زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
الأسود يلمع (2)
أواصل اليوم تأكيد تفوق الجنس الأسود في العديد من المجالات، برغم انهم يتعرضون للتمييز في عدد من البلدان، وهل يعرف التاريخ العربي فارسا وشاعرا في قامة عنترة بن شداد العبسي، الذي تعرض للبهدلة لأنه عشق عبلة، فاعتبره قومه متطاولا وساموه سوء العذاب؟ وقد أثبت في الجزء الأول من هذا المقال أن الجنس الأسود تفوق على من نسميهم «البيض» في كافة المجالات الرياضية التي تتطلب جهدا بدنيا عاليا، مثل الملاكمة (محمد علي كلاي ولويد باترسون ومايك تايسون وسوني ليستون؛ كان هذا الأخير بغلا وضربة واحدة من قبضة يده أقوى من رفسة حصان ومع هذا صرعه كلاي في مباراة استمرت عشر ثوان)، ومازال السود سادة سباقات الجري ولعبة كرة السلة، وألعاب القوي عموما.
إن تحيزي لكل ما هو أسود لا يعود فقط إلى أسباب إثنية وعرقية (انظر الصورة أعلاه، برغم الفوتو شوب)؛ بل لأسباب علمية تقول إن السيادة ستكون قريباً للجنس الأسود (كان كوفي أنان هو أول الغيث رغم ما يقال عن انتمائه العربي بحكم أن العرب جعلوه «عنان» وليس «أنان»، متجاهلين ومتناسين أنه لا يستطيع أن ينطق حرف العين. بل هناك من فبرك له شهادة ميلاد تثبت أنه من مواليد الكوفة في العراق وليس غانا). وفي العالم العربي سيتولى السود والسمر مقاليد الأمور خلال هذا القرن لأنه بمقتضى النظرية الكروية التي توصلت إليها وأشرت إليها مرارا في مقالاتي، فإن السبيل الوحيد لحكم ديمقراطي مستقر هو أن يتم تداول السلطة بين أندية كرة القدم التي سيختفي منها، بحسب نظرية جون انتاين، ذوو البشرة الفاتحة قريباً!
ومن الخير لنا أن نقوم منذ الآن بتجنيس نايومي كامبل (ولا يكفي أننا قمنا بتعريبها قسرا بمنحها حرف العين كما فعلنا مع كوفي أنان فجعلنا اسمها «ناعومي») بهدف تحسين النسل، لأنه من غير اللائق أن يحكم شخص بملامح روبيرت موغابي بلداً مثل السويد، أو يقترن اسم عارضة أزياء بمواصفات هايدي كلوم بشخص يشبه جعفر عباس، كما ينبغي علينا رد الاعتبار إلى الراقصة والمغنية الزلزالية جواهر ذات الصدر النافر التي غنت لحبيبها «الأسمريكا» بتاع الويكة (هي البامية المجففة وقد بلغت البجاحة بالسودانيين أن جعلوا من هذه الويكة طبقاً شعبياً وفات عليهم أن شعباً يأتي بالبامية الطازجة الغنية بالمواد المغذية ويجففها حتى تتحول إلى تبن ثم يطبخها ويأكلها لا بد ان يكون ذا نزعات إرهابية).
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإنني أقول إن تعصبي لكل ما هو أسود لا يشمل الباذنجان الذي يسميه السودانيون «البراطيش» ومفردها برطوش وهو نعل الحذاء القديم، لأن شرائح الباذنجان بعد طبخها في مرق تشبه الحذاء القديم الملقى داخل بركة مياه راكدة، وكم يحزنني أن أهل الشام الكبرى الذين علموا العرب أفانين الطهي يصنعون مقبلات من الباذنجان ويسمونها بابا غنوج: أي عته هذا؟ ما الصلة بين هذه الثمرة البائسة والغنج؟ هل يجوز لي أن أدلع إحدى حسناوات الفضائيات العربية من «الثدييات» بعبارة «يا هلا يا ماما غنوج»، إعجاباً بدلها وتعبيراً عن استحساني لممارستها الغنج الفضائي الذي نسميه في السودان هنجكة؟ والغريب في الأمر أن الفلسطينيين الذين شربوا أنواع المر كافة طازجاً ومجففاً يحبون الباذنجان مثل حبهم للكوسا، رغم أن هناك من يقول إن الكوسا هي طعام أهل النار وإنها اسم حركي للزقوم. الفلسطينيون يصنعون نوعاً من المربى من الباذنجان، نعم يفعلون ذلك وأيم الله بلا أدنى حياء ثم يلومون العرب وقيادتهم بالتفريط في تراب وطنهم، يا للافتراء، ورغم ارتباطنا في السودان بالويكة فإنه يكفينا فخراً أننا نأكل الأحذية قديمة كانت أو جديدة.
وكنت بصدد جعل عنوان هذه الخاطرة «البقاء للأسود» ولكنني خشيت من ان بعض السودانيين والعراقيين سيحولون القاف في «البقاء» إلى غين كعادتهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك