العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

الأسود يلمع (1)

حسم‭ ‬العلم‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬آدم‭ ‬وحواء‭ ‬كانا‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ثم‭ ‬أدت‭ ‬بحوث‭ ‬الجينات‭ ‬والإنثروبولوجيا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬الى‭ ‬تحديد‭ ‬ان‭ ‬أقدم‭ ‬السلالات‭ ‬البشرية‭ ‬عاشت‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬النوبة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬السودان‭ ‬الحالي،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬به‭ ‬المؤرخ‭ ‬الإغريقي‭ ‬ديودور‭ ‬الصقلي‭ (‬80‭ - ‬21‭ ‬ق‭.‬م‭). ‬

وأزيدكم‭ ‬من‭ ‬الشعر‭ ‬بيتا‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬الصحفي‭ ‬التلفزيوني‭ ‬جون‭ ‬انتاين،‭ ‬الحائز‭ ‬جائزة‭ ‬ايمي،‭ ‬مؤلف‭ ‬كتاب‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬تابو‮»‬‭ ‬وتعني‭ ‬المحرّم‭ ‬أو‭ ‬المحظور،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬استعرض‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬أهيب‭ ‬بجميع‭ ‬أحفاد‭ ‬عنترة‭ ‬وكافور‭ ‬وأبي‭ ‬الأسود‭ ‬الدؤلي‭ ‬أن‭ ‬يشتروه‭ ‬بالجملة‭ ‬لأنه‭ ‬يؤكد‭ ‬تفوق‭ ‬الجنس‭ ‬الأسود‭: ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬السود‭ ‬يشكلون‭ ‬ثُمن،‭ ‬أي‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬ثمانية‭ (‬1/8‭) ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬يشكلون‭ ‬70‭% ‬من‭ ‬لاعبي‭ ‬الفوتبول‭ ‬الأمريكي‭ ‬تلك‭ ‬اللعبة‭ ‬المقتبسة‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬العصابات‭ ‬في‭ ‬فيتنام،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالفوت‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬القدم،‭ ‬لأن‭ ‬تبادل‭ ‬الكرة‭ ‬يتم‭ ‬بالهاند‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬اليد،‭ ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬يمثلون‭ ‬85‭% ‬من‭ ‬لاعبي‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬حيث‭ ‬السود‭ ‬فقط‭ ‬2‭% ‬من‭ ‬السكان‭ ‬فإنهم‭ ‬يشكلون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭% ‬من‭ ‬لاعبي‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬أندية‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭. ‬وخلاصة‭ ‬الكتاب‭ ‬المدعم‭ ‬بالأرقام‭ ‬أن‭ ‬الأوربيين‭ ‬والآسيويين‭ ‬لا‭ ‬مستقبل‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الميادين‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬يتسيدها‭ ‬السود‭ ‬تدريجياً‭ ‬لأنهم‭ ‬مبرمجون‭ ‬جينياً‭ ‬ليكونوا‭ ‬أكثر‭ ‬تحملاً‭ ‬وأطول‭ ‬نفساً‭.‬

ولتقريب‭ ‬الصورة‭ ‬أذكر‭ ‬القراء‭ ‬بأن‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬تحتكر‭ ‬سباق‭ ‬المائة‭ ‬متر‭ ‬عالمياً‭ ‬بينما‭ ‬شمال‭ ‬وشرق‭ ‬إفريقيا‭ ‬يحتكرون‭ ‬السباقات‭ ‬ما‭ ‬فوق‭ ‬ألف‭ ‬متر،‭ ‬وأفضل‭ ‬العدائين‭ ‬العالميين‭ ‬إثيوبيون‭ ‬وكينيون‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬التغذية،‭ ‬ولا‭ ‬قدرة‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬أحذية‭ ‬نايكي‭ ‬أو‭ ‬أديداس،‭ ‬وانظر‭ ‬حال‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الرياضات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬جهدا‭ ‬بدنيا‭ ‬هائلا‭ ‬وقوة‭ ‬تحمل‭ ‬عالية‭ ‬مثل‭ ‬الملاكمة،‭ ‬والتي‭ ‬فارسها‭ ‬الأول‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬كلاي‭ ‬الأسود‭ ‬وعندك‭ ‬مايك‭ ‬تايسون‭ ‬ذلك‭ ‬المقاتل‭ ‬الجسور‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يفتك‭ ‬بالخصوم‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ ‬الملاكمة‭ ‬وعض‭ ‬أذن‭ ‬الأحمق‭ ‬الأسود‭ ‬هوليفيد‭ ‬حتى‭ ‬قضمها،‭ ‬وفازت‭ ‬فرنسا‭ ‬بكأس‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬قبل‭ ‬الأخيرة‭ ‬بفريق‭ ‬كان‭ ‬ثمانية‭ ‬من‭ ‬أفراده‭ ‬أفارقة‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد‭.‬

ويؤكد‭ ‬جون‭ ‬انتاين‭ ‬حقيقة‭ ‬ظللت‭ ‬مؤمناً‭ ‬بها‭ ‬طويلاً،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬الشجاعة‭ ‬للإفصاح‭ ‬عنها،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬السود‭ ‬إذا‭ ‬دخلوا‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬أبدعوا‭ ‬فيه‭ ‬وأتقنوا‭: ‬خذ‭ ‬عندك‭ ‬عنترة‭ ‬بن‭ ‬شداد،‭ ‬فبعيداً‭ ‬عن‭ ‬المفاخرة‭ ‬العائلية‭ ‬أقول‭ ‬إنه‭ ‬ظل‭ ‬شاعر‭ ‬وفارس‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬الأشهر‭. ‬ويحاول‭ ‬بعض‭ ‬العنصرين‭ ‬تلميع‭ ‬امرئ‭ ‬القيس‭ ‬بوصفه‭ ‬أفضل‭ ‬شعراء‭ ‬حقبة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الإسلام‭ ‬ولكن‭ ‬الأقوال‭ ‬المنسوبة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الصعلوك‭ ‬تدينه‭: ‬‮«‬لا‭ ‬صحو‭ ‬اليوم‭ ‬ولا‭ ‬خمر‭ ‬غداً،‭ ‬اليوم‭ ‬خمر‭ ‬وغدا‭ ‬أمر‮»‬‭ ‬ألا‭ ‬يصبح‭ ‬امرؤ‭ ‬القيس‭ ‬بهذا‭ ‬أبا‭ ‬البيروقراطية‭ ‬العربية‭ ‬بتكريسه‭ ‬لمبدأ‭ ‬تأجيل‭ ‬عمل‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬الغد‭ ‬مع‭ ‬تخصيص‭ ‬‮«‬اليوم‮»‬‭ ‬بأكمله‭ ‬للهو‭ ‬والسُّكر،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الغد‭ ‬سيصبح‭ ‬‮«‬اليوم‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬عملية‭ ‬التأجيل‭ ‬تبقى‭ ‬مستمرة‭ ‬وحالة‭ ‬دائمة‭. ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تقارن‭ ‬بين‭ ‬الزعماء‭ ‬الأفارقة‭ ‬ونظرائهم‭ ‬الغربيين‭: ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬زعيم‭ ‬غربي‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يحكم‭ ‬40‭ ‬سنة‭ ‬متتالية،‭ ‬ويتزوج‭ ‬بحسناء‭ ‬عمرها‭ ‬30‭ ‬سنة‭ ‬بينما‭ ‬عمره‭ ‬83‭ ‬سنة‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬روبرت‭ ‬موغابي‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬زيمبابوي‭ ‬المزمن‭ ‬سابقا؟‭ ‬ساني‭ ‬اباشا‭ ‬ديكتاتور‭ ‬نيجيريا‭ ‬الهالك‭ ‬أيضاً‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإفريقي‭ ‬ليس‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬منشطات‭ ‬الغرب‭ ‬فلأنه‭ ‬كان‭ ‬حراميا‭ ‬واجتمعت‭ ‬عنده‭ ‬الأموال،‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يعرف‭ ‬ماذا‭ ‬يفعل‭ ‬بها‭ ‬فقد‭ ‬اشترى‭ ‬الفياغرا‭ ‬بالطن‭ ‬المتري،‭ ‬وظل‭ ‬يستخدمها‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نفق،‭ ‬أي‭ ‬مات،‭ ‬والفياغرا‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬قتلته،‭ ‬ومعمر‭ ‬القذافي‭ ‬فقد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬واشترى‭ ‬تاج‭ ‬ملك‭ ‬ملوك‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وحكم‭ ‬ليبيا‭ ‬42‭ ‬سنة،‭ ‬وعمر‭ ‬البشير‭ ‬دخل‭ ‬قصر‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬بدبابة‭ ‬وجلس‭ ‬فيه‭ ‬30‭ ‬سنة،‭ ‬ويكافح‭ ‬أنصاره‭ ‬الآن‭ ‬لإعادته‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا