زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
الأسود يلمع (1)
حسم العلم منذ عقود أن أول بني البشر كانوا في إفريقيا، أي أن آدم وحواء كانا في إفريقيا، ثم أدت بحوث الجينات والإنثروبولوجيا في السنوات الأخيرة الى تحديد ان أقدم السلالات البشرية عاشت في منطقة النوبة في شمال السودان الحالي، وذلك ما قال به المؤرخ الإغريقي ديودور الصقلي (80 - 21 ق.م).
وأزيدكم من الشعر بيتا على ذمة الصحفي التلفزيوني جون انتاين، الحائز جائزة ايمي، مؤلف كتاب يحمل اسم «تابو» وتعني المحرّم أو المحظور، وقبل أن استعرض ما جاء في هذا الكتاب أهيب بجميع أحفاد عنترة وكافور وأبي الأسود الدؤلي أن يشتروه بالجملة لأنه يؤكد تفوق الجنس الأسود: فرغم أن السود يشكلون ثُمن، أي واحد على ثمانية (1/8) من سكان العالم إلا أنهم يشكلون 70% من لاعبي الفوتبول الأمريكي تلك اللعبة المقتبسة من حرب العصابات في فيتنام، والتي لا علاقة لها بالفوت الذي هو القدم، لأن تبادل الكرة يتم بالهاند التي هي اليد، كما أنهم يمثلون 85% من لاعبي كرة السلة في أمريكا. أما في بريطانيا، حيث السود فقط 2% من السكان فإنهم يشكلون أكثر من 20% من لاعبي كرة القدم في أندية الدرجة الأولى. وخلاصة الكتاب المدعم بالأرقام أن الأوربيين والآسيويين لا مستقبل لهم في الميادين الرياضية التي يتسيدها السود تدريجياً لأنهم مبرمجون جينياً ليكونوا أكثر تحملاً وأطول نفساً.
ولتقريب الصورة أذكر القراء بأن غرب إفريقيا تحتكر سباق المائة متر عالمياً بينما شمال وشرق إفريقيا يحتكرون السباقات ما فوق ألف متر، وأفضل العدائين العالميين إثيوبيون وكينيون يعانون من سوء التغذية، ولا قدرة لهم على شراء أحذية نايكي أو أديداس، وانظر حال كل أنواع الرياضات التي تتطلب جهدا بدنيا هائلا وقوة تحمل عالية مثل الملاكمة، والتي فارسها الأول محمد علي كلاي الأسود وعندك مايك تايسون ذلك المقاتل الجسور الذي كان يفتك بالخصوم في حلقة الملاكمة وعض أذن الأحمق الأسود هوليفيد حتى قضمها، وفازت فرنسا بكأس العالم في كرة القدم في دورته قبل الأخيرة بفريق كان ثمانية من أفراده أفارقة مع سبق الإصرار والترصد.
ويؤكد جون انتاين حقيقة ظللت مؤمناً بها طويلاً، وإن لم أجد في نفسي الشجاعة للإفصاح عنها، وهي أن السود إذا دخلوا أي مجال أبدعوا فيه وأتقنوا: خذ عندك عنترة بن شداد، فبعيداً عن المفاخرة العائلية أقول إنه ظل شاعر وفارس الجزيرة العربية الأشهر. ويحاول بعض العنصرين تلميع امرئ القيس بوصفه أفضل شعراء حقبة ما قبل الإسلام ولكن الأقوال المنسوبة إلى هذا الصعلوك تدينه: «لا صحو اليوم ولا خمر غداً، اليوم خمر وغدا أمر» ألا يصبح امرؤ القيس بهذا أبا البيروقراطية العربية بتكريسه لمبدأ تأجيل عمل اليوم إلى الغد مع تخصيص «اليوم» بأكمله للهو والسُّكر، وبما أن الغد سيصبح «اليوم» فإن عملية التأجيل تبقى مستمرة وحالة دائمة. وعلى صعيد آخر، لك أن تقارن بين الزعماء الأفارقة ونظرائهم الغربيين: هل هناك زعيم غربي يستطيع أن يحكم 40 سنة متتالية، ويتزوج بحسناء عمرها 30 سنة بينما عمره 83 سنة كما فعل روبرت موغابي رئيس جمهورية زيمبابوي المزمن سابقا؟ ساني اباشا ديكتاتور نيجيريا الهالك أيضاً دليل على أن الإفريقي ليس بحاجة إلى منشطات الغرب فلأنه كان حراميا واجتمعت عنده الأموال، حتى لم يعد يعرف ماذا يفعل بها فقد اشترى الفياغرا بالطن المتري، وظل يستخدمها يوما بعد يوم إلى أن نفق، أي مات، والفياغرا هي التي قتلته، ومعمر القذافي فقد الأمل في الوحدة العربية واشترى تاج ملك ملوك إفريقيا، وحكم ليبيا 42 سنة، وعمر البشير دخل قصر الحكم في السودان بدبابة وجلس فيه 30 سنة، ويكافح أنصاره الآن لإعادته إلى الحكم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك