زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
الزواج تدبيسة!!
عرضت أمس الأول جانبا بسيطا من طقوس زواجي، وكيف أنها أرهقتني ماليا وجسديا، وبحمد الله انتهت المراسيم المعقدة وصرت زوجا، ونالت خطيبتي ترقية من آنسة إلى سيدة، واكتشفت أن الحياة الزوجية أكثر تعقيدا من طقوس الزواج، وبعكس ما هو حادث مع جيل الشباب الذي يقيم المآتم بعد «حفلات» الزواج، بسبب الإنهاك المادي وتراكم الديون والعجز - بالتالي - عن توفير مستلزمات الحياة في بيت الزوجية، لم أخرج من تجربة الزواج مرهقا من الناحية المادية، فكعادة أهلنا قدم الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل مساهمات مالية، جنبتني الخسائر والديون، كما أن دخلي الشهري كان مرتفعا نسبيا فقد كنت أتقاضى راتبين أحدهما من وزارة التربية والثاني من التلفزيون، وكان هناك دخل إضافي من التدريس في الفصول المسائية التي يديرها اتحاد المعلمين.
الإرهاق كان في «الالتزام والانضباط»: التحول من شاب صائع وقته ملكه، يطلع وينزل كما يشاء، يسهر وينام «بمزاج»، إلى «رجل» يعود الى البيت ويغادره في أوقات معلومة، ولكن ما هو أصعب من كل ذلك أن الزوجة تصبح رفيقا في معظم مشاويرك.. تقول لها: رايح أزور أمي!! فتقول لك: أوكيه نروح سوا. بعد نحو شهر من الزواج كنا نزور شقيقتي، وكانت بنتها البكر «هالة» شديدة التعلق بي، وكنت معتادا بالتالي على زيارتها يوميا، وبعد سويعات غادرت بيت شقيقتي متوجها إلى الشارع الرئيسي لاستقلال أداة مواصلات، فإذا بصوت زوج شقيقتي يتناهى إلى أذني مطالبا إياي بالتوقف، فتوجهت نحوه منزعجا: خير .. في شنو؟ قال لي: يا جعفر بن عنتر. عندي زوجة الله يقدرني عليها فارجع واصطحب زوجتك. وأحسست بخجل شديد!! نسيت أنني متزوج ونسيت أن أصطحبها معي عند مغادرة بيت شقيقتي، وعدت ووجدت بوزها وقد تمطى حتى صار يشبه خرطوم الفيل، فكان لابد من كذبة بيضاء: رحت الأجزخانة (الصيدلية) لشراء دواء!! فجاء الرد: الأجزخانة أصلا في سِكّتنا. الفضيحة الأكبر هي أنني وبعد 25 سنة زواج كنت مسافرا معها إلى جدة في السعودية ونزلت من الطائرة وتوجهت نحو منفذ الجوازات، وهناك ربت شاب سعودي على كتفي قائلا: الزولة هاذيك مو تبعك؟ كانت المسكينة تقف عند بوابة الدخول حائرة لا تعرف ماذا حدث لزوجها «الشهم»، دون جواز سفر. ولم يسعفني دماغي حتى بكذبة بيضاء أبرر بها تصرفي الأخرق.
نعم الزواج ينظم حياتك ويهذب سلوكك الاجتماعي، ولكنه مثل ضرس العقل، يعكنن حياتك ومزاجك بين الحين والآخر، ثم «تنساه» لبعض الوقت، خاصة في السنة الأولى، ولي نصيحة لكل شاب يريد الزواج: اشترط على أهل العروس إخضاعها لفحص طبي شامل، وإذا اتضح أن بها علة هيكلية تستوجب المتابعة الطبية، تخصم كلفة تلك المتابعة من المهر، فالنساء ماكرات.. تكون الواحدة منهن خلال فترة الخطوبة وردة ندية، تنضح عافية، وبعد الزواج يتضح أنها فاشوش و«مضروبة».. بعد أسبوع من الزواج «بالكثير» يكتشف معظم الأزواج أن تلك الورود الندية، تعاني من عيوب هيكلية، وبحاجة إلى التشحيم وتغيير الزيت والفلاتر بشكل منتظم، ويعرف كل رجل متزوج أن زوجته قد تكون «مدَبِّرة» أي غير مسرفة أو مبذرة، إلا في شيئين: الأول حشو جيوب الأطباء بالمال (وعموما فالنساء غير ميالات للمستشفيات الحكومية المجانية) والثاني.. الأحذية.. نعم فالحذاء عند المرأة ليس من الكماليات.. طبعا الحذاء من الضروريات عند النساء والرجال ولكن الأحذية تأتي في المرتبة الثانية –بعد المجوهرات– في قائمة اهتمام المرأة.. ونصيحتي لكل رجل حديث عهد بالزواج هي أنه إذا أغضب زوجته وأراد ترضيتها أن يدخل عليها بـ«الجزمة». لا يا متخلف.. لا أقصد استخدام الجزمة كسلاح لحسم الخلافات بل تقديم جزمة هدية لها، وستكتشف أن للجزمة سحرا يحول التكشيرة إلى ابتسامة.
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك