رتويت» تلك الأخبار.
في السابق كان البعض يقول إن عبارة «فرق تسد» صنيعة الاستعمار.. والآن أصبحت تلك المقولة صنيعة «منصات تقتات على الإثارة».. (دعوها فإنها منتنة).. فالوحدة الوطنية بخير، ولن تهزها تغريدة طائشة ولا تحريض أعوج.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك